شهد طريق وادي النطرون أمس حادثاً جديداً ذهب ضحيته 6 مواطنين بينهم 3 أطفال واصيب 20 آخرون تم نقلهم الي مستشفي العلمين المركزي الذي أعلن حالة الطوارئ حيث تم خروج 11 مصابا بعد تحسن حالتهم وتم نقل 3 مصابين لمستشفيات القاهرة بناء علي رغبة اصحابها فيما خضع 6 حالات لعمليات جراحية اغلبها كسور احدها زوجة شابة حامل اجريت لها عملية جراحية استغرقت 3 ساعات لاستئصال الطحال لوقف نزيف حاد لانقاذ حياة جنينها. انتقل محافظ مطروح والقيادات الامنية للمستشفي وقرر المحافظ صرف 10 آلاف جنيه اعانة عاجلة لكل متوفي. فيما بدأت النيابة العامة التحقيق مع سائقي التريللا والاتوبيس اللذين تم احتجازهما بقسم شرطة العلمين. كانت الساعة تقترب من الواحدة ونصف قبل فجر الجمعة حينما كان اتوبيس وسط وغرب الدلتا الذي اقلع من القاهرة بركابه وكلهم من العائلات في طريقهم لقضاء الاجازة الصيفية بقري الساحل الشمالي ومطروح. وكان معظم الركاب في نوم عميق حينما استيقظوا علي صوت ارتطام شديد انقلب علي اثره الاتوبيس الذي تبين فيما بعد انه قد اصطدم بسيارة تريللا ارتفع الصراخ والعويل بينما صمتت انفاس اخروين فقد لفظوا ارواحهم في الحال بسبب شدة الاصطدام. بشاعة مشهد الحادث ادي الي توقف جميع السيارات المارة الذين حاولوا انقاذ المصابين فيما قام البعض بإبلاغ شرطة النجدة وفي أقل من دقيقة كان قد تم ابلاغ وزير الصحة عبر الخط الساخن بالحادث ايضا ليتم توجيه نداء لجميع وحدات الاسعاف علي الطريق الساحلي بالتوجه الي الكيلو 25 فورا لنقل المصابين.. وفي لحظات كان هناك اكثر من 20 سيارة تصل وتبدأ في إجلاء المصابين والضحايا. في نفس اللحظة وداخل مستشفي العلمين المركزي كان الدكتور محمد ظريف يقود فريق عمل من الاطباء في مختلف التخصصات بعضهم تم استدعاؤه لمواجهة الموقف. كان أول من وصل هي جثث الضحايا وهم مصطفي محمد حافظ 39 عاما وامال عزت محمد 67 عاما وكلهم من القاهرة بينما تم نقل جثتي الطفلتين الي مستشفي الضبعة. الدكتور محمد ظريف كان علي باب المستشفي في استقبال سيارات الاسعاف بعد ان اعطي تعليماته لمساعديه بالاطمئنان علي توافر جميع فصائل الدم بالثلاجات وكذلك توافر جميع الادوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات. وداخل قسم الطوارئ بدأ فريق الاطباء فرز المصابين طبقا لحالات الاصابات وكان معظمها مصابا بحالات كسور ونزيف والحالات الاخيرة كانت الاولي بسرعة التعامل معهما لوقف النزيف وانقاذ حياة اصحابها. كان المشهد مأساويا خاصة ان كل ركاب الاتوبيس المشئوم من العائلات واصبح الجميع يحاول الاطمئنان علي باقي افراد اسرته كان اصعب واقسي المشاهد اسرة الطفلين وهي تبحث عن مكان جثتهما حيث تبين انهما في مستشفي الضبعة المركزي. كانت اصعب الحالات المصابة والتي تم تخصيص فريق طبي كامل لها هي حالة الزوجة الشابة وعد ايمن مراد 26 سنة والتي كانت مصابة بحالة نزيف حاد داخلي وكذلك عدد من الكسور والجروح القطعية كانت حالتها العامة سيئة للغاية. وعلي الفور تم ادخالها لغرفة العمليات لوقف النزيف خاصة عندما اكتشف الاطباء انها حامل وداخل غرفة العمليات تم اجراء جراحة استكشافية لها تبين انها مصابة بنزيف بالبطن والحوض وكشفت الجراحة الاستكشافية ان سبب النزيف هو تهتك الطحال بسبب الحادث وكان القرار الحاسم لفريق الاطباء هو استئصال الطحال لوقف النزيف لانقاذ حياة الجنين لتخرج وعد من غرفة العمليات الي غرفة العناية المركزة بعد ان قضي الاطباء 3 ساعات في سباق مع الزمن لانقاذ حياتها. ويقول الدكتور محمد ظريف مدير المستشفي تعاملنا بهدوء مع الحادث رغم بشاعته باعتبار اننا في حالة طوارئ قصوي طوال إجازة الصيف فلا يمر اليوم الواحد دون وقوع عدة حوادث ومعظم هذه الحالات يكون من نصيبنا التعامل معها قائلا عقب حادث الاتوبيس وقعت حادثتان اخريان تم نقل ضحاياهما الينا. وعن الموقف الاخير لمصابي حادث الاتوبيس قبل الطبع مباشرة قال مدير المستشفي ان هناك 11 حالة غادرت المستشفي بعد تحسن حالتها وتم نقل 3 حالات الي مستشفيات القاهرة بناء علي رغبة اقاربهم فيما بقي 6 حالات تحت العلاج بينهم 4 حالات سيخضعون لعمليات جراحية وهناك اجريت جراحة لمريضة لعلاج جرح متهتك بالساق والرقبة بطول 20 سم. قررت نيابة العلمين التصريح بدفن جثث ضحايا الاتوبيس. كما قررت انتداب لجنة فنية لمعاينة الأتوبيس والتريللا وتحديد سبب وقوع الحادث مع استمرار احتجاز سائقي الحافلتين علي ذمة التحقيق ووصول تحريات المباحث حول مسئولية أي منهما في التسبب للحادث، خاصة أن هناك احتمالات أن يكون أن سائق الاتوبيس داهمه النوم وقت الحادث عندما كان يتجاوز السيارة التريللا.