يختلف البعض علي الطريقة التي يستخدمها الإعلام في التعبير عن الرأي وطرح القضايا وخاصة برامج التوك شو التي يكون شغلها الشاغل طرح القضايا للجمهور ومحاولة الحصول علي المعلومات للوصول إلي ما تريد من حقائق. وخاصة برامج التوك شو التي تعتمد في تقديم برامجها علي السخرية والنقد اللاذع كما حدث مع باسم يوسف والذي يعتبر البعض ما يقدمه في برنامجه خروجا عن المألوف وتجاوزا من بعض الإعلاميين في النقد وقد رفض بعض الكتاب والمثقفين والاعلاميين بعض التجاوزات في النقد ولكنهم في الوقت ذاته رفضوا أن يعامل الإعلاميون معاملة المجرمين وجرهم لساحات القضاء والمحاكمات وأكدوا أن الإعلام هو المسئول الأول عن محاسبة من يخطئ منهم واعتبروا هذا تعديا علي حرية التعبير والرأي. يؤكد الإعلامي جمال الغيطاني أنه من حق الإعلام أن ينتقد ويسخر مما يريد ولو كانت هناك تجاوزات من الإعلاميين لا يجب أن نردها بالقضاء بل الإعلام نفسه هو المسئول عن رد هذه التجاوزات ولكن أن نستخدم القضاء في محاسبة من أخطأ فهذا يعد إرهابا للإعلام والإعلاميين نرفضه مؤكدا أن برنامج باسم يوسف يقدم نقدا ساخرا راق وأن السخرية من الرئيس لن تتوقف وعليه أن يرضي بهذا ويسمح به لأنه حق أصيل للإعلام أن ينتقد ما يراه وفي نفس الوقت أرفض أي تجاوزات وأعرف أن أغلب الإعلاميين يعلمون جيدا أن المهنة لها ضوابط وأصول لا يجب تجاوزها. وقال الباحث الدكتور صلاح الراوي عضو مجلس اتحاد الكتاب أن أحد مكاسب هذه الثورة هو استعادة الناس لقدرتهم علي التعبير وكان لابد وأن يصحب هذا التعبير درجات متفاوتة من الحدة والعنف إلي أن يسترد المجتمع جوهره الحقيقي فتمضي الأمور كما تمضي في المجتمعات المستقرة مؤكدا أن ما يحدث الان علي الساحة الإعلامية من عمليات تشهير نتاج طبيعي للمجتمعات عندما تمر بفترات انتقالية, فمن المنطقي أن تكون هناك إضطرابات تشمل كل شيء وربما سرعة الميديا واتساعها هو الذي يعطي إحساسا بأن هناك كوارث في انتظارنا, ما يحدث في مصر الآن ثورة عارمة لم تقم وفق تخطيط منظم وقيادة لها برامج محددة ولهذا أخرجت الثورة مخاضا نعيشه الآن, المجتمع كان محتقنا لأكثر من خمسين عاما واستمرار الظلم يعني استمرار الاحتقان وأظن بعد فترة لابد وأن يذهب المجتمع لطريق محدد الملامح. ويقول الإعلامي طارق حبيب لم يعبر الإعلام في زمننا عن قضايا المجتمع بهذه الطريقة المبالغ فيها مؤكدا أن هذا ليس عيب الإعلاميين بل هو عيب القنوات التي سمحت بهذا ولولا أن هذه القنوات ترتزق من مثل هذا لما استخدموا هذا الاسلوب في عرض قضايا المجتمع وأرجو أن يراعي أصحاب القنوات ضمائرهم وأن يمنعوا هذا الانفلات الإعلامي الذي لا يليق بسمعة إعلامنا الذي كان رائدا في العالم كله. وأكد حبيب أن برنامج باسم يوسف يعتمد علي الرسم الكاريكاتيري الذي يكشف العيوب ويسلط الضوء علي أفعال الكبار من الساسة وكان مفترضا أن يكون فكاهيا مسليا لا أن يحارب أو تحاك ضده الحروب بهذه الصورة, في حقيقة الأمر الثقافة العامة لدي الشعب ولدي المسئولين بصفة خاصة منعدمة لقبول النقد الساخر الذي اعتاده الأجانب ومازال أمامنا مشوار طويل لكي نقبل هذا, ورفض حبيب محاسبة الإعلاميين بالقانون وتدخل النائب العام والضبط والإحضار وتمني أن يتم القضاء عليها لمصلحة الوطن. وتري الروائية هالة البدري ضرورة احترام الأخر وقالت لا أحب أن يتجه النقد إلي طريق لا يليق به ولابد من الاحترام المتبادل حتي في حالات الخلاف والاختلاف وأكدت أن السخرية التي نراها من خلال البرامج جاءت نتيجة المشاكل الكثيرة التي ظهرت في مصر بعد ثورة يناير وأطالب مقدمي هذا النوع من البرامج أن يقدموا برامجهم بنوع من الحيادية والمهنية وأن تكون لديهم المستندات الكافية لنقد أي مسئول حتي لا يلجأ البعض لمحاسبتهم جنائيا ورفضت البدري التعامل مع الإعلاميين بشكل لا يليق بهم وقالت لا يجب أن نحجر علي حرية التعبير والرأي وأرفض محاكمة الإعلاميين قضائيا لأن الإعلام هو المسئول الأول عنهم, أنا مع النقد والسخرية لأن ما يحدث في مصر عبثي وأكبر من أي سخرية يقدمها الإعلاميون. ويقول الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي للإعلامي كامل الحق أن ينتقد السياسات الموجودة حاليا وهناك طريقة متحضرة للرد علي هذا وهي تصحيح ما يقال عن طريق إصدار البيانات أو التصريحات ورفض حجازي ما أسماه جر الإعلاميين إلي ساحات القضاء والنيابة كل يوم وتخويفهم باسم القانون وأضاف حجازي من يخطيء يحاسب ولكن تحاسبه نقابته وقال مشاكل الرأي تعالج بطرق أخري في الدول المتقدمة. رابط دائم :