مواجهات كروية كثيرة دارت بين الزمالك والأهلي عبرتاريخهما الطويل وفي بطولات مختلفة علي الصعيد المحلي والإفريقي لكن قمة اليوم التي تجري بين الغريمين اللدودين في المجموعة الأولي بدوري رابطة الأبطال الإفريقي تختلف في كل شئ عن مواجهات الماضي بداية من الوقت ومرورا بالمكان وانتهاء بالظروف الصعبة التي تحيط بالفريقين ان لم يكن بمصر كلها بما فيها النشاط الكروي والرياضي ايضا. الوقت نهار رمضان وبالتحديد الرابعة والنصف عصرا.. وهي المرة الاولي التي يلعب فيها الفريقان في هذا التوقيت داخل حدود الوطن لعدم توفر إضاءة في الملعب وسيكون علي اللاعبين تحمل حرارة قد تصل إلي40 درجة مئوية اثناء الصيام. اما المكان فهو ملعب ستاد الجونة بأحد اهم المنتجعات السياحية علي البحر الاحمر.. والملعب يستضيف القمة لاول مرة في تاريخه وتاريخ الناديين وان كان كل منها قد زار ذات الملعب في مواجهة اصحاب الارض في الدوري المحلي.. والسبب في ذلك معروف ولا يمكن انكاره..( الامن يرفض اقامة المباراة في اي ملعب داخل القاهرة او حتي الاسكندرية ومنع جماهير الناديين من الحضور في ظل الصعوبات الأمنية والسياسية واصرار انصار الفريقين علي الحضور). وتقام المباراة التي يديرها الحكم الجزائري جمال حيمودي بعد48 ساعة من المواعيد المحددة لاقامة الجولة الاولي لدوري المجموعات( دور الثمانية) بعد أن قرر الاتحاد الافريقي تأجيل موعدها اكثر من مرة وثارت مخاوف من احتمال نقلها لخارج مصر بسبب الظروف الامنية وأجواء التوتر السياسي والامني التي كانت سببا في الغاء الموسم الكروي المحلي وكان من المقرر ان يلتقي الفريقان في مباراة واحدة في نهائي دوري المجموعتين قبل الالغاء. اذن اقامة المباراة في هذا التوقيت وهذا الملعب وبمدرجات خالية من الجماهير هو هروب صريح من التوتر السياسي الذي يعم معظم أنحاء مصر وسعي الامن للخروج بالمباراة إلي بر الأمان بعدما أنقذت المدينة السياحية الفريقين من السفر خارج مصر للعب بعيدا عن الديار. هكذا كانت الظروف المحيطة بالزمان والمكان اما الحالة الكروية للمباراة فبكل تأكيد لن ينتظرها كثير من العشاق كما كان في السابق فاغلب الجماهير الكروية ملت من نشاط محلي مات في منتصف العمر ولم يكتمل.. كما ان الفريقين لم يظهرا منذ شهور طويلة والغالب ان المهتمين بالمباراة فقط هم اصحاب الروابط الحمراء والبيضاء( التراس اهلاوي وايت نايتس) وكلاهما يتربص ويصر علي الحضور مهما كلفه من ثمن. ويسعي كل فريق لتحقيق الفوز علي أمل صدارة المجموعة الاولي التي تضم معهما( اورلاندو بايرتس الجنوب افريقي وليوبار بطل الكونجو) واللذين تعادلا بدون اهداف في نفس الجولة قبل ثلاثة أيام. ويأمل حلمي طولان الذي يقود الزمالك كمدير فني بعد ان تعاقد رسميا مع الفريق خلفا للبرازيلي جورفان فييرا في امكانية تحقيق الفوز بعد ان لمس روحا معنوية عالية بين اللاعبين والتزاما كبيرا خلال المعسكر الاخير بالجونة وهذه هي المرة الاولي التي يتحمل فيها طولان المسئولية كرجل اول بعد ان سبق وعمل مدربا مساعدا للزمالك في مواجهة الاهلي مع الالماني اوتو فيستر في بداية الالفية الثالثة. ويعتبر طولان المباراة تحديا خاصا بالنسبة له وكان يتمني ان تقام في ظروف افضل كي يتمكن من تعويض الانكسارات امام منافسة التقليدي.. اذ ان الزمالك لم ينجح منذ عام2007 في الفوز علي الاهلي سواء علي الصعيد المحلي او الافريقي بعدما خاض15 مباراة كانت تنتهي بفوز الاهلي او التعادل. ويسعي طولان للتغلب علي النقص الكبير الذي يواجه صفوفه بعد رحيل خمسة عناصر اساسية من بينهم عبد الله سيسيه مهاجم بوركينا فاسو وابراهيم صلاح لاعب الوسط والكاميروني الكسيس موندومو وصبري رحيل الذي انضم للاهلي قبل أيام. ويأمل طولان ايضا في الاستفادة من مهاجمه الصريح أحمد جعفر بالاضافة الي الاعتماد علي شيكابالا واحمد حسن واسلام عوض في خط الوسط والاستعانة بهاني سعيد في خط الظهر لتعويض غياب مدافعه حمادة طلبة. ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لمحمد يوسف مدرب الاهلي الذي سبق له ان واجه الزمالك كمدرب مساعد مع حسام البدري وهذه هي المرة الاولي التي يتحمل فيها المسئولية كرجل اول وقال صراحة انه لن يفرط في ضربة البداية رغم صعوبة الاجواء التي تقام فيها المباراة معتمدا في مهمته علي جاهزية محمد ابو تريكة واحمد فتحي العائدين لصفوف الفريق من رحلة احتراف خارجي لتعويض غياب وليد سليمان بسبب تعرضه لإصابة بجزع في الرباط الداخلي للكاحل.. بجانب محمد بركات الذي اعلن اعتزاله وحسام غالي المنتقل لليرس البلجيكي. ومباراة اليوم ستكون فرصة حقيقية لظهور بعض الوجوه التي غابت عن الملاعب شهور طويلة بسبب الاعارة في احتراف خارجي بالامارات مثل( محمد ابو تريكة صانع لعب الاهلي.. ومحمود عبد الرازق( شيكابالا) نجم الزمالك في اول مواجهة بينهما منذ عام ولعب أبو تريكة البالغ من العمر34 عاما شهورا قليلة في بني ياس وقاده للفوز بلقب بطولة الأندية الخليجية قبل أن يعود ليستكمل المشوار مع الاهلي في دوري أبطال افريقيا.. بينما غاب شيكابالا عن صفوف الزمالك الموسم الماضي لاعارته لفريق الوصل الاماراتي.