أكد د.علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ان محاولة اغتياله أمام أحد المساجد بمدينة 6 أكتوبر زادته صلابة وثباتا وتماسكا في مواجهة جماعات التطرف والإرهاب التي تثبت يوما بعد يوم انها تسعي لإراقة الدماء وتشويه صورة الإسلام أمام العالم. وقال جمعة في تصريحات خاصة ل«الأخبار» ان الرئيس عبدالفتاح السيسي اطمأن عليه عقب المحاولة الفاشلة وأن هذه المكالمة ساهمت في تخفيف أثر هذه المحاولة وان فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني وعدداً من رؤساء وزعماء الدول سارعوا إلي الاتصال به تأكيدا علي وقوفهم بجانبه ورفضهم لهذه المحاولات الإرهابية الرخيصة.. وأضاف المفتي السابق قائلا: طوقني الرئيس السيسي بجميل في عنقي عقب الاتصال التليفوني وكذلك حديثه عني خلال الاحتفال بالذكري الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة أمس وهذا مصدر فخر لي في هذه الذكري التي تعبر عن آمال المصريين وكان الهدف من محاولة اغتيالي هو افساد فرحة المصريين بهذه الذكري الغالية. وأشار د.علي جمعة إلي انه يشفق علي هؤلاء الذين سلموا عقولهم للشيطان وان محور رسالتي كأزهري هي بيان الحق للناس وتوضيح ما التبس عليهم واننا مع البنيان وعمارة الكون وبناء الإنسان وضد من يخربون ويهدمون ويخالفون أمر الله ومراده.. وقال: ان هناك ملايين يدافعون عن الحق ومصر تزخر بالعلماء الذين لا يخافون في الله لومة لائم. من ناحية أخري قال د. مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، انه شاهد بعينه محاولة الاغتيال، مشيرا إلي انه كان متواجدا بمسجد فاضل بمدينة 6 أكتوبر لأداء خطبة الجمعة.. واضاف عاشور ان محاولة اغتيال د. علي جمعة تضمنت عدة رسائل منها انها كشفت عن ان الجماعة الإرهابية لا تستطيع العيش إلا وسط الدماء، وانهم يحبون النكد، فهم يحاولون افساد فرحة المصريين بذكري افتتاح قناة السويس الجديدة. وأوضح مستشار المفتي، انه عندما شاهد محاولة الاغتيال، جاء في ذهنه محاولة اغتيال سيدنا علي بن أبي طالب علي يد عبدالرحمن ابن ملجم الذي طعنه، وشاهدت الناس تندفع بشدة، والأطفال يبكون وأحدهما حضنني بشدة، فتذكرت الرسالة الثانية ان الخوارج حقيقة كلاب أهل النار، فكيف يطلقون النار علي المصلين بالمسجد». ثم صعد د. علي جمعة للمنبر، وأكد للمصلين ان لكل أجل كتابا، وحاول تثبيت الناس، بعد هلع البعض وتركهم للصلاة، ليهدأ روعتهم وطمأنة المصريين. ولفت إلي أنه لم يترك الشيخ علي جمعة، ووقف علي المنبر خلفه مضيفا: «عقب انتهاء الخطبة جلس معي يمازحني أنا وبعض المصلين الذين تبقوا، ويقول ان مقام الشهادة ليس بالهين، فهل نحن أغلي ممن يضحون بأنفسهم في سيناء».