بقدر فرحة المصريين بإسقاط حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك فإن فرحتهم اليوم بإسقاط حكم المرشد لا تعادلها فرحة. فالحقيقة أن الرئيس محمد مرسي لم يكن يحكم علي الإطلاق, وكنا نعلم جميعا أن المتصرف في أمور مصر والجماعة هو المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع. الآن سقط مرسي وبديع والجماعة من حالق سقوطا مروعا. والأسباب كثيرة ومعلومة للجميع, فالجماعة شقت صف المصريين. أصبح هناك مسلم حقيقي ينتمي للجماعة ومسلم غير حقيقي لم ينل شرف الانضمام لها.. فتحية للشعب المصري الذي لم تفلح معه أساليب الترهيب والتهديد, وتحية لأبنائه البررة من رجال القوات المسلحة الذين تحملوا مسئوليتهم بشرف في ثورة يناير ثم أكملوا رسالتهم في الانحياز للشعب مرة أخري في ثورة30 يونيو. وتحية للفريق عبدالفتاح السيسي الذي انحاز للشرعية الثورية ولم يتجاهل الثلاثين مليون متظاهر الذين خرجوا إلي الشوارع ليعلنوا رأيهم ويعبروا عن رفضهم لحكم الجماعة. ذهب حكم الصندوق لصالح الشارع الثائر.. وستأتي الثورة الجديدة من خلال الصندوق بأناس أكثر صدقا والتزاما بالوعود وأقل عنصرية من جماعة الإخوان المسلمين. خسارة الإخوان اليوم ليست خسارة جولة ولكنها خسارة شاملة فقدت فيها كل شيء, خسرت أي تعاطف معها في الشارع المصري الذي كان يكن لها علي مدي عقود مشاعر صافية من الحب والتعاطف. اليوم انكشف الغطاء عن المنتمين لهذه الجماعة بعد عام من تسلمهم السلطة واكتشفنا وجههم الحقيقي الذي لا يحمل حبا لأبناء هذا الوطن وإنما يحمل حقدا وكراهية وكذبا وتلونا. تنكر الإخوان المسلمون للجيش الذي بفضل سيطرته علي الأمور وتأمينه لكل الانتخابات والاستفتاءات وصلوا لسدة الحكم,, كما تنكروا للمصريين الذين انتخبوهم ووصلوا بهم إلي مقاعد الشعب والشوري, وبدأوا رحلة تجويع وإذلال الشعب المصري من خلال تعطيش السوق للمحروقات من وقود للسيارات والمخابز حتي يدفع المصريون ثمن تظاهرهم وتحديهم للجماعة. أيها المصريون أبشروا بأيام أكثر بهاء وسعادة. من اليوم لن يزايد أحد علي دينكم وتدينكم والتزامكم. من اليوم لن يفتش أحد علي نواياكم التي تكنها صدوركم. مازال هذا الشعب قادرا علي إنجاب المزيد من العظماء القادرين وقت الشدة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. من قلبي أحيي الفريق عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة.. بارك الله فيك وعليك وحفظك ورجالك من كل سوء. فلتحيا مصر حرة ولتفرح بأبنائها. هنيئا لنا جميعا إزاحة الإخوان المسلمين من الحكم وليعلموا أن المصريين كلهم إخوة مسلمون من دون الالتحاق بجماعتهم المشبوهة.