رغم حداثة تطويره كخطوة ضرورية كانت مطلوبة لرفع كفاءة ميدان الرماية الذي يعد واحدا من أهم الميادين كونه ملتقي حيويا لأكثر من شريان طريقي مهم فضلا عن قربه من واحدة من المناطق السياحية الرئيسية وهي منطقة آثار الهرم التي تضم أهرامات الجيزة لكن التطوير الذي استبشر به الكثيرون لم يدم طويلا حتي امتدت له يد الفوضي لتضع لمساتها عليه. وفي جولة لالأهرام المسائي بالميدان الذي تتشعب منه عدة طرق رئيسية هي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي, والفيوم والسادس من أكتوبر والهرم, مما يتطلب أن يكون بؤرة اهتمام من المسئولين سواء في تطويره أو إعادة تخطيطه أكده حسين علي فرد أمن باحدي المنشآت السياحية القريبة من الميدان قائلا: ميدان الرماية شهد بالفعل عملية تطوير كبيرة منذ فترة شملت تجميل الميدان وتغيير مسار السيارات سواء المتجهة إلي أول شارع الهرم من ناحية المنطقة الأثرية الموجودة بها أهرامات الجيزة ومدخلها الرئيسي أو المتجهة إلي منطقة حدائق الأهرام ومدخل مدينة السادس من أكتوبر وطريق الفيوم وبخاصة القادمة من شارع الهرم وهو ما أسهم في عملية التنظيم للسيارات, وخفف من العشوائية التي كانت موجودة في السابق نتيجة الزحام الشديد في الميدان. وأضاف حسين: يبقي بعد التطوير ضرورة المحافظة عليه في ظل كثرة الاستخدام والزحام الذي يفرض سلوكيات سيئة من البعض خاصة أن المكان حيوي وسياحي يأتي إليه الكثير من السائحين الأجانب. عشوائية المواصلات خاصة سيارات الأجرة كان لها النصيب الأكبر من الفوضي بالميدان حيث وجود أكثر من موقف عشوائي لعدة مناطق واتجاهات منها الهرم وفيصل والجيزة والطريق الدائري والفيوم والسادس من أكتوبر, يقول محمد عبداللطيف من الفيوم ويعمل في القاهرة, أنا في طريقي للعودة إلي بلدي لقضاء العيد مع الأسرة التي لم أرها منذ فترة بسبب ظروف العمل وميدان الرماية هو المكان الذي تعودت عليه للركوب منه مباشرة إلي الفيوم ونحن لا نمانع في التطوير ولكن بشرط مراعاة ظروف المواطنين وعدم بهدلتهم في البحث عن وسيلة المواصلات التي يريدونها. الرأي نفسه عبر عنه زميله وابن بلده مصطفي عبده قائلا: تعودنا علي هذه الأماكن التي نستقل منها مواصلاتنا ولا نعرف غيرها. إلا أن محمد حامد إخصائي تسويق بإحدي الشركات الخاصة كان له رأي مخالف قليلا حيث أشار إلي أن التطوير ضروري للقضاء علي العشوائية وتنظيم السير في الميدان الحيوي خاصة بعد عملية التطوير الأخيرة مطالبا بتوفير أماكن مخصصة لهذه المواقف العشوائية في الميدان وعدم ترك الأمر لتقديرات الركاب والسائقين الذين يقفون في أي مكان حسب مزاجهم. المسئولون عن الآثار بدورهم كانت لهم مقترحات لحل الأزمة خاصة مع قرب الانتهاء من مراحل بناء المتحف المصري الكبير وما يخطط له من أن يكون متحفا عالميا يسهم في الترويج للآثار والسياحة المصرية علي الصعيد العالمي, فيؤكد عاطف أبوالدهب رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية بوزارة الآثار ضرورة التنسيق بين الأجهزة المعنية والآثار في عمليات التطوير للميادين والطرق المختلفة خاصة القريبة من المناطق الأثرية, مشيرا إلي مقترحات خاصة بإنشاء انفاق أو كباري علوية في منطقة الميدان للتخفيف من حركة المشاة علي الأرض تنتظر فحصا علميا أثريا دقيقا قبل انشائها. وأضاف أبوالدهب ميدان الرماية بالنسبة للمنطقة الأثرية يعد شارعا وهميا يجب أن يكون متصلا بين المنطقة والمتحف لتحقيق أقصي استفادة سياحية, وبما لا يخل بالآثار مؤكدا أن الفوضي والعشوائية الموجودة حاليا بسبب أن الناس لا تري شيئا عمليا يتم تنفيذه علي أرض الواقع فضلا عن الظروف الحالية في البلد, ولكن بمجرد أن يتم البدء في التطوير وإعادة التخطيط بشكل عملي يراعي ظروف الناس ومصلحة مصر وآثارها الذي ينعكس علي الاقتصاد القومي سيحدث ضبط للسلوكيات بشكل كبير.