كرمت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مساء أمس الفنان الكبير محمد صبحى مع عرض فيلمه «هنا القاهرة» ضمن برنامج تكريم المخرج عمر عبد العزيز، فى الدورة الثامنة من المهرجان المقامة حاليا، ومن المنتظر أن يتسلم الأخير درع تكريمه فى حفل ختام المهرجان مساء الغد. وسلّم صبحى درع التكريم مساء أمس السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان فى حضور د.خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما ورئيس المركز القومى للسينما والرقابة على المصنفات الفنية، والمخرج عمر عبد العزيز. وقال د.خالد عبد الجليل مقدما صبحى وعمر عبد العزيز، إن المهرجان يكرم اثنين من أهم صناع البهجة والجدية فى الوقت نفسه، وأن صبحى قدم العديد من الأعمال الجادة والجريئة، ويتميز بالصدق على خشبة المسرح فهو يقول كلمته دائما بدون خجل أو حسابات معقدة، كما قدم المخرج الكبير عمر عبد العزيز ما يقرب من 26 فيلما من الأعمال المميزة فى تاريخ السينما بالإضافة إلى العديد من المسلسلات. وأكد عمر عبد العزيز على سعادته بالتكريم فى الأقصر لحبه الشديد لمدينتى الأقصر وأسوان، مشيرًا إلى أن لدينا أزمة حاليًا فى الكوميديا فهناك أفلام مضحكة ولكن هناك فارقا كبيرا بين هذه الأفلام والكوميديا الحقيقية، فالفيلم الكوميدى يخرج منه المتفرج فى كل مرة بفكرة أو تفصيلة مختلفة لم يرها فى المرة الأولى وليس مجرد فيلم مدته ساعتان نضحك معه ونخرج منه لا نتذكر أى شىء، فالكوميديا عمرها طويل وعمل للخلود وليس مجرد مشهد مضحك فما أسهل الضحك لكن الكوميديا أصعب. وأضاف أن مصر بشعبها تمتلك مادة خصبة للكوميديا، فهو شعب خفيف الظل بطبعه يسخر من كل شىء، السخرية منهج حياته وكأنها طريقة للدفاع عن النفس ومواجهة «النكد» بالبسمة، متمنيا أن تعود الكوميديا فى مصر إلى سابق عهدها فهناك عدد من المخرجين الجيدين لكنهم بحاجة لسيناريوهات جيدة وهى الأزمة التى تواجهها حاليا لأن الدراما السريعة استهلكت الكتاب بدرجة كبيرة. وأشار الفنان محمد صبحى فى كلمته إلى أنه كان صديقا للمخرج عبد العزيز لكنهما لم يعملا معا من قبل إلى أن جاء سيناريو «هنا القاهرة» فطلب منه صبحى أن يعملا معا فى هذا الفيلم لأنه يحمل وجهة نظر ومضمونا يهم الناس، مضيفا أنه قابل شابا من الأقصر قال له إنه شاهد «هنا القاهرة» وكان فى عمر الطفولة ولكنه عندما شاهده مرة أخرى شعر أن مصر كانت جميلة جدًا فى الماضى مقارنة بما يحدث الآن، مضيفًا أن الفيلم كان يحمل دعوة للخروج من القاهرة، وينتقد فكرة العمل فى جزر منعزلة، خاصة أن أساس المجتمع السوى هو العمل المشترك ووجود قنوات للتواصل. وأكد أن الفيلم كان صرخة فى وقته ولكن للأسف لم ينتبه إليه أحد بشكل جيد خاصة أن الفيلم صدر فى توقيت عرض «سنبل ورحلة المليون» الذى كان يدعو أيضًا لفكرة الخروج من المدينة واقتحام الصحراء. وأضاف أنه يلعب فى أعماله ما يمكن وصفه بأنه الكوميديا المضحكة بروح التراجيديا، حيث ينفجر الضحك من داخل الموقف التراجيدى وبالتالى تكون أعمق ويشعر بها المشاهد أكثر، و«هنا القاهرة» ينتمى لهذه النوعية من الكوميديا فكل المواقف التى يواجهها البطلان هى مواقف تراجيدية لكن المتفرج يضحك على ما لا يعرفه البطلان عن القاهرة وزحمة المواصلات، مشيرا إلى أن المخرج عمر عبدالعزيز خلق مناخا يخنق المشاهد مع البطل والبطلة. من جانب آخر كرّم د.محمد عباس رئيس جامعة جنوب الوادى فى قنا الفنانة أمينة خليل فى حضور الفنانة عزة الحسينى مدير المهرجان وحشد من الطلبة وأهالى المدينة. وعقدت إدارة المهرجان أمس محاضرة للفنان الكبير محمود حميدة فى مكتبة الأقصر العامة، تحدث فيها عن تجربته فى التمثيل والمخرجين الذين عمل معهم على مدار مسيرته الفنية، كما قدّم عددًا من النصائح للممثلين الجدد منها عدم الوقوع فى خطأ الوقوف أمام المرآة للتدرب على أداء المشاهد، كما عقدت ندوة ل د.رشا طموم عن الكتاب الذى أصدره المهرجان عن الموسيقار الراحل آندريا رايدر.