اليوم ينطلق الموسم الدراسي الجديد ل 22 مليون طالب، وأراه هذا العام غير تقليدي ولأول مرة يصدر وزير التعليم قراراً بمنع التدخين في المدارس نهائياً سواء للمدرسين أو الطلاب، وكذلك منع استخدام المحمول للجميع وهي قرارات صائبة أطالب بالتشدد في تطبيقها، فهي بالتأكيد ستعود بالخير علي الجميع. والعام الجديد له مفهوم مختلف عما سبقه ويقوم علي ثقافة التعليم والفهم بدلا من الحفظ والتلقين، وكنا نري طلابا يحصلون علي الدرجات النهائية بل وأكثر منها أيضا لأنهم شطار في الحفظ ويعرف الواحد منهم كيف »يصم» الدرس جيدا، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب ولا يوجد له مثيل في الدنيا كلها! وفي النظام الجديد مستحيل أن يحدث ذلك لأنه لا يعتمد علي الدرجات بقدر اعتماده علي الفهم! والدراسة بمفهوم مختلف تبدأ هذا العام من الروضة وأولي أبتدائي يعني من بداية الدراسة وكذلك أولي ثانوي التي تبدأ بها الثانوية العامة الجديدة وستكون ثلاث سنوات تضم 12 امتحانا بمعدل أربع امتحانات في السنة الواحدة. وهناك عقبات عدة ومخاطر ضخمة يمكن أن تهدد هذا النظام بالفشل لا قدر الله ويجب أن نكون مستعدين لها جيدا، ولذلك فالسير ببطء السلحفاة أوخطوة خطوة افضل من الإسراع في القفز إلي المجهول أووضع أمان يكون من الصعب تحقيقها علي أرض الواقع فلا نتقدم إلي الأمام قبل التأكد من نجاح ما سبق. ومن أهم التحديات التي يمكن أن تواجه النظام التعليمي الجديد توافر الأجهزة الحديثة التي سيتم استخدامها وتدريب المدرسين والطلاب عليها وهي تحتاج إلي صيانة باستمرار خاصة ما يسمي »بالتابلت» الذي سيكون الأداة الأساسية في التطوير! وماذا لوتعطل جهاز طالب وهوفي الامتحان..!! فهل أعددنا العدة لكل ذلك ؟ وأخطر ما يمكن أن يقع أن تكون لمدارس الأثرياء ودور التعليم الخاصة كافة الإمكانيات بينما المدارس الحكومية تشكومن عدم توافر ما تحتاجه. ويلاحظ كذلك أن جميع الامتحانات التي ستجري ستكون علي مستوي كل مدرسة، ولأول مرة لن يكون هناك امتحان واحد للطلاب الذين يدخلون الجامعة بعد إلغاء الثانوية العامة، وهذا يمكن أن يخلق مشاكل عدة وتساؤلات كثيرة حول طريقة القبول بالتعليم العالي، فهل أعددنا العدة لكل ذلك ؟