تمرد مبكرا علي حياة عائلته الريفية البسيطة التي نشأ وتربي وسطها فالأب لا يعرف غير العمل ليتمكن من توفير لقمة العيش لأبنائه، والأم تمكث في منزلها لمراعاة الصغار تربي الطيور لمساعدة زوجها في تدبير النفقات ولكن ابنهما الأكبر والذي يدعي «محمد» كان يزداد يوما بعد الآخر نقما علي تلك الحياة الهادئة. وقبل انتصاف عقده الثانى فضل الصبى الصغير الخروج لسوق العمل حيث تنقل بين العديد من الورش المنتشرة بمحيطة سكنه بمنطقة «مرصفا»إحدى قرى مركز بنها ليتعلم صنعة يكسب منها رزقه بالحلال، لكنه لم يتقن أيا من فنون تلك الحرف وكان يعتمد على الفهلوة فى كسب الأموال بأى طريقة من خلال النصب على الآخرين أحيانا كثيرة والاستدانة دون رد تلك الأموال أحيانا أخرى، حتى ساءت سمعته بين الجميع وأصبحوا يرفضون التعامل معه وصار منبوذا. لجأ «محمد» الذى اشتهر بين معارفه ب «ورك» إلى من هم على شاكلته وتوطدت علاقته بشاب جمعت بينهما شهوة المال الحرام وممارسة أعمال البلطجة والسرقة فى جميع الأوقات متخذين من الطرق الزراعية مسرحا لممارسة تلك الأفعال المجرمة. فكر الصديقان فى تغيير نشاطهما واستغلال علاقاتهما بتجار المواد المخدرة والعمل معهم فى ترويج السموم ليتمكنا من تحقيق طموحاتهما فى أسرع وقت حتى تمكنا من تحقيق مرادهما وعقد العديد من الصفقات، حيث كونا بؤرة إجرامية ذاع خلالها صيتهما وأصبحا قبلة للمدمنين يترددان عليهما حتى تم رصدهما والقبض عليهما. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب المقدم أحمد كمال أبو العزم رئيس مباحث مركز بنها مفادها وجود بؤرة ثابتة يتردد عليها المدمنون لجلب المواد المخدرة بمنطقة مرصفا وتبين من التحريات تزعم عاطلين للبؤرة هما كل من«محمد. ش» 28 سنة مقيم كفر العربو«محمد.ح» وشهرته «ورك» 25 سنة مقيم مرصفا. وبتكثيف التحريات حول المتهمين تبين أن الأول سبق اتهامه فى قضيتى مخدرات، والثانى سبق اتهامه فى 3 قضايا مخدرات وسلاح. وبإخطار اللواء هشام سليم مدير إدارة البحث الجنائى بالتحريات تم عرضها على اللواء رضا طبلية مساعد الوزير لأمن القليوبية فأمر بسرعة القبض على المتهمين ومواصلة الحملات على بؤر ترويج المخدرات لتطهيرها. تم وضع خطة أمنية باشرها العميد يحيى راضى رئيس مباحث المديرية اعتمدت على زرع المصادر السرية بالقرب من البؤر لجمع المعلومات اللازمة عن المتهمين تمهيدا لوضع خطة الضبط، حيث تبين حيازتهما أسلحة نارية واعتيادهما إطلاق الأعيرة النارية لإرهاب المارة بالقرب منهما. تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وإعداد مأمورية تم نشر خلالها عدة أكمنة ثابتة ومتحركة بالقرب من البؤرة والأماكن التى يترددان عليها أسفرت عن ضبطهما، وبالتفتيش تم العثور على سلاحين ناريين عبارة عن «بندقية خرطوش محلية الصنع وفرد خرطوش محلى الصنع و5 طلقات» كما تم العثور على كمية كبيرة من الحشيش كانت معدة للبيع. وبمواجهتهما أقرا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح النارى لحماية تجارتهما فتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسهما وتحريز المضبوطات.