انتهي قطاع البترول من اعداد التصور الخاص بإعادة هيكلة دعم المنتجات البترولية وذلك بتطبيق نظام الكارت الذكي لتموين السيارات بالبنزين والسولار يعلاوة علي تحرير سعر المازوت وتوزيع البوتاجاز بالكوبونات تمهيدا لعرضه علي مجلس الوزراء لتحديد آليات وتوقيتات التنفيذ. وصرح المهندس محمد شعيب رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية بان النظام يتضمن حصول كل سيارة علي الف لتر سنويا وفقا للسعر الحالي وان يكون رصيد الكارت2000 جنيه تمثل الفارق بين السعر الحالي للبنزين وسعره عند تطبيق النظام والذي يقدر بجنيهين لكل لتر علي ان يحصل المستهلك علي مايزيد علي الالف لتر بالسعر الجديد وهو مايوفر14 مليار جنيه من دعم البنزين. اما السولار فتحصل كل سيارة علي3 الاف لتر بالسعر الحالي من خلال كارت يبلغ رصيده10 الاف جنيه علي ان يحصل علي الكميات التي تزيد علي ذلك بالسعر الجديد وهو مايوفر نحو15 مليار جنيه من الدعم سنويا في حين ان المستهدف من توفير دعم البوتاجاز يتراوح بين2 و3 مليارات جنيه اضافة الي تحريك سعر المازوت والغاز الطبيعي بما يوفر نحو مايقرب من17 مليار جنيه ليصل اجمالي الوفر الي نحو48 مليار جنيه. واكد ان علاج التشوهات في منظومة الدعم الحالية امر لاتمتلك مصر رفاهية عدم تنفيذه خاصة ان البترول والغاز من مصادر الطاقة الناضبة للطاقة ولايمكن الاعتماد عليهما بصفة دائمة مشيرا الي ان ترشيد الدعم لن تقتصر نتائجه علي تخفيف العبء المالي فقط ولكنه سيؤدي الي منع تهريب المنتجات البترولية التي نعاني منها حاليا وكذلك القضاء علي استخدام المنتجات البترولية في غير الاغراض المخصصة لها مثل استخدامها في المذيبات الصناعية علاوة علي زيادة العمر الافتراضي للطرق وتخفيف الازدحام المروري واستشهد شعيب بان سكان مصر يبلغون نحو90 مليون وعدد السيارات المرخصة للعمل بالبنزين يبلغ4 ملايين سيارة وعدد السيارات التي تعمل بالسولار يبلغ مليون سيارة وهو مايعني ان5 ملايين مواطن علي اقصي تقدير هم الذين يستفيدون بشكل مباشر بدعم البنزين والسولار وأن اكثر من80 مليونا لايستفيدون منه. وتساءل رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية عن الاسباب التي تحول دون اعتماد مصر علي مصادر اخري للطاقة خاصة الطاقة الشمسية والتي اوضحت الدراسات العلمية ان مصر تقع ضمن افضل5 دول داخل الحزام الشمسي وان شدة الاشعاع بها تتراوح بين2000 و3200 كيلوات لكل متر مربع من الارض في حين انه في دولة مثل المانيا يتراوح بين1000 و2000 كما ان متوسط عدد ساعات سطوع الشمس في مصر يصل الي15 ساعة يوميا مشيرا الي ان الارقام الحقيقية لتكلفة توليد الكيلوات من الكهرباء وفقا لسعر الغاز المباع للنشاط الصناعي وليس السعر الحالي هي جنيه لكل كيلو في حين ان متوسط تكلفة الكيلوات المولد من الطاقة الشمسية تتراوح بين10 و12 سنتا فقط وبالتالي فان الارقام السابقة تؤكد اننا نهمل مصدرا هائلا للطاقة رغم الازمات التي نعانيها في هذا المجال وطالب بأن تكون الاستفادة من الطاقة الشمسية هي البديل الاستراتيجي الذي يجب أن تتبناه الدولة للخروج من المأزق الحالي مقترحا أن يتم السماح للقطاع الخاص المصري والاجنبي بتنفيذ مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وذلك وفقا لنموذج استثماري جاذب وعلي غرار نظام المشاركة المطبق في عمليات البحث والتنقيب عن البترول في مصر مشيرا الي ان تطبيق نظام التسخين الشمسي بالمنازل يمكن ان يوفر نحو25% من استهلاك الكهرباء وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن قطاع الكهرباء التي تشير الي ان المنازل تستهلك42% من الكهرباء المولدة بمصر و ان60% من هذه الكمية يتم استخدامها في تشغيل سخانات المياه مدللا علي ان نسبة استخدام الطاقة الشمسية في التسخين باسرائيل تبلغ85%. ويبقي ان ماسبق يمثل يمثل صرخة ورسالة تحذير من مأزق نحن مقبلون عليه لا محالة اذا لم نحسن التصرف ونمتلك شجاعة اتخاذ القرار بل يمكن القول ان علاج تشوهات منظومة الدعم أصبح امرا حتميا يمكن ان يتقبله المواطن البسيط شريطة الالتزام الواضح من الحكومة بالافصاح عن المبالغ التي سيتم توفيرها وان تكون اوجه انفاقها محددة وفي مجالات تعود بالنفع المباشر علي المواطنين مثل الارتقاء بمستوي وسائل المواصلات والخدمات الصحية والتعليمية وفقا لخطة واضحة معلنه والا فان الثقة المفقودة بين المواطنين والحكومة سوف تزداد عمقا ووقتها لن يستطيع احد احتواء غضب البسطاء.