النسبة المتدنية المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وصدمني أكثر عزوف الشباب عن المشاركة، لان ذلك يعكس عدم رضاء النسبة الأكبر من الشعب عن النخبة السياسية وعن الوجوه التي تخوض الانتخابات. فالعزوف عن التصويت لم يكن هذه المرة نابعاً - كما كان في الماضي - عن الاحساس بأن هناك تزويرا في الانتخابات، أو الخوف من وقوع حادث تفجير هنا أو هناك قد يطول الناخبين، ولكنه - للأسف - نابع من حالة احباط من الوجوه التي تخوض الانتخابات، بالاضافة إلي النظام الانتخابي المعقد الذي كان ثمرة اجتماعات وخناقات ومواءمات بين الأحزاب الكثيرة في العدد الفقيرة في الشعبية والتواجد. نتائج المرحلة الأولي تشير إلي السقوط المدوي لحزب النور آخر الاحزاب الدينية الموجودة علي الساحة وكان هذا متوقعا فالسمعة السيئة والتاريخ الدموي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان قضي علي أي أمل لحزب له مرجعية دينية، وربما يكون ذلك خير رد علي الخائفين والمرتعشين من وجود أحزاب دينية، فهي تسقط دون أن تمنعها من الانتخابات، فالمصريون لن يلدغوا من جحر مرتين. وأيضا القوائم التي تضم رموز فلول الحزب الوطني اخفقت وسقطت هي الاخري، دون أن يصدر قانون بمنعهم من خوض الانتخابات، فرغم أن نسبة الذين أدلوا بأصواتهم قليلة، إلا انهم علي وعي وصوتوا لمن يرونهم الأفضل خلال المرحلة القادمة. كل ما اخشاه أن يسارع الرجال الذين حول الرئيس وينسبون قائمة «في حب مصر» إلي الرئيس السيسي أو ان يردد نواب هذه القائمة المكتسحة نفس الكلام، لان ذلك ليس في مصلحة الرئيس ولا في مصلحة البلد، بالاضافة إلي انه غير صحيح، فالرئيس اخذ عهدا علي نفسه منذ أن تولي انه لن يكون له حزب ولن يرأس حزبا ولن ينتسب إلي حزب.. فلا يصح الآن أن ينسب بعض المتسلقين حزبا إلي الرئيس. الرئيس وعد ان ظهيره لن يكون حزبا سياسيا بل سيكون الشعب، وظني انه لابد ان يصدر بيانا من الرئاسة يؤكد ذلك. آخر كلمة سطع نجم الوزير أحمد زكي بدر في الحكومة الجديدة بسرعة، فهو الوزير الوحيد الذي قام بعمله من أول ساعة وعلي أكمل وجه، ستري بصمته في كل حي، ومع ازالة كل اشغال وتوقيع كل مخالفة، ومع عدم المصالحة أو المهادنة مع المخالفين في المباني أو في التعديات علي أراض زراعية أو أراضي الدولة، ولن ترهبه مافيا المحليات. أحمد زكي بدر وزير «راجل» وجاء في وقته وإذا ظل علي هذا الاداء سيكون رئيسا لحكومة مصر قريبا.