ما إن هدأت عاصفة القائمة الأولية للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم الحافلة بالمفاجآت والغيابات المدوية التى أقدم عليها خافيير أجيرى المدير الفنى وفى مقدمتها استبعاد العديد من نجوم القطبين الأهلى والزمالك مثل رمضان صبحى وعبدالله جمعة وعمرو السولية ومحمود عبدالمنعم كهربا من التواجد فى قائمته المختارة لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية المقبلة حتى انطلقت العاصفة فى أماكن أخرى وتحديدًا عبر منتخبات بدأت المفاجآت تتوالى فيها بعد استبعاد لاعبين من أصحاب الأسماء الثقيلة وكذلك رفض نجوم المشاركة فى البطولة القارية وسرعان ما انتقلت العدوى المصرية من أجيرى إلى العديد من المنتخبات العربية والإفريقية التى ينتظر لها خوض المنافسات القارية. ومن بين المفاجآت المدوية التى جرت فى القوائم الأولية وخروج أسماء من العيار الثقيل، تظهر مفاجأة تونسية خالصة بطلها الفرنسى ألن جيريس المدير الفنى لنسور قرطاج تمثلت فى استبعاد حمدى النقاز ظهير أيمن الزمالك الذى كان نجمًا لتونس فى بطولة كأس العالم الأخيرة فى روسيا العام الماضى، وظهر فى الاتجاه ذاته صيام بن يوسف مدافع فريق قاسم باشا التركى الذى اضطر لإعلان اعتزاله اللعب دوليا بسبب توتر علاقته مع المدرب الفرنسى وعلمه بنية جيريس فى استبعاده ليتخذ القرار بالاعتزال ليرفع الحرج عن المدير الفنى والمسئولين والمثير أنه لا يزال صغير السن «30 عاما» كما شهدت المفاجآت استبعاد حمدى الحرباوى مهاجم زولت وهداف الدورى البلجيكى. وكتبت الساعات الأخيرة مفاجأة أخرى مدوية بطلها فوزى غلام ظهير أيسر فريق نابولى الإيطالى الذى أبلغ جمال بلماضى المدير الفنى لمحاربى الصحراء اعتذاره عن المشاركة فى البطولة القارية. بسبب حاجته للراحة بعد سلسلة من العمليات الجراحية فى الركبة تعرض لها، ولجأ غلام للاعتذار الودى عن التواجد فى القائمة النهائية لمحاربى الصحراء عبر ناديه الإيطالى الذى أصدر الفرمان الخاص باحتمالية غياب اللاعب عن أمم إفريقيا لعملية جراحية. ونبتعد عن دائرة المنتخبات العربية وننتقل لمنتخبات أخرى بدأت المفاجآت تنهال فيها بعد إعلان القوائم الأولية. ومن النماذج التى اختارت الرحيل وعدم المشاركة فى البطولة تبرز حالة رفض جويل ماتيب مدافع فريق ليفربول الإنجليزى قبول فكرة العودة للعب مع الأسود منتخب الكاميرون ورفض كل محاولات الوساطة التى تمت للصلح بينه وبين مسئولى الاتحاد الكاميرونى الناجمة عن خلافاته فى عام 2017 مع الإدارة بالإضافة إلى المدرب السابق هوجو بروس والتى دفعته للابتعاد عن المشاركة فى البطولة التى أحرزت الكاميرون لقبها، ولمع ماتيب برفقة ليفربول بشكل لافت فى الموسم المنقضى الذى حل خلاله الفريق وصيفا لجدول ترتيب الدورى الإنجليزى بالاضافة إلى بلوغ المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا المنتظرة أمام توتنهام. فيما اختار سيدورف سيناريو آخر يتمثل فى استبعاده نيكولاس نوكولو 29 عاما مدافع تورينو الإيطالى المخضرم والذى تألق بشكل لافت مع الأسود فى نسخة 2017، وساهم فى التتويج بعدما طالب نوكولو الحصول على شارة القيادة فى البطولة المقبلة. ومن المفاجآت المدوية أيضًا فى القوائم يظهر إلى النور مفاجأة فى قائمة الكونغو الديمقراطية التى تلعب فى نفس مجموعة الفراعنة؛ حيث استبعد فلوران إبينجى المدير الفنى لاعبه الكبير ديومارسى مبوكانى هداف أنتروب البلجيكى الذى سجل 18 هدفًا فى 41 مباراة دولية ويعد من الجيل المميز فى السنوات الست الماضية، كما استبعد المدير الفنى لاعبًا آخر مميزًا وهو جونيور كابانجا لاعب أستانا الإذربيجانى والذى كان من نجوم الفترة بين 2014-2018، وأخرج إبينجى فى مفاجأة ثالثة أفوبى مهاجم فريق ستوك سيتى الذى يلعب فى دورى الدرجة الثانية الإنجليزية وسجل 8 أهداف وكانت الجماهير تطالب باستدعائه بقوة. وتتوالى المفاجآت فى منتخب آخر وهو منتخب كينيا التى أعلن مديره الفنى سباستيان مينيه قائمته الأولية بدون استدعاء النجم الكبير ماريجا ماكدونالد بداعى أن الأخيرلا يلعب فى نادى منذ فسخه لعقده مع ريال أوفيدو الإسبانى، ويملك ماريجا شعبية جارفة فى كينيا وله تجربة تاريخية حينما كان ضمن تشكيلة الأنتر الإيطالى الفائز ببطولة دورى أبطال أوروبا عام 2010، وهو لاعب من أبرز الأسماء فى كينيا. وفجر ستيف باكستر المدير الفنى لمنتخب جنوب إفريقيا أو الأولاد مفاجأة مدوية حينما قرر استبعاد ليبوجانج بيرى لاعب وسط فريق جانجون الفرنسى الذى ساهم فى وصوله إلى المباراة النهائية لكأس الرابطة الفرنسية، وهو ما تسبب فى تعرض المدير الفنى للكثير من الانتقادات الكبيرة فى الأيام الماضية من الجماهير بسبب هذا القرار. ولم تغب المفاجآت عن منتخب آخر كبير وهو المنتخب الغانى برغم من حشده لعدد كبير من النجوم بمن فيهم العواجيز مثل أندرى أيو وجيان أسامواه وكوادو أسامواه وعبدالمجيد واريس، واستبعد جيمس كواسى أبياه المدير الفنى للبلاك ستارز العديد من الأسماء اللامعة مثل جيفرى شلوب مدافع كريستال بالاس الإنجليزى وبواتينج هداف فريق داليان الصينى وهو من الأوراق الرابحة التى يراهن عليها البلاك ستارز فى السنوات الماضية وهما أكبر الأسماء الغائبة عن المنتخب الغانى فى البطولة الكبرى. هداف فى سطور.. طاهر أبوزيد نجم الشباك فى كوت ديفوار أحمد عبدالحميد فى عامه الحادى والعشرين، نجح طاهر أبوزيد صانع ألعاب الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى فى كتابة اسمه بأحرف من ذهب فى تاريخ سجلات هدافى بطولات الكان ليرافق أساطير عديدة مصرية حققت نفس الإنجاز مثل الديبة ومحمود الجوهرى وحسن الشاذلى بعدما توج هدافًا لأمم إفريقيا 1984. ونجح طاهر أبوزيد فى تسجيل 4 أهداف حسم بها صراع الهدافين بعد منافسة شرسة مع لخضر بلومى نجم الجزائر وأبيجا نجم الكاميرون وهو الثلاثى الذى اختيروا نجومًا للبطولة. وجاءت أهداف طاهر أبوزيد فى أول 4 مباريات للمنتخب فى البطولة وبدأها بهز الشباك الكاميرونية بهدف ثم أضاف هدفين فى مرمى كوت ديفوار قبل أن يسجل فى مرمى نيجيريا فى لقاء الفريقين بالدور قبل النهائى للبطولة القارية، وكانت هى أول مشاركة لطاهر أبوزيد برفقة المنتخب الوطنى فى الأمم الإفريقية وفرض نفسه نجما فوق العادة، وحل ثانيًا فى لائحة الهدافين تيوفيل أبيجا نجم الكاميرون برصيد3 أهداف، ثم يحل ثالثًا كل من دجونكيب نجم الكاميرون وكليمون تيميل لاعب نيجيريا ولخضر بلومى نجم الجزائر وسجل كل منهم هدفين. قصة بطولة.. الأسود على العرش لأول مرة فى 1984 أحمد الضبع ما بين 4 إلى 14 مارس 1984 استضافت كوت ديفوار منافسات قوية وساخنة فى عالم بطولات كأس الأمم الإفريقية بمشاركة 8 منتخبات قوية تصدرها الأفيال صاحب الأرض وغانا حامل اللقب ومصر المتوجة مرتين والكاميرون عبر جيل 1982 المونديالى والجزائر التى أذهلت العالم فى نفس المونديال. وضمت المجموعة الأولى منتخبات مصر والكاميرون وكوت ديفوار وتوجو وضمت الثانية غانا حاملة اللقب ونيجيرياوالجزائر ومالاوى. وشهدت المجموعة الأولى نجاح المنتخب الوطنى فى حسم المركز الأول والصدارة لصالحه بحصد 5 نقاط من فوزين وتعادل بدأها الفراعنة بالفوز على الكاميرون بهدف دون رد سجله طاهر أبوزيد ثم الفوز على كوت ديفوار بهدفين لهدف سجلهما طاهر أبوزيد ثم التعادل مع توجو بدون أهداف، فيما حصدت الكاميرون 4 نقاط فى المركز الثانى من فوزين على كوت ديفوار بهدفين دون رد وعلى توجو بأربعة أهداف مقابل هدف. وفى المجموعة الثانية، حسمت الجزائر القمة بعدما نالت 5 نقاط من فوزين وتعادل، فيما جاء المنتخب النيجيرى وصيفا بفوز وتعادلين فيما ودعت غانا البطولة وحلت ثالثة برصيد نقطتين. وفى الدور قبل النهائى، تابع الجميع دراما قوية؛ حيث فشل الفراعنة فى العبور للمباراة النهائية بعد أن تقدم على نيجيريا بهدفين سجلهما عماد سليمان وطاهر أبوزيد وردت نيجيريا بالتعادل عبر ستيفان كيشى وعلى بالا ليحتكما إلى ركلات الترجيح التى فازت بها نيجيريا 8-7 بعد ماراثون كبير. فى المقابل تأهل المنتخب الكاميرونى على حساب الجزائر 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما بدون أهداف. وفى لقاء تحديد صاحبى المركزين الثالث والرابع فاز الجزائر على المنتخب الوطنى بثلاثة أهداف مقابل هدف سجلها رابح ماجر ولخضر بلومى وحسين ياحى فيما سجل مجدى عبدالغنى هدف الفراعنة الوحيد فى اللقاء لتنال الجزائر الميدالية البرونزية. وفى المباراة النهائية حقق منتخب الكاميرون أول سطور المجد ونال الكأس لأول مرة بعد فوزه على نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدف سجلها تيوفيل ابيجا وندجيا وإبونجى للأسود. أسطورة لا تنسى.. أبيجا.. مايسترو الكاميرون ودكتورالكرة أحمد عبدالمقصود أطلقوا عليه فى بلاده «الدكتور تيوفيل» رغم أنه لم يكن خريجا لكليات الطب أو الصيدلة ولكن الجماهير وجدته فى الملعب طبيبا يحدد العلاج لهز الشباك وكسر دواء المدافعين. صاحب هذه السطور هو أسطورة كروية كاميرونية، نافس الأسطورة روجيه ميلا ونافسه لعقود على لقب الأفضل، وحقق فى كرة القدم كل شيء برفقة الأسود واعتزل الكرة مبكرا فى عامه الثانى والثلاثين بسبب الإصابة. هو تيوفيل أبيجا نجم الكرة الكاميرونية وصاحب الرقم 14، صانع ألعاب موهوب قاد الحقبة الذهبية للكاميرون فى الثمانينيات التى وضعت الأسود فى عالم الكبار، ولمع اسم أبيجا بشكل لافت عندما قاد الكاميرون لتحقيق إنجاز الفوز بأول كأس قارية له فى عام 1984 وهى البطولة التى شهدت تقديمه كل شيء، حيث سجل 3 أهداف وصنع مثلها ونال لقب الأفضل وكذلك حل ثانيا فى الهدافين ووصل بالكاميرون إلى منصة التتويج ونيل لقب البطل، وفى الوقت نفسه كان القائد تيوفيل إبيجا هو ملهم الأسود فى كتابة أهم إنجاز له تمثل فى الوصول إلى كأس العالم 1982 لأول مرة فى التاريخ وهى البطولة التى شهدت تألقه المونديالى الكبير، كما ساهم أبيجا فى حصول الكاميرون على المركز الثانى والميدالية الفضية لأمم إفريقيا 1986 والتى تعادل فيها مع المنتخب الوطنى سلبيا فى النهائى قبل الخسارة بركلات الترجيح. وتوج أبيجا كأفضل لاعبى القارة السمراء ونال الكرة الذهبية فى عام 1984 بعد تتويجه مع الكاميرون بطلا فى العام نفسه لأمم إفريقيا وحفر اسمه بأحرف من الذهب الخالص فى عالم الكرة. وغندا تطمئن على « ميا» اطمأن سباستيان ديسابر المدير الفنى لمنتخب أوغندا على جاهزية لاعبه الكبير فاروقا ميا المحترف فى صفوف جوريكا الكرواتى بعدما أظهرت الفحوصات الطبية التى خضع لها تعرضه لشد عضلى خفيف لا يهدد تواجده فى معسكر الإعداد وخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية المقبلة فى مصر. نابى كيتا فى قائمة غينيا فى مفاجأة من العيار الثقيل، استدعى بول بوت المدير الفنى لمنتخب غينيا لاعبه نابى كيتا المحترف فى صفوف فريق ليفربول الإنجليزى إلى قائمته الأولية رغم إصابته فى العضلة الأمامية التى أبعدته عن الملاعب منذ مطلع الشهر الجارى وكشف بوت النقاب عن اقتراب اللاعب من الشفاء والمشاركة فى أمم إفريقيا. بغداد يقود محاربى الصحراء استقر جمال بلماضى المدير الفنى للمنتخب الجزائرى على مهاجمه بغداد بونجاح ليكون المهاجم الأول لمحاربى الصحراء والدفع به أساسيًا عندما تنطلق منافسات كأس الأمم الإفريقية وذلك بعد تألقه اللافت برفقة فريقه السد وتسجيله لأكثر من 40 هدفًا فى كل البطولات التى شارك فيها برفقة ناديه هذا الموسم.