أحد مناصرى الرئىس فى ميدان رابعة العدوية تابعت الصحف الإسرائيلية مجريات احداث الأسبوع الماضي في مصر ووصفت خلاصة تقديرات الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية بانها تشخيص للحالة المصرية واعتبرت ان مجمل الأحداث يقود الي نتيجة ان مصر تنزلق بسرعة نحو حرب أهلية منخفضة الكثافة حتي الآن، حيث غاب القانون والأمن في الأقاليم وخارج العاصمة وتهجمت العصابات المسلحة علي المحافظين والمباني الحكومية وحرقت الشعارات الحكومية. وفي الوقت ذاته- وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع دبكا فايل المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية- قام الإخوان المسلمون وهم الجهة الحاكمة في مصر بنشر افراد مسلحين لضرب خصوم الحكومة.، فيما اختفت قوات الشرطة والجيش من هذا المشهد الفوضوي ولم تتدخل. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولهم ان وزير الدفاع المصري الفريق السيسي تلافي تحديد اي جانب يعتبره الجنرالات ممثلا لإرادة الشعب هل هو الرئيس مرسي الذي دفعهم الي خارج الساحة الوطنية أم جماعات المعارضة التي تعهدت بإزاحة مرسي في الذكري الأولي لتوليه رئاسة البلاد بهدف استبداله بمجلس رئاسي أعلي يرأسه رئيس المحكمة الدستورية؟. ويضيف الموقع ان بعض جماعات المعارضة تقول انها جمعت 15 مليون توقيعاً مؤيداً لمطالبهم ولو نجحوا في محاولتهم الخطرة هذه فسوف تشهد مصر ثالث ثورة خلال ثلاث سنوات فقط كانت الأولي في 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ثم المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي ازاحه الإخوان المسلمون في 2012. ويري الموقع العبري ان تأثير صوت الشعب القادم من ميدان تقسيم بتركيا والاحتجاجات المشتعلة في ساو باولو تجد لها صدي في الشارع المصري جعلته اكثر ثقة في قدرته علي التخلص من الرئيس مرسي وحكم الإسلاميين لا سيما بعد ان دب الخلاف بينه وبين الإخوان المسلمين. وكانت حركة المحافظين الأخيرة التي تم فيها تعيين 16 محافظاً هي القشة الأخيرة التي أغلقت الباب في نظر المعارضة امام اي مصالحة أو حوار محتمل مع الجماعة الحاكمة. وقد اعتُبر مرسي متمادياً جدا بتعيينه عادل الخياط عضو الجماعة الإسلامية المتشددة ( فرع تنظيم القاعدة بمصر)محافظاً للأقصر. فقد دأب الرئيس مرسي علي التودد لصالح السلفية المتطرفة والدوائر المؤيدة لتنظيم القاعدة للمساعدة في الوقوف في وجه قادة الإخوان المسلمين . ويضيف التقرير العبري: انه منذ بداية تولي مرسي الحكم توقع منه أساتذته في الإخوان المسلمين ان يخضع مطيعا لسلطتهم وان يأتي أداؤه السياسي بما يتوافق مع ارادتهم. لكن استقلاليته المتواصلة وضعته في مواجهة مع المعسكر الإسلامي وأيضاً مع خصومه الخمسة الذين يريدون الإطاحة به: 1- الإخوان المسلمون 2-الجماعات الليبرالية والعلمانية التي تعتبر حكم الإسلاميين لعنة 3- الأقليات الدينية وعلي رأسها الأقباط 4- أقسام من الجيش المصري خاصة بعد تصريح وزير الدفاع باعتزام القوات المسلحة التدخل لو ساء الوضع الداخلي، لكن التقرير يشكك في ذلك قائلاً : من غير الواضح بأي جيش سيتدخل السيسي4- عناصر شعبية من المواطنين اليائسين الذين يرون ان بلادهم تتفكك وتنزلق نحو حالة من الفوضي 5والفساد مع عدم وجود امل في تحقيق الأمن الشخصي لهم بينما كثيرون منهم يواجهون خطر المجاعة- ويقول التقرير العبري انه لا يوجد تقدير موثوق لحجم وقوة أي من هذه المجموعات الخمس -باستثناء الإخوان المسلمين- أو في تجمعهم معا إما لإسقاط الرئيس او لدعمه ضد زملائهم في المعارضة. وتشهد هذه التقديرات الإسرائيلية المزيد من التعقيد نتيجة الفجوة الواسعة بين التقارير المختلفة حول الوضع الراهن في المدن المصرية الرئيسية أو في الكتلة السكانية الكبري في الريف. فبينما تركز معظم التقديرات علي القاهرة والأسكندرية أو علي اكثر تقدير مدن القناة كالسويس والإسماعيلية او مدن الدلتا الكبري التي خرجت تماما عن نطاق السيطرة الأمنية للدولة فإن بقية أنحاء البلاد تعيش علي الجانب الآخر من القمر. ويعتمد التقرير العبري علي مصادره الاستخبارية الخاصة فيواصل ان الميليشيات المحلية المسلحة تطل برأسها في مدن السويس والدلتا وبعض المناطق الريفية المعينة لكن يصعب حصرأشكالها السياسية وخطط عملها. ان عاملين مهمين يؤثران في الكيفية التي ستتجه اليها مصر: الكيفية التي تنظر بها إدارة الرئيس اوباما الي حركة الفوضي التي عززتها في مصر للإطاحة بمبارك، ونوايا السلفيين حلفاء تنظيم القاعدة في سيناء. ونقلاً عن مصادر امريكية خاصة بالموقع فقد حرصت ادارة اوباما منذ بداية العام علي النأي بنفسها عن الرئيس مرسي ولكن دون تراجع مماثل مع الإخوان المسلمين، علي العكس فالتقديرات السياسية القادمة من كل من واشنطنوالقاهرة تؤكد علي ان اوباما يرغب في الإبقاء علي علاقة جيدة مع الإخوان المسلمين.ودليل ذلك من وجهة نظر الموقع الإسرائيلي هو اعتزام تعيين السفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون نائبا لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدني. ومعروف أوفقا لما نشره الموقع ان باترسون هي احدي الشخصيات البارزة التي تدفع نحو تحسين العلاقات الأمريكية مع الإخوان المسلمين إذ انها تري فيهم القوة القادرة علي الإمساك بزمام السلطة في مصر، ويعتبر هذا التعيين في حد ذاته تشجيعا للإخوان المسلمين وضربة لمرسي. في المقابل تحرص واشنطن علي قيام علاقة وثيقة بالجيش المصري ليس فقط لأنه القوة الوحيدة المنظمة في البلاد ولكن لأنه الوحيد القادر علي صيانة استمراراتفاق السلام مع اسرائيل عن طريق منع تهريب السلاح لحماس عبر شبه جزيرة سيناء. ولكن مع هذا فإن التقديرات الأمريكية تري ان قدرة الجيش المصري علي السيطرة علي نشاطات السلفيين في شبه الجزيرة محدودة فقد وافقت ادارة اوباما علي تعزيز قوات حفظ السلام علي طول الحدود المصرية الإسرائيلية