تمثل دول الاتحاد الأوروبي واحدة من أهم الأسواق في العالم واحدة من أهم القوي الشرائية حيث تضم500 مليون مستهلك مما يشكل امكانية وفرصة كبيرة لتنمية الصادرات المصرية خاصة بالنسبة لصادرات الخضر والفاكهة. كما تشكل السوق الأوروبية مجالات وتحديا للمنافسة حيث تعتبر اكبر مصدر ومورد للمواد الغذائية في العالم كما يقدر حجم الصادرات والواردات الأوروبية ب138 مليار يورو في عام2007 حيث تأتي في المركز الأول قبل الولاياتالمتحدة التي لايتعدي حجم صادراتها الغذائية115 مليار يورو. وبالنسبة للخضر والفاكهة, فإن الاتحاد الأوروبي هو اكبر مستورد بنسبة57,7% وثاني مصدر ب51,3% وخلال الفترة من2000 إلي2008 شكات منتجات الخضر والفاكهة25% من الصادرات والواردات الأوروبية وسجل العجز التجاري الأوروبي أكبر زيادة خلال تلك الفترة ب36% وفقا لبيانات المفوضية الأوروبية عام2009. وذكرت دراسة صادرة من المركز المصري للدراسات الاقتصادية أعدتها أمنية حلمي ان الصادرات المصرية لدول الاتحاد الأوروبي زادت بنسبة17,1% خلال الفترة من عام2000 إلي2008 ووصلت إلي37% من حجم الصادرات المصرية لدول العالم وبلغ حجم الصادرات الزراعية المصرية11,5% من حجم الصادرات المصرية لأوروبا مقابل16,3% للصادرات المغربية. وأوضحت الدراسة أن مصر تعتبر ثالث أكبر مصدر للخضر والفاكهة للاتحاد الأوروبي بعد المغرب وإسرائيل بمقدار481 ألف طن لحجم الصادرات. وقالت الدراسة أن مصر اكبر منتج للخضر والفاكهة بإنتاج18 مليون طن سنويا بعد المغرب وسوريا والجزائر كما ان مصر اكبر منتج للفاكهة الطازجة ب5,6 مليون طن كما أن مصر اكبر منتج للعنب ب1,4 مليون طن في عام2007 بمتوسط انتاج بلغ203,4%. وأوضحت الدراسة أن مصر تسعي لتحسين حجم صادراتها من الخضر والفاكهة للاتحاد الأوروبي وابرمت اتفاقية جديدة في يوليو2008 لتحرير تجارة المنتجات الزراعية والأسماك وقدمت دول الاتحاد الأوروبي تسهيلات للصادرات المصرية مثل الاعفاءات الجمركية ورسوم الحماية للخضر والفاكهة. وأشارت الدراسة إلي ان مصر تعاني من تراجع الامتيازات الأوروبية الممنوحة لصادراتها لاعتبارات ولأسباب عديدة مثل دخول كمنافس وتوقيعها اتفاقية في4 نوفمبر عام2009 بشأن تحرير التجارة الزراعية والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير العام الحالي كما أن مصر تواجه تحديات من دول أخري مثل المغرب وتونس ودول أخري اوشكت علي وضع اللمسات النهائية لإبرام اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لتحرير التجارة الزراعية بالاضافة إلي تقديم دول الاتحاد الأوروبي تسهيلات للواردات الزراعية وممارسات لخفض التشوية في التجارة والصادرات بحلول عام2013 مما يشكل تهديدا كبيرا للصادرات المصرية في حالة تطبيق تلك الاجراءات والممارسات. واشارت الدراسة إلي أن الامتيازات الأوروبية والامريكية للصادرات المصرية تصل إلي2,6% أقل من الامتيازات الممنوحة لدول مثل الأردن حيث تصل ل14,7% و4,4% لتونس و7,5% للسلطة الفلسطينية وتعتمد مصر علي تلك الامتيازات بنسبة81,1% مما يعني أن مصر أقل استفادة من دول مثل الاردن وسوريا وتونس. وتعتبر قدرة مصر علي تكييف هيكل صادراتها للتغييرات في هيكل الطلب في السوق الأوروبية عاملا حاسما في تحديد حجم مكاسب مصر وحجم صادراتها التي شهدت ارتفاعا كبيرا خلال فترات سابقة. وتعتبر الجزائر والسلطة الفلسطينية والمغرب منافسا لمصر في السوق الأوروبية بالنسبة لصادرات التوم والعدس فيما تعاني من منافسة لبنان وتونس وليبيا بالنسبة لتصدير العنب المجفف والطازج, كما تعتبر تونس والأردن ولبنان والسلطة الفلسطينية منافسا لمصر لتصدير الخضر المجمدة والمحفوظة. وقالت الدراسة ان ضعف الصادرات المصرية للسوق الأوروبية تجسد في البطاطس التي تراجعت بمقدار0,32% في مقابل تونس التي تعتبر صاحبة اكبر اداء في تصدير البطاطس للسوق الأوروبية وذلك بسبب التراجع الكبيرة في الطلب الأوروبي.