عندما تلقيت الدعوة الكريمة من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس للمشاركة في الاحتفالات الخاصة بمرور ثلاث سنوات علي افتتاح قناة السويس الجديدة التي حفرها المصريون بأموالهم وبعزيمتهم الجبارة، تذكرت وقتها مشاركتي بالإحتفال ببدء العمل وضرب أول فأس في حفر هذه القناة، وتابعت الإنجاز والإعجاز الذي حققه المصريون في هذا المشروع ليتم حفرها في وقت قياسي عالمي غير مسبوق تم خلال أقل من عام وتم فيها حفر 250 مليون متر مكعب من الرمال، ولم تزد تكلفة الحفر عن 20 ملياراً و417 مليون جنيه كانت من بين 64 مليار جنيه دفعها المصريون لدي البنوك خلال 192 ساعة فقط لتمويل هذه القناة ليتم إستخدام بقية هذه الأموال في إنجاز العديد من المشروعات القومية الكبري، وشارك في حفرها 25 ألف عامل وفني وتم فيها إستخدام 75% من كراكات العالم في عمليات الحفر والتكريك لتصبح هذه القناة واقعا، وتكون بداية عظيمة لتنمية محور قناة السويس الذي سيكون من أكبر مشروعات التنمية في العالم، وليتم إقامة العديد من المشروعات اللوجستية التي تخدم هذه القناة أيضا، وتكثف استخدام 6 مواني بحرية تقع في هذه المنطقة منطقة قناة السويس ، ولتحقق عائدا متوقعا مباشرا بدءا من عام 2023 يوازي ضعف ماتحققه الآن0 شاهدت أول أمس وأنا أبحر علي أحد لنشات هيئة قناة السويس داخل هذه القناة الجديدة عشرات السفن الضخمة والتي تحمل آلاف الحاويات وهي تسير في قناة السويس الجديدة والتي كان من الصعوبة بمكان للعديد من هذه النوعيات من المراكب أن تبحر في هذه القناة لضخامتها ولعمق غاطسها، وبالتالي بدأت قناة السويس الجديدة تحقق عائدا ماديا إضافيا كبيرا جعلها تسدد كل ماتم إنفاقه علي حفرها بطول 72 كيلو متراً لتكون قناة موازية للقناة القديمة وتقلل فترة المرور للمراكب إلي 11 ساعة فقط بدلا من 22 ساعة، وكان لذلك مردود إقتصادي كبير علي مالكي هذه المراكب يتم حسابه بالساعة مما شجع معظم الناقلات علي أن تتجه للمرور شمالا وجنوباً من قناة السويس. تحية للمصري الجسور الذي قرر، وللمصري المحب لبلده الذي مول وللمصري الجبار الذي نفذ في وقت قياسي عالمي لأطول ممر مائي يتم تنفيذه في عام واحد فقط.