الميل إلي الانفراد والعزلة الاجتماعية تعتبر من أهم وأخطر أعراض الكثير من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والفصام العقلي وأمراض الخوف والقلق والوساوس القهرية وكذلك اضطرابات الشخصية وبعض أمراض الشيخوخة وحالات الادمان، وتشجيع المريض علي الخروج من دائرة العزلة والانطواء أحد الأركان الرئيسية للعلاج إلي جانب العلاج بالعقاقير والجلسات النفسية، ويعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للمساعدة العلاجية في هذا الشأن حيث تتوافر فيه اللقاءات الجماعية في طقوس يومية معتادة، فهناك الصلاة الجماعية في المساجد والاستماع إلي الأحاديث وتلاوة القرآن مع الجماعة، هذا إلي جانب المحافظة علي مواقيت الصلاة والحركة ومعايشة الجو الروحاني الذي يريح المريض ويشعره بالاسترخاء والتخلص من عقدة الخوف من الآخرين واكتساب الثقة بالنفس وترتيب الأفكار والاحساس بالزمن وبقيمته في الحياة. إن الدعم الاجتماعي للمريض النفسي يمكن ان يأتي كذلك من عادات تبادل الزيارات وتناول وجبات الافطار والسحور في صورة جماعية بالمنازل أو النوادي أو الأماكن العامة ويمكن ايضا تشجيع المريض علي متابعة المسلسلات التليفزيونية خاصة ذات الطابع الديني. ويفضل ان مشاركة المريض لهذه الأنشطة مشاركة ايجابية فيكون له دور في المبادأة والمشاركة الفعالة كبديل عن مجرد الدور السلبي الذي يتبعه بعض المرضي.