بدأ أمس المونديال.. هذا العرس الكروي الذي يقام للمرة الأولي علي أرض القارة السمراء وتحتضنه جنوب أفريقيا .. لتبدأ معه الإثارة والمتعة والحماس لمدة شهر كامل تجتمع فيه أهم المنتخبات ويلتقي أشهر اللاعبين .. يتفننون ويعرضون مهاراتهم طيلة أربع وستين مباراة من السحر .. ويقدمون للجماهير التي لا ترتوي إلا وهي مشدوهة أمام المستديرة .. أروع فنون وطرق اللعب فوق المستطيل الأخضر.. إنه المونديال الذي يسرق كل أربع سنوات شهرا من أعمارنا .. ونحن نتابعه لحظة بلحظة وهدفا بهدف .. ننحاز نحو منتخب ما .. ونحو لاعب ما .. ونتدافع كي نقتني بطاقة فك تشفير المباريات .. بل ونتسابق علي تنظيم الجلسات ودعوة الأصدقاء لمشاركتنا الحماسة والفرح في سهرات كروية بحتة . ولا أحد ينكر أن بطولة كأس العالم تحظي باهتمام عالمي خاص .. وقد استعد المصريون للحدث جيدا .. بأن جهزوا أنفسهم لحضور المباريات تلفزيونيا .. في بيوتهم وفي التجمعات العامة .. ورتبوا مواعيدهم بشكل لا يتعارض وجدول مباريات البطولة المتداول بين الجمهور منذ أكثر من شهر .. فهناك من أجلوا إجازاتهم السنوية لتتواءم مع بطولة كأس العالم .. وآخرون بدأوا بفرض القوانين الصارمة علي عائلاتهم "ممن لا يحبون الكرة" بشأن حضور المباريات واستديوهات التحليل قبلها وبعدها .. بحيث يصبح الشهر الكروي هو بداية ونهاية كل شيء .. لايفوتني أن أحيي من كل قلبي منتخبات البرازيل وهولندا والبرتغال والولايات المتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وصربيا وسلوفينيا لأنهم سينزلون الملعب مرتدين تي شرتات مصنوعة من زجاجات البلاستيك المعاد تدويره !. إذن .. كلنا كرويون اعتبارا من أمس الحادي عشر من يونية .. وحتي الحادي عشر من يوليه .. أنا شخصيا لأنني من عشاق كرة القدم .. أعلنت حالة الطوارئ ورفعت يافطة طويلة عريضة علي باب مكتبي تقول .. مغلق للتحسينات وللانشغال الكروي .. فأعتذر عن أي حدث أو مناسبة تتقاطع مع مباريات كأس العالم .. عموما .. من المؤكد سأعود وأكتب عن المونديال وأجوائه الحافلة بالأحداث والسخونة التي سيشهدها و ننتظرها بكل شوق وشغف علي مدي هذا الشهر الرائع ..