من أين نبدأ.. وكيف تكون نقطة الانطلاق؟! الخيوط متشابكة وكثيرة التعقيد! شائك الحديث عنها وغالبا ما يكون الطريق إليها وعرا مفروشا بالألغام والأحجار والفخاخ. ومن يفكر بالسير فيه لا محالة يكون محاطا بكل هذه الأشياء القابلة للانفجار. هي الوصلة البرية بين إفريقيا وآسيا, وقنطرة النيل إلي الأردن والفرات, والأهم والأخطر والأسخن أنها بوابة مصر التاريخية وحامي حمي أمنها القومي! هي بلاد الضيافة والكرم والغزو والنجدة وتعظيم الجميل والافتخار بالنسب والشجاعة, والأهم حب الحرية وعشق الكرامة! هي.. خيام الشعر وعرائس القش والشجر والمنسف والكبر والدفية والجعدان الملتف حول أجساد أهلها القوية الشامخة. وهي ذاك البرقع المطرزة خيوطه الحريرية والمزينة بقطع الذهب التي لا تبرز سوي عيون الحور! هي.. الحجج والقوانين العرفية.. وجبال التيه والحلال والمنشرح واللبني ويلق. هي تلك الأرض التي أبي أهلها الانحناء والاستسلام للاستعمار بمختلف ألوانه وأشكاله, بدءا بالتركي مرورا بالإنجليزي, وحتي الإسرائيلي. هي الوحيدة التي قال أهلها لا في وجه من قالوا نعم لثلاثين عاما من تاريخ هذا الوطن عاشها الجميع في قهر وذل واستسلام. وهي أكثر بقعة علي أرض مصر قدمت آلاف الشهداء, ليس علي يد الإسرائيليين فحسب, بل علي يد رجال أمن الدولة من النظام السابق الذي لم يكن يوما مباركا ولا نظيفا ولا شريفا ولا يحمل لنا عزا ولا كرامة. هي ببساطة.. سيناء. التي نضمها بكل حزن وأسي بعد الحادث الأليم الذي تعرض له أبناؤنا وأخوتنا الجنود والضباط الذين كتبت لهم الشهادة وهم يتناولون وجبة الإفطار الرمضاني علي يد عناصر غاشمة وغادرة. الحدث صعق الجميع, وقلوبنا المتشحة بالسواد غلت دماؤها ودفعتنا دفعا الي هناك دون تردد أو تفكير لنجد أنفسنا في السيارة المتجهة إلي محافظة شمال سيناء وعاصمتها العريش. لنجيب علي مجموعة من الاسئلة وعلامات الاستفهام.. أين الحقيقة؟ وماذا حدث؟, هل هي أيدي فلسطينية تنتمي الي تنظيمات تعتقد واهمة أنها ترفع بما تفعله لواء الإسلام؟, أم ان هناك أيادي خفية من مصلحتها العبث بأمن مصر القومي وربما تريد احداث وقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني؟, وهل هذا ناقوس خطر يدق لنفيق عليه من كابوس معاهدة كامب دايفيد التي قيدت مصر أعواما وأعواما لترجع سيناء ناقصة لينا منزوعة السلاح لا نستطيع أن نضع فيها جيشنا وقواتنا وحتي لا نملك أن نحلق فوقها بطائراتنا إلا بإذن من إسرائيل؟ هل هذا الحدث الجسيم الذي زلزل أركان كل مواطن علي أرض المحروسة يضع أبناء سيناء الذين كانوا دائما الصف الأول لأمننا القومي مرة أخري في دائرة الشك لنعود الي كوابيس طابا وشرم ودهب والتي عاقبهم النظام السابق عليها دون ذنب؟ هل يمكن أن يكون أهل سيناء كما تردد في بعض وسائل الإعلام في اليومين السابقين هم من لطخوا أيديهم بدماء أشقاءهم؟ اسئلة وعلامات استفهام ربما نحاول أن نصل الي اجابتها عبر هذا الملف الذي قررنا أن يكون أبطاله الشارع السيناوي والبدو من الطفل الي الشاب الي الشيخ ليجيبوا بأنفسهم عن تلك الأسئلة.