أكد الكاتب الكبير, وحيد حامد أن الدراما التليفزيونية أصبحت في مرحلة الانهيار بسبب ما تعانيه من بدعة جديدة تسمي ورش الكتابة, فكيف يقوم ثلاثة أشخاص أو أكثر بكتابة سيناريو واحد, وهو أمر صعب, لأن هذا العدد الكبير قد يشارك في بناء منزل ولكن ليس بناء سيناريو درامي, لأن الإبداع هو رؤية أو قضية تشغل شخصا بمفرده ويقوم بكتابتها ليعبر عنها, أما ما يحدث من قبل ورش الكتابة الآن هو قص ولزق مثل جلابية المجذوب, وبالتالي هذه الورش ينتج عنها أعمال فنية هزيلة لا تحمل قيمة إنسانية أو فكرية, وهنا لن يستفيد منها أحد, موضحا أن أغلب الأعمال أصبحت منحصرة في الأكشن المأخوذة من الأفلام الأجنبية, وللأسف القائمون علي الدراما يشجعونها ولا يوظفونها لخدمة المجتمع, وبالتالي أصبحت الدراما تسير في طريق مسدود. جاء ذلك خلال ندوة تكريمه أمس بمعرض الكتاب, التي أدارها الناقد رامي رزق الله, حيث قام هيثم علي الحاج رئيس هيئة الكتاب بتسليمه الدرع. وأوضح وحيد حامد أنه كانت هناك منافسة بين أبناء جيله مثل الكاتب أسامة أنور عكاشة, وحسن زايد, وكرم النجار, ومصطفي محرم, وبشير الديك, حيث كانت هذه المنافسة شريفة, وعندما يشاهد أحدهم فيلما مميزا لآخر كان يتمني تقديمه ويظل يبحث عن الأفضل, ليستطيع أن يكون علي قدر منافسة هؤلاء العمالقة. وأضاف وحيد حامد أن هناك خطأ دارجا في الفن وهو أن النجم يختار كتابه وفريق العمل بأكمله وهنا نجد أن المنظومة بأكملها قائمة علي الخطأ ليس بسبب ورش السيناريو فقط, ولكن تحكمات النجوم أيضا, مشيرا إلي أنه خلال تصوير مسلسله في التليفزيون كان يشترط ألا يقوم الفنان بالعمل في عملين معا, فلا يجوز أن يجسد في مسلسله قاضيا وفي آخر لصا, وهنا يكون الدوران عكس بعضهما, مما يتشتت انتباهه, وبالتالي كان لا يتعاون مع أي فنان من هؤلاء, مؤكدا أن الأمور وصلت لدرجة أن بعض الفنانين كانوا يرونه قاطعا للأرزاق. وأشار إلي أن هناك عددا من الأساتذة الذين تعلم منهم علي مدار مشواره التأليفي ومنهم المخرج الإذاعي الراحل مصطفي أبو حطب, وكان من ذوي الاحتياجات الخاصة. أما بالنسبة للمسرح فقد استفاد من الراحل سمير خفاجة الذي علمه كيف يكتب شيئا مهذبا, ونصحه بألا يهين الجمهور, بينما تعلم من الراحل ألفريد فرج, عندما كتب حامد مسرحيته الأولي آه يا بلد تحمس له ألفريد الذي كان يعرض له مسرحية سليمان الحلبي علي المسرح القومي, وقال له إنه كتبها14 مرة حتي تطابقت آخر نسختين معا, وهنا تعلم منه أن يراجع نفسه حتي لا يراجع وراءه أحد. وأشار حامد إلي أنه استفاد من عدد كبير من السينمائيين الذين تعاون معهم, وهناك شخصيات عادية يدين لها بالفضل وشكلت جزءا من تكوينه الثقافي وهم باعة الكتب في شارع درب الجماميز. وأضاف وحيد حامد أنه كان لا يرجح فكرة تحويل الروايات الأدبية إلي أعمال تليفزيونية حتي عرض عليه رواية الراقصة والسياسي للأديب إحسان عبد القدوس, حيث قامت الفنانة نبيلة عبيد بشرائها من مؤلفها, وكتبها أحد المؤلفين, لكن لم يعجب بها, وعرض منتج العمل كتابة الفيلم, لكنه اعتذر فرد عليه المخرج قائلا: أمال إزاي أنت أكبر كاتب فداعبه حامد قائلا أكتبها بصباع رجلي, مشيرا إلي أنه عندما قرأ الرواية وجد أنه لا بد أن يكون للكاتب خيال واسع عندما وجد جملة كل واحد يرقص بطريقته إنت بلسانك وأنا بوسطي. وفيما يخص نهاية مسلسله بدون ذكر أسماء المفتوحة قال حامد إن معظم الأعمال الأدبية نهايتها مفتوحة, مؤكدا أنه عرض الواقع لكي يفكر الجمهور في الحل وجعل الانتصار للحب والإنسانية بدليل أن الاثنين المخلصين جمعهما في آخر مشهد, وكان متأثرا بذلك, كما أن مخرج العمل تامر محسن نجح في أن يقدم الأمر بشكل, أما بالنسبة للشخصيات الأخري فهم الحشرات ونهايتهم مفتوحة, لأنهم جالسون وسطنا, وحينما ينتهون من الحياة سنضع لهم نهاية. وأضاف أنه انتهي من كتابة الجزء الثالث من مسلسل الجماعة وشاركه د.حمادة حسني الذي تعاون معه في البحث في الجزء الأول والثاني, مشيرا إلي أنهما بذلا جهدا في الجزء الثالث, ولكن الجهة المنتجة تقاعست ولا ندري الأسباب. وحول عدم تعاونه مع ابنه مروان حامد, أشار إلي أنه يتمني العمل مع المخرج مروان حامد, ولكنه هو يرضي بذلك أولا.