مع المرض النفسي يحدث خلل في علاقة المريض بالزمن فلا يشعر بقيمة الوقت في حياته ولا يستطيع تنظيم مواعيد تحركاته ولا يهتم بمرور الساعات والأيام دون إنجاز لأي من الأعمال أو الأنشطة. والسبب في ذلك هو اضطراب تفكير المريض وضعف إرادته واختلال ادراكه للمؤثرات من حوله وكذلك عدم القدرة علي ضبط ايقاع حياته بصورة عامة. والعلاج النفسي بشتي صوره يهدف إلي اعلاء قيمة الوقت وايقاظ جهازه العصبي من أجل تنظيم برنامج حياته اليومية بشكل منهجي وبجدول عمل يشغل كل وقته ليشعر بذاته ويكتسب الثقة في نفسه ويتواصل مع الآخرين ويحرك جسده وينظم فكره ويبعث النبض العاطفي في مشاعره ووجدانه مع ضرورة تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ. لا يجوز أن يكتفي المريض النفسي بمجرد تعاطي الأدوية إنما يجب أن يكون شهر رمضان فرصة لاستعادة علاقة المريض بالزمن وذلك عن طريق تنظيم مواعيد الصلاة ومواعيد الجلوس مع الأسرة في تناول الافطار والسحور ومواعيد المشاركة في حلقات الدروس والأحاديث الدينية بالمساجد مواعيد الترويح عن النفس بممارسة الأنشطة المختلفة خاصة الرياضية ومواعيد مشاهدة المسلسلات مع الآخرين ومواعيد ثابتة لتلاوة القرآن. إن وجود المنبه شيء مهم في حياة المريض ويستلزم مساعدة الأسرة علي تنفيذ برنامج الحياة المليئة بالحيوية والنشاط كنوع من العلاج والتأهيل للمريض النفسي.