خفة دم المصريين ماركة عالمية مسجلة باسم هذا الشعب صاحب براءة اختراع تحويل الهموم والمحن إلي نكت وابتسامات ساخرة. ظلت النكتة المروية في مختلف العهود والأزمنة والانتكاسات والتي يسخر فيها المصريون من أوجاعهم وأحياناً من حكامهم علاجا شافيا من نوبات اكتئاب شديدة التهلكة!. في اتفاق غير معلن بين ثورة يناير وثورة التكنولوجيا غيرت النكتة محل اقامتها القديم في الشوارع والمقاهي وجلسات الأصدقاء لتسكن في العالم الافتراضي وعلي شبكة الانترنت وبل استبدلت اسمها من نكتة تحكي وتتداولها الألسنة الي لافتات تكتب وتنتشر بسرعة البرق علي شبكات التواصل الاجتماعي. أطرف اللافتات الساخرة التي جذبت الانتباه مؤخراً لافتة منشورة علي »الفيس بوك« لمؤلف مجهول كتب فيها ان رموز الفساد في النظام السابق كانوا يسرقون المليارات ولكن لم تحدث في عهدهم أزمات خانقة كالتي نعيشها الآن في البنزين والسولار وأنابيب الغاز والانقطاع المستمر في الكهرباء والمياه!. رموز النظام السابق كانوا ينهبون الأموال بلا حساب ولكنهم توقفوا عن الاقتراض من صندوق النقد الدولي منذ 21 عاماً قبل قيام ثورة يناير ويقترح المؤلف المجهول في نهاية اللافتة الساخرة علي أولي الأمر أن تتم سرقتنا لعل هذه الأزمات تنتهي وترحل بعيدا عنا إلي غير رجعة!!. لافتات لاذعة أخري تتضمن انتقادات موضوعية لأحكام براءات قتل المتظاهرين في موقعة الجمل وغيرها تقتص لدماء الشهداء بابتسامة وتسخر من تشتت القوي المدنية في مواجهة سيطرة الاخوان وتتهكم علي أعمال اللجنة التأسيسية للدستور. اللافتات الساخرة علي بساطتها إلا انها تمثل نوعاً من المقاومة السلبية لأوضاع خاطئة وانتقادا سافر لمن يديرون شئون البلاد والأهم أنها تكشف عن مقدرة فريدة لشعب قادر علي مصاهرة الآلام وتحويلها الي ابتسامات.