شوارع نيويورك تشهد حشداً أمنياً غير مسبوق أثناء لقاء ترامب - السيسي أوباما كان يكره مصر ويضمر لها شراً عكس ترامب الذي يحترم مكانتها مقعد القيادة في الشرق الأوسط لا يشغله الحالمون وإنما المبدعون مصر لم تشغل نفسها بتقرير هيومان رايتس.. وتجاهلته أيضاً أمريكا السيسي أعاد القضية الفلسطينية إلي الأضواء واخرجها من النسيان هل تشهد السنوات القادمة نهاية الكون بسبب شراسة ترامب في مواجهة رجل الصواريخ ؟ لماذا عاودت إسرائيل الظهور علي مسرح الجمعية العامة بعد سنوات من الاختفاء؟ النووي كلمة السر في الحرب الجديدة التي تخيم نذرها علي الشرق الأوسط »كل يغني علي ليلاه.. علي مسرح الجمعية العامة« «كل يغني علي ليلاه» علي مسرح الجمعية العامة في نيويورك، واختلطت أدوار الشر بنوايا الخير، وفي الكواليس اختبأت أسرار وأطلت مفاوضات، ولعبت أدوار البطولة دول وشعوب وأحداث.. أولهم الرئيس الأمريكي ترامب، الذي صوب نيران غضبه ضد كوريا الشمالية ورئيسها الذي لقبه ب «رجل الصواريخ».. وصعَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم ضد إيران.. وأعاد إلي الأذهان مشروعا جديدا لحرب من نوع آخر في المنطقة، هدفها إسقاط دولة آيات الله.. «مصر عادت شمسك الذهب»، وظهرت فوق خشبة المسرح هذا العام نجماً يلعب أدوار البطولة وجذبت الاضواء من كل الحاضرين.. أربعة أيام أشغال شاقة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقد خلالها عشرات الاجتماعات، والتقي بعشرات الرؤساء والسياسيين والمستثمرين، حاملاً للعالم رؤية ثاقبة في كل الأحداث تحت عنوان «هذه رسالة مصر».. في قضايا الإرهاب والتنمية والحرب والسلام والقضية الفلسطينية، لم يتحدث أحد عنها مثلما تحدث رئيس مصر. الحفاوة والاحترام والتقدير.. كانت مفردات تمتع بها رئيس مصر، أينما يحل ومع من يجلس، وتجسدت تلك المعاني في اللقاء المشترك بينه وبين الرئيس الأمريكي ترامب، الساعة الرابعة بعد ظهر الأربعاء الماضي.. وكان يوماً مشهوداً في تاريخ نيويورك، مدينة الصخب والضجيج. شهدت بنفسي هذه اللحظة، في شارع «ماديسون «، أشهر الشوارع التجارية في نيويورك، وأنا واقف علي الرصيف المقابل لبوابة فندق «بالس» الذي يقيم فيه الرئيس، لحظة وصول موكب ترامب، ولم أر في حياتي مثل هذه الإجراءات الأمنية الرهيبة.. الموكب جاء موزعاً علي ثلاث قوافل طويلة من السيارات، لا تعرف في أي منها توجد سيارة ترامب.. كل قافلة فيها 29 سيارة من مختلف الأنواع والأشكال والأحجام، وتأتي من اتجاه مغاير، حتي سيارات كشف المتفجرات ليست كالتي نشاهدها في مصر، وليس فوقها طبق وايريال متحرك، وانما مجموعة من اللمبات المضيئة، التي تغطي منطقة سيرها، وبعد أن أغلق مئات الضباط والجنود وسط مدينة نيويورك تماماً بالحواجز الحديدية.. وظهرت طائرات الهليوكوبتر في السماء، حضرت 6 سيارات عليها العلم الأمريكي وفي إحداها يركب ترامب. لم ير الأمريكيون مثل هذا الحشد الأمني الرهيب، المصفحات في الشوارع، المنطقة مغلقة تماما حتي أمام المارة.. وأمام بوابة الفندق سيارات ضخمة مملوءة بالرجال تحسباً لأي موقف.. والجميع يسأل «ما الذي يحدث؟».. والإجابة.. ترامب يزور الرئيس السيسي في مقر إقامته، « واو «،هو الرئيس الوحيد من بين 130 رئيساً حضروا اجتماعات الجمعية العامة، الذي يذهب إليه ترامب في مقر إقامته في لقاء قمة هو الرابع من نوعه، منذ ان تولي الرئيس السيسي الحكم. الأمريكيون يتعاملون مع الحشود الأمنية في الشوارع بطاعة واستمتاع، بلا ضيق أو ضجر أو غضب، ووقفوا علي الأرصفة المحيطة بالفندق الذي يقيم فيه الرئيس السيسي، يلتقطون الصور بالموبايل ويشاهدون الموكب بفرح وابتسامة ويبدو انه مشهد غير مألوف، ويلوحون بأيديهم ترحيباً بترامب، الذي لم يعرف أحد أي سيارة يستقلها، من الست سيارات التي تحمل العلم الأمريكي. لماذا يحترم العالم مصر، ويسعي الجميع للاجتماع برئيس مصر؟ - أمام الجدار الرخامي الأخضر الكئيب، الذي يتصدر قاعة الجمعية العامة.. وقف رئيس مصر وتكسو كلماته القوة والوضوح والرؤية، في عالم لا يحترم إلا الأقوياء، ولا يمد يده أبدا للضعفاء، ولا يعترف إلا بأصحاب السياسات الجريئة والمواقف الثابتة، وحملت كلمة السيسي رسائل مهمة، في اتجاهات محددة، تلقي الأضواء علي كل الأحداث الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط المزروعة بالحروب والصراعات والأشواك. لم يتحدث ترامب في خطبته النارية أمام الجمعية العامة عن السلام في الشرق الأوسط، ولم يذكر القضية الفلسطينية بكلمة واحدة، كما اعتاد الرؤساء الامريكيون السابقون ان يفعلوا، كنوع من الوجاهة السياسية الدولية، غير أن السيسي أعاد القضية إلي بؤرة الضوء، وجذبها من طي النسيان، وأيقظ في ضمير ترامب ضرورة العودة إلي القضية الأم، بعبارة رائعة «لدينا فرصة تاريخية لكتابة صفحة جديدة لتحقيق السلام في هذه المنطقة».. القضية الفلسطينية باتت الشاهد الأكبر علي تصدع النظام العالمي، وآن الأوان لكسر ما تبقي من جدار الكراهية إلي الأبد». وحث السيسي الشعب الإسرائيلي علي اعلاء الرغبة في السلام، وذكَّرهم بتجربتهم الرائعة مع مصر علي مدي 40 عاماً ومن الممكن تكرارها.. وناشد الشعب الفلسطيني الصامد أن يلتف حول قيادته، وأن يوحد الصف وينبذ الخلافات.. وطاف بنفس القوة والوضوح علي الأوضاع في سوريا وليبيا وغيرهما من البؤر الساخنة، خصوصا ليبيا، التي حملت عبارات الرئيس معني ضمنيا، بأن مصر لن تسمح بأن تكون مستنقعا للارهاب والارهابيين، يهدد أمنها واستقرارها وسلامة شعبها. واستكمالاً للجهد المصري علي صعيد الملف الفلسطيني، كانت أوجاع الشعب الفلسطيني هي البطل الحاضر في لقاءي الرئيس السيسي مع كل من ترامب ونتنياهو، بمبادرة مصرية جديدة تعيد إحياء القضية وإخراجها من ثلاجة الموتي.. وتجديد المطالبة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، والتنبيه إلي أن حل هذه القضية المزمنة، هو البوابة الحقيقية للنجاح في الحرب ضد الإرهاب،الذي يخيم علي دول وشعوب المنطقة. هذه رسالة مصر.. الحرب ضد الإرهاب والسعي وراء التنمية، فالإرهاب هو العدو الذي يهدد أمن واستقرار العالم كله، ومصر التي تخوض هذه الحرب بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن العالم، لها رؤية واضحة تستلزم سد المنافذ والثغرات التي ينفذ منها الإرهابيون، والمطالبة بضرورة أن توقف الدول الداعمة للإرهاب تزويد الإرهابيين بالمال والسلاح.. والمعني بذلك دويلة مثل قطر، دون أن يلوث رئيس مصر لسانه بذكر اسم تلك الدولة المارقة. وبمناسبة قطر، فلم تعد مشكلتها مع مصر فقط، ولكن مع دول وشعوب كثيرة، واحتشدت مظاهرات ضخمة أمام مقر الجمعية العامة، ترفع صورة أمير قطر ويديه مخضبة بالدماء، وتنادي بسقوطه والقصاص من كل قاتل شرير، وتندد بالتدخل السافر في شئون شعوب ودول مستقلة، ولها الحق في الحياة. قطر كانت « مسخرة « مسرح نيويورك هذا العام، فأميرها الضال فشل في رشوة بعض مسئولي الجمعية العامة، ليحجزوا له مكانا بارزا في القاعة، وتعمد مرات أن يسير علي قدميه وسط حراسه في الشوارع المحيطة بمقر الأممالمتحدة، وشاهدته بنفسي وجهاً لوجه وعلامات الذعر ترتسم علي وجهه كلما اقترب منه أحد، وعلي مقربة من الفندق الذي يقيم فيه تعلو هتافات المظاهرات التي تنادي بالثأر والقصاص من جرائمه.. ولم تنجح أمواله في شراء مظاهرات مؤيدة لها، حتي المأجورين شعروا بالخجل أن يبيعوا ما تبقي من ضمائرهم بفلوس الأمير الضال.. إلا الإخوان المسلمين. الإخوان حكايتهم حكاية.. فيوم انعقاد الجمعية العامة، وزعوا بعض صبيانهم علي الطرق المؤدية للمبني وهم ثلاثة شوارع فقط، وصادفني بلطجي «جتة» يحمل في يده موبيل وينتظر أي وجه مصري معروف، ليسبه ويشتمه ويصوره بالموبايل.. تسعيرة الشتيمة ألف دولار، وإذا نجح في ضرب زائر مصري وصوره بالموبايل يقبض خمسة آلاف دولار، ولا أدري لماذا هم اغبياء الي هذا الحد، وماذا يكسبون من وراء ذلك غير الاحتقار والازدراء والكراهية. كل شعوب العالم كانت تعبر عن معارضتها بأسلوب حضاري، إلا الإخوان الذين لجأوا إلي الهمجية والغوغائية والسفالة وقلة الادب.. وكانت صورة معارضي الأنظمة الاخري تعبر عن ذلك بالهتافات السلمية والأعلام واللافتات.. إلا الإخوان، بالشتائم والبذاءات والموبايلات، ولاحظ الجميع أنهم اختفوا هذا العام، ولم يظهر منهم سوي أعداد قليلة، انتشروا كالجراد في الشوارع.. ولكن خاب مسعاهم. ترامب والأشرار وأمام الجدار الرخامي الأخضر الكئيب، في صدر قاعة الجمعية العامة،افتتح ترامب العرض العالمي الكبير، بخطاب ناري أضفي علي الأحداث سخونة وجاذبية.. واستهدف في طلعته الأولي حاكم كوريا الشمالية، الذي يصفه برجل الصواريخ، وانذره بأنه في مهمة انتحارية، وأن أمريكا إذا اضطرها الأمر سوف تدمرها بالكامل، والسؤال هنا: هل تشهد سنوات حكم ترامب انتقال الآلة العسكرية من الشرق إلي جنوب شرق آسيا؟، وهل ينجح ترامب في وقف جنون حاكم كوريا الشمالية، بعد ان فشل كل رؤساء امريكا السابقين في ترويضه ؟ ترامب استخدم عبارة «ذات سيادة»، وهو يتحدث عن موقفه من حاكم كوريا الشمالية 21 مرة، وهي نفس العبارة التي يستخدمها حكام الصين وروسيا للاستخفاف بالتدخل الأمريكي في شئون بلادهم، بسبب ما تطلق عليه واشنطون، الإجراءات القمعية ضد حقوق الإنسان في تلك الدول.. ولكن ترامب لا يري في ذلك عيباً، وهو يحذر من خيار عسكري كارثي إذا هددت صواريخ كوريا الشمالية حلفاءه في كوريا الجنوبية، فالجيش الأمريكي كما يراه، سيصبح أقوي مما مضي وجاهز تماماً لحاكم كوريا الشرير. وإيران هي الأخري قد ينالها من الغضب الأمريكي جانب، بعد أن خلع عليها ترامب ثلاثة اوصاف «مارقة وديكتاتورية وفاسدة».. وهاجم الاتفاق النووي الذي وقعته مع أمريكا والغرب لانه معيب، ولا يمكن الالتزام به، إذا تم استخدامه كغطاء لإنشاء برنامج نووي إيراني. في قضية إيران « ترامب» غير «أوباما»، فالأخير هو الذي أبرم الاتفاق النووي مع إيران، وسمح لها بالنفوذ في العراق، وأفرج عن ودائعها في البنوك التي تقترب من 150 مليار دولار.. وفي خطابه الأخير قبل مغادرة البيت الأبيض غير مأسوف عليه، اعترف بأن سياسته كانت تستهدف أن تصبح إيران قوة إقليمية كبري في المنطقة بجانب تركيا والسعودية، وان يخلق توازنا بين السنة والشيعة، وبدأ تجربة « الديوك الشرسة « في العراق، بإطلاق الجيش الشعبي الشيعي في مواجهة ميليشيات داعش. أوباما كان يكره مصر ويضمر لها شراً ويخطط لانتزاع دورها الإقليمي، ولا يجلس الا مع الاخوان والنشطاء، وأدخلها ضمن برنامج حزام الجحيم العربي، وكان يمنّي نفسه بأن يعيش حتي يري مصر في وضع سورياوالعراق، ولكن يد الله كانت فوق شره، وانتصرت مصر وعاشت وعادت، ورحل أوباما تصحبه اللعنات، وفي رقبته أوجاع ودماء الشعوب والضحايا. نتنياهو والعودة لمسرح الأحداث علي عكس المرات السابقة التي اختفت فيها إسرائيل عن مسرح أحداث الجمعية العامة، ظهر نتنياهو هذا العام في ثوب جديد، مهدداً ومتوعداً إيران بأشد العقاب، وحملها مسئولية كل المشاكل في الشرق الأوسط، وانها الشيطان الاخطر، ومحذراً بأن إسرائيل سوف تتدخل لمنع إيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا، واعاد الي الاذهان سيناريوهات الحرب الصاروخية التي كانت جاهزة لضرب ايران، وكانت اسرائيل هي المكلفة بذلك. سوريا التي دعا الرئيس السيسي إلي المحافظة علي وحدة أراضيها، وإقرار حق شعبها في اختيار نظام الحكم الذي يريده، والمطالبة بعودة المهاجرين وخلق أجواء آمنة.. سوريا تعود من جديد إلي بؤر الصراع، لتضيف جرحاً علي جراح، من جراء إيران وحزب الله وإسرائيل، وجميعهم ينقلون الحرب القذرة من أراضيهم إلي المستنقع السوري، وهكذا لاحت في الافق بوادر تصعيد الصراع وليس اقرار التسوية. وإيران التي أخذت قبلة الحياة من «أوباما» تواجه لدغة العقرب من «ترامب»، واستغل نتنياهو كراهية ترامب لإيران، ليصعد أجواء التسخين، وكأن المنطقة تنقصها حرب جديدة، وقودها إيران والشيعة، والنووي هو كلمة السر في الحرب القادمة، وعادت إسرائيل إلي مطالبها المتشددة القديمة، التي يستحيل أن تستجيب لها إيران، وأهمها تدمير أنظمة الطرد المتطورة التي تمتلكها طهران، ووقف مشروع الصواريخ الباليستية، والتعهد بوقف تمويل حزب الله. نتنياهو وترامب «يد واحد» ضد إيران، وهذا تغييراستراتيحي يصل إلي حد الانقلاب في توجهات السياسة الأمريكية بشأن دول المنطقة.. تغيير يسعد دول الخليج التي امتلأت بالمخاوف بعد التقارب الأمريكي - الإيراني في حكم أوباما، وأسفر عن حوافز حصلت عليها إيران لم تحصل عليها في تاريخها، بجانب تحييد دور إسرائيل،التي كانت من أشد المتحمسين لضرب إيران بالصواريخ، بعد غزو العراق، ولكن كل شيء في السياسة وارد، فلا صداقة دائمة ولا عداء مستمر. مصر تتحدث عن نفسها الأدوار لا تباع ولا تشتري بالأموال، وإنما بالتاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل، ومنظومة دولة عريقة، حاول الأشرار أن ينكلوا بها ويضروا شعبها، فحفظها الله، وعادت تسترد قوتها وعافيتها وتستعيد مكانتها عربياً وإقليمياً ودولياً.. ومقعد القيادة في المنطقة لا يجلس عليه الحالمون وإنما المبدعون، ومصر دائماً مبدعة، وشعبها سر إبداعها، وعندما تركت مقعد القيادة اختياريا لمن يصارع من أجله، لم يجدوا عربة ولا مقعداً ولا قيادة.. فكان من الضروري العودة اجباريا إلي الأصل.. مصر وقيادتها.. التي تمتلك الرؤية والخبرة والقوة والتأثير. هذه هي مصر.. وتلك هي رسالتها التي يحملها رئيسها أينما ذهب، فتلقي قبولاً واحتراماً من كل دول وزعماء العالم، لأنها لا تتحدث بلسانين، ولا تكيل بمكيالين، ولا تتعامل بوجهين.. والأهم من كل ذلك أنها شبت من بين أنقاض الجحيم العربي، تنفض الغبار وترفع هامتها وقامتها. لم يشغل الرئيس باله بالرد علي اتهامات هيومان رايتس وتقريرها المريض، الذي أراد الشوشرة علي زيارته، فهو أكبر من ذلك وبلده ليس متهماً ليشغل نفسه بالدفاع عن نفسه في اتهامات باطلة.. ولكنه عبر عن فلسفته في احترام حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وإعلاء شأن الدولة الوطنية الموحدة، التي تعتمد المواطنة حقاً أصيلاً لكل أبناء شعبها. حقوق الإنسان هي الحياة الآمنة المطمئنة الكريمة، التي تأتي تباعاً لدولة القانون والدستور والمؤسسات، وتستطيع أن تؤصل المواطنة والعدل والمساواة، وحقوقاً أكبر بكثير من التقارير المشوهة والاتهامات المرسلة، التي تحركها رسائل سياسية تتخذ من حقوق الإنسان غطاءً زائفاً.. وأمريكا نفسها لم تشغل نفسها هذه المرة بإيقاظ فتنة حقوق الإنسان التي تشعلها مراكز تآمرية، ولم يهتم صحفيوها بطرح اسئلة موجهة للرئيس في هذا الشأن،هم أعلم بنواياها ومموليها، فضعف تأثيرها وصغر دورها، ولم تعد تحدث صخباً ولا ضجيجاً، وبمرور الوقت لن يكون مصيرها اكثر من المزبلة.. حقوق الإنسان الحقيقية - أيضاً - في اتخاذ الدولة كافة السبل والإجراءات لتوفير الحياة الكريمة لشعبها، وهذا ما تعكسه خطط وبرامج الإصلاح، التي شغلت الحيز الاكبر من لقاءات واجتماعات الرئيس،ورغم قسوتها علي الطبقات الفقيرة، ولكنها دواء لا بديل عنه، وتبدأ آثاره في التحسن تدريجياً.. وهو ما شهد به زعماء ومستثمرو العالم في الشرق والغرب. ليس مصادفة أن يكون الرئيس منذ 20 يوماً في الصين، فتفتح له دول الشرق ذراعيها، تحوطه بالاحترام والتقدير، وتمد يد التعاون والصداقة لمصر الكبيرة.. ثم يتكرر نفس الموقف في الغرب.. أمريكا أثناء اجتماعات الجمعية العامة. ليس مصادفة أن تعود مصر إلي الصدارة مرة أخري، بعد سنوات عجاف سادها اليأس والفشل، ولكن الدول الكبيرة تمرض ولا تموت، ومصر الآن في طور الشفاء والنقاهة، رسالتها واضحة وأهدافها نبيلة وسياستها عادلة، فكان ضرورياً أن تبدأ مرحلة جني الثمار.