لا يزال الحديث عن مواصفات اللاعب الإفريقي القادر على الاحتراف في الدوريات الأوروبية يمثل قضية مطروحة على صفحات المجلات العالمية في ظل الصفقات التي تجريها أندية القارة البيضاء مع العديد من الأسماء.. فالفكرة العامة عن هذا اللاعب تقتصر على تكوينه البنياني القوي سواء في خط الوسط أو في الهجوم مثل الإيفواري ديديه دروجبا نجم تشيلسي.
وفي عددها الأخير تطرقت مجلة ورلد سوكر إلى هذه القضية وقالت إن أندية الدوري الإنجليزي تصب اهتمامها على اللاعب ذو المقومات البدنية المميزة بعيدا عن تفوقه الفني.. وأن النموذج الواضح على ذلك الفيل الصغير دروجبا وأيضا الغاني مايكل إيسيان لاعب خط الوسط. وأضافت المجلة أن أندية الدوري الإنجليزي تتهافت على السوق الإفريقية لدعم صفوفها وأن لغة الإحصاءات تشير إلى أن هناك 23 لاعبا من القارة السمراء متواجدين في قائمة "البريمييرليج" شاركوا منتخبات بلادهم في نهائيا إفريقيا 2010.. وأن العدد كان من الممكن أن يتزايد لولا الإصابات والغيابات الأخري. وأشارت ورلد سوكر إلى أن البعض يترقب نهائيات القارة المقبلة أملا في أن تفرز نجوم أصحاب مواهب مميزة لان البطولة السابقة لم تقدم ذلك. فقد غاب اللاعبين ذو المهارات من أمثال جي جي أوكوشا النيجيري والغاني عبيد بيليه.. وأن المصري محمد أبو تريكه يمثل نموذجا قديما لصانع الألعاب الذي يحمل الرقم عشرة.. في حين أن الجزائري كريم زياني لاعب فولفوسبورج السابق يمثل نموذجا رائعا للموهبة والقوة البدنية. وقالت المجلة أنه بالنسبة لباقي أندية القارة الأوروبية فإن الفقيرة منها تنجح في صقل موهبة اللاعبين الأفارقة الصغار قبل طرحهم للبيع مرة أخرى مثلما هو الحال في بلجيكاوفرنسا. كما أن هناك ناديين من الأندية الكبيرة في هولندا تسير على نفس المنوال وهما فينوورد روتردام الذي أقام أكاديمية في أكرا بغانا في حين أن إدارة أياكس أمستردام تمتلك أياكس كيب تاون في جنوب إفريقيا وتعتبره رافدا لها بالنسبة للاعبين. وتكشف المجلة الإنجليزية إلى أن الأندية الأوروبية تتطلع دائما إلى ضم لاعبين على نفس نمط النجوم السابقين الذين صادفهم النجاح في الماضي، وإنهم يقلصون المغامرة بعدم التفكير في الاستثمار في صفقات ربما لا تكون على نفس المستوي.. وأن استبعادهم الاعتماد على وجوه جديدة من أصحاب المهارات يمثل خسارة كبيرة للكرة الأوروبية وبالطبع الإفريقية. وتستشهد المجلة الإنجليزية بكلام لوران بلان المدير الفني لمنتخب فرنسا حول أساليب الكشافة الفرنسيين عند ضم بعض اللاعبين الأفارقة غير المعروفين في الأكاديمية بقوله أن الإحساس يساورك دائما بأنهم يدربون نفس النوعية من اللاعبين وهم أصحاب القوة الجسمانية والبدنية.. وأنه لا يتم النظر لأمثال هؤلاء اللاعبين إلا باعتبارهم وحوش رياضية خالية من أي لمسات فنية أو قدرة على الابتكار والإبداع. وتعترف ورلد سوكر أن هذه الفكرة تمثل بقايا التفكير الاستعماري في القرن ال 19.. وأن كلمات بلان تكشف أن هذا التصور لا يزال مقبولا لدى البعض على الأقل داخل إطار الساحرة المستديرة.. وإن كان من الغريب أنه إذا كان الإفريقي الأسود كما أطلق عليه المدير الفني لفرنسا يمتلك نفس بشرة بعض لاعبي المنتخب البرازيلي المتميزين بالمهارات الفنية بل في بعض الأحيان يتفوق عليه فلماذا لا يتم النظر إليه بهذا الشكل. وقالت ورلد سوكر إن الكرة الإفريقية تغيرت خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وأن هناك منتخبات أثبتت وجودها على الساحة الدولية .. وأن المشكلة الأساسية التي تعاني منها عدم توافر الموارد المالية.. مما يدفع نجومها إلى الهروب لأوروبا في سن صغيرة.. بالإضافة أيضا إلى غياب التنظيم الجيد في مسابقات الشباب.. وان هناك أسماء منهم وضعت بصماتها على منتخبات داخل القارة البيضاء بعد حصولها على الجنسية وفي المقدمة الجزائري الأصل زين الدين زيدان الذي قاد منتخب الديوك الفرنسي للقب كأس العالم 1998 وأيضا كأس الأمم الأوروبية بعد ذلك بعامين. ويسير حاليا مواطنه سمير نصري على نفس الدرب وأن الكرة الأوروبية ستستفيد كثيرا لو اتسعت نظرتها للمواهب الإفريقية .. كما أن منتخبات القارة ستحقق الكثير من الفوائد لو اهتمت برعاية ما لديها من موهوبين وألا يقتصر دروها على مجرد تصديرهم للقارة العجوز.