دفع العراق الثمن في أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية، بإسقاط نظامه وتسريح جيشه، وتركه فريسة للإرهاب والجماعات المتطرفة، فهل ستدفع سوريا الثمن في أحداث 13 نوفمبر بباريس، بالتعجيل بإسقاظ نظامها وتسليمها «تسليم مفتاح» للجماعات الإرهابية؟ من المؤكد أن ما تعرضت له عاصمة النور من ضربات إرهابية دامية يوم الجمعة الماضية، لا يخرج عن المؤامرة الكبري علي الشرق الأوسط، والتي تهدف إلي إعادة تقسيم المنطقة، بعد تفتيت مراكز القوة فيها، لإقامة الشرق الأوسط الجديد، الذي تريده أمريكا، وترفض التخلي عنه. فالقضية ليست قضية إسقاط نظام، قدر ما هي إسقاط للدول العربية، بدأت بالعراق، وبعدها ليبيا، ولم تكتمل في تونس، وفشلت في مصر، ومازالت مستمرة في اليمن، والهدف فيها تغيير خريطة المنطقة بالكامل، بأي ثمن حتي لو كان فقد حياة الملايين من الأبرياء! فأمريكا عندما وجهت ضرباتها إلي العراق، لم تقض علي الرئيس العراقي صدام حسين، ولكنها قضت علي دولة العراق، وحولتها إلي مأوي للجماعات المتطرفة وللإرهاب ودفع ومازال يدفع الشعب العراقي الثمن حتي يومنا هذا، ولم يختلف المشهد في ليبيا، فلم يتم تصفية الرئيس الليبي معمر القذافي، ولكن تم تصفية الدولة، التي تحولت إلي بؤر للصراع ومراكز انطلاق للإرهاب. ولن يكون بشار الأسد هو نهاية كل ما تتعرض له سوريا، فالمخطط أكبر بكثير من إسقاط الرئيس السوري! وأكبر أيضا من جريمة إسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء مؤخرا، فالحرب التي تتعرض لها الدول العربية، وبعض الدول الأوروبية، ليست كما تدعي بعض القوي العظمي لمواجهة الإرهاب ودحره، ولكنها لدعم الإرهاب وتمكينه من بسط نفوذه بما يحقق أهداف إقامة مخطط الشرق الأوسط الجديد. وكما أن إسقاط الأنظمة ليس هي المبرر الحقيقي لما تعرضت وتتعرض له الدول العربية، فإن اللهو الخفي المسمي بتنظيم داعش الإرهابي، ليس هو العقل المدبر والمتهم الأول، وإنما هو أداة للتنفيذ، ولارتكاب الجرائم الوحشية التي ترتكب، أداة تم صناعتها وتضخيمها لتبدو في صورة قوة تفوق قوة الدول متحدة مع بعضها. أليست مهزلة أن قوات التحالف بقيادة الدولة الأقوي في العالم لم تنجح بكل غاراتها وترسانتها المسلحة في القضاء علي تنظيم إرهابي، قتلوا الأبرياء وشردوهم من منازلهم ومن وطنهم وتركوا الإرهاب يرتع كيفما يشاء؟! وأين هي الدول العظمي التي تؤوي الإرهاب علي أرضها وتمنحه السلاح الذي يقتل به من المساءلة والمحاسبة، علي الجرائم التي ترتكب في حق الأبرياء؟ علامات استفهام يدعي تنظيم داعش الإرهابي انه يحمل راية الإسلام، رغم انه يقتل المسلمين؟ انتفضت أوروبا لجرائم الإرهاب في فرنسا، ولم تفعل مع لبنان، ولا مع مصر؟ هل الإرهابي الذي ذهب ليرتكب جريمته سيحمل جواز سفر بهويته الحقيقية؟