ماذا تفعل المرأة عندما تجد نفسها محاصرة في زواج بلا حب مع شخص يدفعها للجنون؟ طرحت المخرجة القبرصية تونيا ميشالي من خلال فيلمها وقفة المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي عرض أمس بالمسرح الكبير في حضور تونيا وبطلة الفيلم ستيلا فيروجيني. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية إلبيدا وهي امرأة في منتصف العمر تعاني من أزمة نفسية بسبب زوجها الذي يعاملها بقسوة ولا يراعي مشاعرها واحتياجاتها بأي شكل من الأشكال, وتهرب ألبيدا من أزمتها بالخيال لكنها تفقد بعد ذلك القدرة علي التفرقة بين ما هو واقعي وما هو خيالي, ولا تجد لديها الشجاعة للرحيل عن زوجها. وقالت تونيا مخرجة الفيلم إنه علي الرغم من ضعف إلبيدا وعدم قدرتها علي الرحيل إلا أنها تعتبر هذا الفيلم رسالة لكل النساء مثلها تشجعهم علي الرحيل ومواجهة المجتمع حتي لا يصل بهن الحال لهذا التدهور النفسي والعقلي, مشيرة إلي أنها اختارت هذه القصة بالتحديد لتقديمها في أول فيلم روائي طويل لها لأنها تميل دائما للتركيز علي مشكلات المرأة والضغوط التي تواجهها من المجتمع في قبرص ودول الشرق الأوسط بالتحديد. وأشارت إلي أنها كانت تريد من المشاهد أن يشعر بكل ما تشعر به ألبيدا ويعيش معها مأساتها ولذلك تركت له المساحة لتحديد أي من المشاهد المقدمة هو خيال وأيها حقيقة تحدث فعليا ولهذا يشعر أحيانا أنه لا يستطيع التفرقة بين الاثنين كما يحدث مع ألبيدا بالضبط عندما يتطور مرضها وأزمتها النفسية. وقالت تونيا فيلمي يعتبر من الأفلام قليلة التكاليف حيث إنها كانت تعرف جيدا أن الدعم المقدم من الدولة في قبرص لن يكون كبيرا ولذلك كانت تفكر في هذا أثناء كتابة السيناريو وحرصت علي التفكير خارج الصندوق والالتزام بتقديم شخصية واحدة رئيسية مع عدد قليل من الشخصيات الثانوية وأن يكون التصوير في مواقع محدودة بحيث تكون تكلفة إنتاج الفيلم قليلة وبالفعل لم تتعد قيمة ميزانية الإنتاج200 ألف يورو وهي ميزانية صغيرة. وأضافت بطلة الفيلم ستيلا أنها ممثلة مسرح بالأساس, والمسرح من وجهة نظرها هو الأصعب, وأنها قدمت للسينما ما يقرب من10 أفلام, لكن الإنتاج السينمائي في قبرص يعتبر قليلا جدا نتيجة لعدم توفر المال اللازم لتمويل إنتاج الأفلام, مضيفة أنها استمتعت بأداء شخصية ألبيدا علي الرغم من صعوبتها وأنها تعتبر شخصية مختلفة عنها تماما باعتبارها امرأة مستقلة استطاعت أن تكمل تعليمها ودعمتها أسرتها واتجهت للتمثيل وتعمل فيه الآن منذ أكثر من26 عاما, مشيرة إلي أن أي امرأة معرضة لأن يحدث لها ما حدث لألبيدا ولكن لا بد من مواجهة هذا وأن تقرر المرأة مصيرها.