ايمان يونس اولي المطربات في فرقة المصريين، بقيادة المايسترو هاني شنودة، تمردت اخيرا علي بياتها الشتوي الذي طال اكثر مما يجب، صوتها اصبح كالياقوتة التي تزداد لمعانا مع مرور الزمن.. وقد بدا لي ان الحنجرة فيها اثار جرح في طريقه الي الالتئام، كأنه سحابة من الشجن البنفسجي، ما احلي ان يعود الاصرار علي الغناء الي المصريين. اترجم هذا المثل الاسباني الجميل الذي احبه كثيرا من زمان، لاصفع به كل من يتخيلون ان في استطاعتهم اعادة عقارب الساعة الي الوراء: تقدروا تعملوا من البيض عجة، لكن، لا انتو، ولا اي حد، يقدر يرجع العجة بيض، خصوصا ان التجربة قد اثبتت مرارا هؤلاء جميعا بتطلع عجتهم دايما كلها عك في عك. قنوات الجزيرة المسمومة، بالضبط كالفيل ابوزلومة، اذناه مفرطحتان، لكن سمعه، ثقيل، يأكل كثيرا، ولا يخجله التخلص من فضلاته امام الجميع، انيابه قاتلة، اذا انغرست في جسد سييء الحظ الذي تطاله. لا يهتم علي الاطلاق بمن يركبه في الحديقة او خارجها، ما دام اخر الامر سيدفع المعلوم، الروائح الكريهة التي تصدر عنه، سرعان ما تنتشر في الجو لمسافات بعيدة، صوته حاد وجلده سميك، السيد الذي يقوده هو باستمرار من يحدد اين او كيف او متي يجب ان يسير او يتوقف او من يدوس، ابرز صفاته هي القدرة العجيبة علي التسبب دائما في اتساخ المكان المحيط، كما يحدث الان في مستوطنة كاندهار، رابعة العدوية سابقا، له ذيل رفيع ينتهي بكمبوشة، عيناه ضيقتان، ولا يري ابعد من زلومته. الشرك الحقيقي هو عندما يقسم هؤلاء علي السمع والطاعة لغير الله الواحد الاحد، هذا هو الشرك الحقيقي.