زيادة رسوم التأشيرات تلقي بظلالها علي المشاركة المصرية بقمة السياحة العالمية في برلين

المستثمرون: تأثير سلبي لعدم وفاء الحكومة بوعدها.. والوزراء: تحت الدراسة ولن نضركم

سيطرت أزمة زيادة رسوم التأشيرات للسائحين والتي قرر مجلس الوزراء تطبيقها من اول يونيو المقبل علي المشاركة المصرية في فعاليات قمة السياحة العالمية بالعاصمة الألمانية برلين.. أعرب ممثلو القطاع السياحي من اتحاد وغرف وجمعيات استثمار واصحاب الشركات والمنتجعات عن خيبة أملهم من عدم قيام الحكومة بالوفاء بوعدها وإعلان إلغاء هذه الزيادة او تأجيلها لأجل غير مسمي وإعلان ذلك قبل انطلاق المعرض او في المؤتمر الصحفي لوزير السياحة.. وأكدوا ان هذا الموقف سوف يؤثر سلبا علي نتائج المشاركة المصرية بالمعرض الأهم في العالم.
أكد كامل ابو علي رئيس جمعية مستثمري البحر الاحمر ان رد فعل منظمي الرحلات علي هذه الزيادة جاء عنيفا للغاية وهم محقون في هذا.. فقد أعدت هذه الشركات مطبوعاتها ودعايتها للرحلات للموسم الصيفي بل وحتي نهاية العام وتضمنت السعر المعلن والمعروف للتأشيرة وهو 25 دولارا.. اما الفارق والذي يصل ل35 دولارا بنسبة زيادة 140 / تربك كافة حساباتهم.. وبدأ عدد من كبار منظمي الرحلات إلغاء رحلاتهم لمصر وتحويلها لدول اخري.. الا أننا طلبنا منهم تأجيل تلك القرارات واخبرناهم بوعد الحكومة إلغاء الزيادة تماما قبل المعرض.. الآن يسألونا عن الوعد الحكومي ولا نجيب مما اثار غضبهم بشدة وأبلغوا غضبهم هذا إلي وزير السياحة..
وقال كريم محسن رئيس اتحاد الغرف السياحية ان توقيت تطبيق هذه الزيادة غريب للغاية.. حتي تأجيلها لأول يونيو مرفوض من منظمي الرحلات.. وأضاف محسن ان هناك اجماعا من القطاع السياحي علي ضرورة إلغاء الزيادة وإعلان ذلك قبل انتهاء فعاليات معرض برلين لان التأخير معناه خسائر جسيمة للقطاع وضياع الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا خلال المعرض.. وقال انه كانت هناك معلومات مؤكدة ان القرار سيتم إعلانه مع انطلاق فعاليات المعرض لكن لا ندري ماذا حدث.. وأشار إلي ان هناك اجماعا من القطاع السياحي علي خطورة تلك الزيادة وضرورة الغائها.
سهم مرتفع
وأضاف الدكتور خالد المناوي مستشار وزير السياحة ان زيادة رسوم التأشيرة وعدم اعلان الغائها هو الحديث الرئيسي بالمعرض سواء بين المستثمرين المصريين أنفسهم او بينهم وبين الأجانب وبدلا من ان يتفرغ ممثلو القطاع للترويج والتسويق لبرامجهم دخلوا في احاديث طويلة مع الأجانب لتلافي تداعيات هذه الزيادة.. مؤكدا ان منظمي الرحلات لا يصدقون ان الحكومة ستلغي تلك الريادة.. وأضاف محمد سمير عبد الفتاح عضو جمعية الاستثمار السياحي ان مصر بتلك الزيادة الغريبة تصبح كمن يضارب بالخطأ في البورصة وعرض سهم بأعلي كثيرا من سعره الحقيقي ففي الوقت الذي ألغت فيه كافة الدول والمقاصد المنافسة رسوم التأشيرات تماما تزيدها مصر لنفقد ميزة تنافسية كبري ونفقد معها الفرص الذهبية المتاحة بالمعرض وجزءا من نصيبنا المستحق منها وانتقد حسام الشاعر الرئيس الأسبق لغرفة السياحة انه كان هناك اتفاق بعدم فرض أية رسوم علي القطاع السياحي الا بعد العودة للمجلس الاعلي للسياحة والتشاور مع القطاع حولها وهو ما لم يتم في تلك الزيادة.. فقد كان هناك اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس السيسي قبل الزيادة بأسبوع ولَم تعرض خلاله مما يستوجب محاسبة المسئول عن القرار والذي لم يقدر التأثير السلبي الكبير الذي نواجهه حاليا بالمعرض.
وإذا كان هذا هو اجماع الاراء داخل قطاع السياحة فقد جاء الرد الحكومي اكثر هدوءا ودبلوماسية.. فقد أكد يحيي راشد وزير السياحة ان الحكومة قررت تأجيل تطبيق الزيادة من أول مارس الحالي إلي اول يونيو المقبل.. وأضاف ان إلغاء الزيادة تماما أو تأجيلها لأجل غير مسمي تحت الدراسة حاليا داخل أروقة الحكومة.. ولَم يعلق الوزير علي التداعيات السلبية التي واجهها خلال لقاءاته بالمعرض بسبب هذه الزيادة.. أما شريف فتحي وزير السياحة فقد أكد انه كان يأمل ان يحضر إلي المعرض وقد تم إلغاء هذه الزيادة بالفعل بسبب ما لمسه من مردود سلبي كبير لها علي المشاركة المصرية.. الا انه شدد علي أن الحكومة لن تضر أبدا قطاع السياحة بل تحرص علي مساندته بقوة
لقاءات مكثفة
ومن ناحية اخري وبعيدا عن حديث رسوم التأشيرات.. فقد واصل الوفد المصري الرفيع لقاءاته المكثفة في قمة السياحة العالمية ببرلين.. تضمنت تلك اللقاءات اجتماعات لوزير السياحة داخل غرفة الاجتماعات بالجناح المصري مع عدد من المسئولين الألمان وكبار منظمي الرحلات وايضاً وسائل الاعلام.. بحانب لقاءات وزير الطيران شريف فتحي مع شركات الطيران المختلفة لبحث التسهيلات التي يتم منحها بالمطارات المصرية ولقاءات كل من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللواء احمد عبد الله محافظ البحر الاحمر للترويج للمدن والمنتجعات السياحية داخل محافظاتهم.. وبالطبع هناك لقاءات شركات السياح والمستثمرين السياحيين بنظرائهم من مختلف دول العالم.. ورغم أزمة رسوم التأشيرات الا ان هناك حالة من التفاؤل الحذر تسود داخل القطاع السياحي الا ان نتائجه مرهونة بالتسهيلات الحكومية.. وقد جاء الإعداد للمشاركة المصرية بالبورصة متميزا بإشراف السفير النشط بدر عبد العاطي سفير مصر في برلين ومن خلال المكتب السياحي المصري برئاسة محمد عبد الجبار.
فقد عقد يحيي راشد وزير السياحة لقاءات مكثفة مع وزراء سياحة الاردن ولبنان وكوريا ومنظمي الرحلات.. واكد راشد ان السياحة المصرية تستعيد عافيتها وان هناك مساعي طموحة وجهودا متواصلة لعودة الحركة السياحية إلي معدلاتها الطبيعية وبما يتفق مع مكانة مصر السياحية.. وعقد راشد لقاء مع شركة توماس كوك حيث اكدوا للوزير اعتزامهم زيادة اعداد الرحلات إلي مصر خلال موسمي الصيف والشتاء القادمين من السوق الالماني.. وطالبهم راشد بضرورة تقديم مقترحاتهم بشأن التسويق المشترك علي ان يتم التعامل مع كل شركة علي حدة بما يضمن منع الاحتكار وتلبية احتياجات الشركات..
وعقد الوزير لقاء مع اتحاد شركات السياحة الايطالية اكد خلال اللقاء انه يتم حاليا اعداد دراسة مقارنة للدول السياحية المنافسة والخاصة بزيادة رسوم التأشيرات وسيتم تقديم هذه الدراسة لمجلس الوزراء، وبما يحمي القطاع السياحي من اية تداعيات سلبية، خاصة ان هذا القرار يتعلق بعمل عدد من الوزارات الاخري.. وناقش الوزير مع اعضاء الاتحاد امكانية عقد المؤتمر السنوي لمنظمي الرحلات الايطاليين بمدينة شرم الشيخ..
وعقد راشد لقاء مع وفد وزارة الشئون الاقتصادية والطاقة الألمانية برئاسة إيرس جلايكا سكرتير عام الوزارة وممثلة البرلمان الألماني بحضور السفير بدر عبد العاطي أعرب الوزير عن سعادته لتواجده في برلين وتطلعه إلي مضاعفة الإعداد لمثل هذا السوق بما يضمن تحقيق مصالح الطرفين وبما يسهم في تعزيز حركة السياحة الوافدة إلي مصر.
وأكدت إيرس خلال اللقاء ان الحكومة الالمانية لديها اهتمام بالغ باستعادة مصر لمكانتها السياحية التي تستحقها خاصة ان مصر من المقاصد السياحية المميزة للالمان..
مطارات عالمية
ومن جانبه أكد شريف فتحي وزير الطيران خلال لقاءاته بالمعرض ان مصر لديها 22 مطارا دوليا بالاضافة إلي 3 مطارات جديدة يتم تجهيزها حاليا تستوعب 7.5 مليون راكب سنويا..
وقال انه عقد عددا من اللقاءات المهمة مع شركة ايربرلين وكوريندون وتم التنسيق علي زيادة رحلات الاولي وان تقوم الشركة الثانية بتنظيم رحلات جديدة إلي المقاصد السياحية المصرية، بالاضافة إلي رغبتهم في تسجيل طائرتهم من شرم الشيخ لبداية تنظيم رحلات من عدد من المدن الاوروبية وشرم الشيخ.. واكد ان الغاء الجعل الذي كانت تفرضه سلطة الطيران المدني علي بعض الطائرات التي كانت تصل إلي المقاصد السياحية وهي حاملة جنسية بلد آخر غير القادمة منه..
وقد قام سيفن كلاويدور المدير التنفيذي للشركة الالمانية التي قامت بتزويد المطارات المصرية بأجهزة التفتيش الحديثة بعرض فليم تسجيلي قصير اوضح من خلاله ماتم تزويد المطارات المصرية من احدث اجهزة الكشف البيومتري التي لاتسمح بدخول العاملين بالمطارات الا بالبصمة البيومترية حيث اشار إلي ان هناك اكثر من 20 الف عامل يمرون من هذه البوابات للدخول إلي عملهم، وهو مايساعد في توفير اعلي درجات التأمين داخل المطارات مشيرا إلي ان هذا يعني النجاح التام في تعقيم صالات السفر والوصول. وقال ان الشركة القابضة للمطارات طالبت الشركة بتزويدها بعدد 60 بوابة جديدة وسيتم تسليمها إلي مصر خلال الشهر القليلة القادمة.. هذا بخلاف كاميرات المراقبة التي اصبحت تغطي كل المناطق في المطارات المصرية.