أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأييد مصر لجهود الاندماج علي مستوي القارة الإفريقية في كل المجالات, بما فيها ربط القارة ببنية تحتية متطورة من الطرق والسكك الحديدية, مما يتيح التكامل بين الدول الإفريقية بأبعاده المختلفة الاقتصادية والاجتماعية ليكون الطريق الأمثل لتنمية دول القارة. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع إيلين جونسون رئيسة ليبيريا السابقة, ورئيسة الفريق الإفريقي رفيع المستوي المعني بالهجرة, وذلك بحضور كل من سامح شكري وزير الخارجية ونبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج, وسفير ليبيريا بالقاهرة. وشدد الرئيس علي إيمان مصر بأهمية التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية وتحرير التجارة البينية بينها, ليس فقط بإبرام اتفاقيات للتجارة الحرة ولكن أيضا بتطبيق إجراءات عملية علي أرض الواقع تكون بمثابة آليات تنفيذية فاعلة لتلك الاتفاقيات وتعظممن قيمتها, وفي مقدمتها اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية, منوها باستضافة مصر عددا من الفعاليات الاقتصادية الإفريقية خلال الفترة المقبلة, في إطار الاهتمام بتفعيل وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول القارة, كمؤتمر الاستثمار في إفريقيا ومؤتمر وزراء التجارة الأفارقة ومعرض التجارة البينية الإفريقية. وأفاد السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم الرئاسة, بأن الرئيس بحث مع إيلين عددا من الموضوعات المتصلة بجهود التكامل الإفريقي, خاصة مسائل حرية تنقل الأشخاص في إفريقيا, واتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية. ونوه المتحدث إلي أن الرئيس رحب في بداية الاجتماع بلقاء إيلين, مبينا اهتمام مصر بمعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية بالقارة الإفريقية, لا سيما في ضوء الرئاسة المصرية المرتقبة للاتحاد الإفريقي العام المقبل2019, منوها بأن حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها المحيط الإقليمي, فضلا عن النزاعات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية, تمثل أحد العوامل الرئيسية لتفاقم تلك الظاهرة مؤخرا. من جانبها, أشادت إيلين بالتحركات المصرية البناءة والإيجابية علي المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف للتعامل مع مختلف التحديات التي تواجه جهود التنمية بالقارة الإفريقية, بما فيها ظاهرة الهجرة غير الشرعية, لا سيما في ضوء نجاح مصر الملحوظ مؤخرا في مواجهة تلك الظاهرة وعدم تسجيل أي حالة للهجرة غير الشرعية منذ عام2016 وحتي الآن. وأعربت عن تطلعها للتعاون مع مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي للعمل علي الحد من التأثير السلبي لتلك الظاهرة والدفاع عن مصالح القارة في المحافل الدولية, مثمنة ما تتمتع به مصر من إمكانات تؤهلها لنقل هذه التجربة إلي نظرائها من الدول الإفريقية. كما استعرضت الجهود الحالية ذات الصلة للفريق الإفريقي رفيع المستوي المعني بالهجرة, والذي يسعي بشكل أساسي إلي الدفع بقضايا الهجرة إلي قمة أولويات الدول الإفريقية ومساندة جهودها في ذلك المجال, خاصة من خلال إعداد الدراسات اللازمة, وصياغة سياسات الهجرة, والمساعدة علي حشد الموارد المطلوبة في هذا الخصوص, معربة عن أملها في تعميم تجربة الدول الأعضاء بالتجمع الاقتصادي لإقليم غرب إفريقيا إيكواس علي جميع أقاليم القارة في مجال الاندماج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, والتي عايشتها عن قرب إبان فترة رئاستها لدولة ليبيريا.