يقول جبران خليل جبران : ليتني طفل لا يكبر أبدا ً ، فلا أنافق ولا أراهن ، ولا أكره أحدا ما أجمل الاطفال تجد في ابتسامتهم البراءة وفي تعاملهم البساطة، لا يحقدون ولا يحسدون ،وان أصابهم مكروه لا يتذمرون، يعيشون يومهم بيومهم بل ساعتهم بساعتهم، أحاسيسهم مرهفه، وأحاديثهم محببة وصفاتهم طفولية ولكنها رائعة وجميلة، خمس ساعات كاملة قضيتها في حفل تخرج حفيدي الكبير يحيي من مرحلة الحضانة استعدادا لدخوله مرحلة ما قبل التعليم الاساسي"كي جي وان". الغريب ان الحفلة تخللتها فقرات رقص وغناء للكبار ، غنت طفله عمرها ثلاث سنوات أحدي اغنيات ام كلثوم وأخري قلدت سعاد حسني وبعضهم قام بادوار تمثيلية لعنتر بن شداد وعبلة وادوار لشخصيات تاريخية مثل كليوباترا وانطونيو وهتلر وشخصيات مصرية مثل جمال عبد الناصر وعالمية مثل اوبرا وينفري ولم ينسوا ملكة الاغراء مارلين مونرو وسط تصفيق وضحكات الكبار وأنا منهم !! كنت سعيدة جدا بحفيدي وهو يقدم شخصية هتلر وسط تصفيق كبير من جمهور الحاضرين لإجادته الالقاء والأداء التمثيلي لشخصية تاريخية غيرت معالم خريطة العالم ! . لكن اين حفلة البراءة هنا أطفال أكبرهم عمره لا يتعدي ثلاث سنوات يقف علي خشبة المسرح يلقي كلمات و يغني ويرقص ولا يعرف معني ما يقدمه غير المرح وتصفيق الاهالي .. هل زمن البراءة انتهي ؟! أم أن الكبار أرادوا رؤية طفولتهم في غناء ورقص الصغار بكلمات يفهمونها هم وحدهم ؟ ! ربما.الطفل فرح بالتقليد والغناء والرقص والكبار تمايلوا مع نغمات وكلمات تذكرهم بأنفسهم وضاعت البراءة وسط حفل فني رائع أسعدني جدا ولم يعدني الي ايام البراءة التي اتلمسها في ضحكة حفيدي احيانا أوفي تساؤلاته الاستفهامية البريئة . ما أجمله ذاك العالم الصغير الكبير بمعانيه ، ابتسامتهم ، بكاؤهم ، لعبهم ، مشاغباتهم، هل يا تري أعطيناهم حقّهم ؟ هل نحن فعلا نهتمّ بهم و بمشاغلهم ؟ أليس علينا أن نتعلّم منهم البراءة و النّقاء ؟ والحب ، والعطاء ، والضّحك و كل معاني الحياة الجميلة ، بدلا من رؤية أنفسنا فيهم يا ايها الكبار لا تظنوا أنهم من غير عقل او من غير حلم . بين براءة الأمس وقسوة اليوم ليس لنا سوي ان نتفاءل ونتأمل بغد أفضل.