مرت قبل ايام الذكري الرابعة لوفاة كاتبنا الكبير أحمد رجب بهدوء، باستثناء كتابات قليلة قرأتها هنا وهناك. كان احمد رجب مثل البئر العميقة التي لا تبوح بأسرارها. نقرأ له صباح كل يوم نصف كلمة" التي تلخص المشهد المصري كله. ونقرأ صباح السبت "الفهامة" التي تسقط كل الحجج السياسية، ساخرة من أداء الحكومة. . ونضحك لكاريكاتير "كفر الهنادوة" التي كان يرسمها الفنان العظيم مصطفي حسين ويضع فكرتها وكلماتها احمد رجب علي لسان فلاح فصيح ماكر يتمتع ببساطة الحكماء وحكمة المطحونين. ورغم أنه ابتكر عشرات الشخصيات الكاريكاتورية، وكتب كثيراً من الكتب.. إلا أن قراءه لم يعرفوا عنه الكثير: ماذا يحب؟ ماذا يكره؟ كيف يكتب؟ هل هوخفيف الدم في حياته الخاصة ام انه يُفرغ كل سخريته في كتاباته؟ كان رجب يكتفي بما يكتب.. ولا يحرص علي ان يكون ضيفا علي الفضائيات. لا يرحب بالحوارات الصحفية رغم انه كان مطلوبا من الجميع. كان يفرض علي نفسه سياجا من الخصوصيه، يدخل مكتبه، لا احد يعرف ماذا يفعل، كيف يفكر، هل يجلس فوق مكتبه ام اسفله، فان ما تنتجه قريحته لا بد انه كان يتم إبداعه بطريقه خاصة! لحسن حظي عرفت احمد رجب الانسان، خفيف الدم رغم تكشيرته الدائمة. كان يملأ الجلسة التي يشارك فيها بضحكات من القلب.كان يتحدث كما يكتب، ولا يفتعل مواقف ليضحك الناس. كان رجلا صادقا احترم قلمه، فاحبه واحترمه القراء.. أحمد رجب.. شخصية لا تُنسي!