تكتسب الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي ألمانيا أهمية خاصة, لا سيما وأنها تأتي في ظل علاقات إستراتيجية متميزة وشراكة من طراز فريد بين البلدين تشكلت معالمها بجذور قوية للعلاقات الراسخة بين البلدين والتي باتت أكثر تميزا خصوصا بعد ثورة30 يونيو, وأصبحت أكثر تميزا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكد دبلوماسيون وخبراء, أن العلاقات المصرية- الألمانية إستراتيجية وفريدة وفي تطور مستمر وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم, وأنها علاقات متنوعة تشمل جميع المجالات, موضحين أن الكهرباء والغاز ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية من أبرز مجالات التعاون بين البلدين, وأن الزيارة ستتركز علي زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر, مشيرين إلي أن هناك توافقا بين البلدين بشأن حل الأزمات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية بما يحقق الاستقرار والأمن في العالم. الدفء قاد العلاقات بين البلدين نحو مزيد من التميز في عهد الرئيس السيسي ليس من شك في أن علاقات إستراتيجية تجمع بين دولتين كل منهما تلعب دورا محوريا في محيطها الإقليمي, مصر في محيطها العربي والإفريقي والشرق أوسطي والمتوسطي, وألمانيا بحكم أنها تمثل عصب الاقتصاد الأوروبي. ويقول السفير محمد حجازي سفير مصر السابق في ألمانيا: إن العلاقات توطدت بين القيادة السياسية في البلدين في أعقاب ثورة30 يونيو; حيث استقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس عبد الفتاح السيسي في3 يونيو2015, وهي زيارة كانت محورية, وتم خلالها توقيع الاتفاقيات الإستراتيجية لتوليد الكهرباء من خلال محطات ثلاث لتوليد الطاقة في مصر, أنشأتها شركة( سيمنس) الألمانية بالتنسيق مع الشركات المصرية, وتم افتتاحها خلال عام ونصف العام بعدما كان مقدرا لها3 سنوات, فيما شكل بحسب وصف جو كيزر رئيس مجلس إدارة شركة( سيمنس) واحدة من أهم العمليات الخارجية. ويضيف السفير حجازي, أنه بالإضافة لهذا الملف المهم, هناك تعاون اقتصادي واستثماري ألماني مهم مع مصر, وتبادل تجاري رئيسي في حدود4 مليارات يورو, بالإضافة للاستثمارات الألمانية في قطاعات النفط والغاز والتي تقدر بنحو2 مليار يورو, علاوة علي الدعم الفني من جانب الحكومة الألمانية في مجال التدريب والتأهيل وإعداد الكوادر ومشروعات الري والزراعة, إلي جانب التعاون التعليمي الممتد عبر عشرات المدارس الألمانية وحتي المرحلة الجامعية, علاوة علي التعاون في مجال السياحة والآثار; حيث تعمل في مصر منذ مطلع القرن الماضي بعثة الآثار الألمانية الشهيرة. ويقول السفير حجازي: إنه بالنظر إلي مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة ألمانيا إفريقيا في يونيو2017 سنجد أن العلاقات تتنوع فيما هو ثنائي وإقليمي مهم وإفريقي, وهي علاقات تتسم بالأهمية الإستراتيجية بحكم ما يمكن للدولتين أن يحققا علي صعيد تسوية الأوضاع في المنطقة, ولألمانيا دور مهم في تسوية الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن, كما تتعاون الدولتان في مجال مكافحة الإرهاب, والصناعات الإستراتيجية والنقل والسكك الحديدية. ويقول: إن الدور المصري والتعاون في مكافحة الإرهاب يمتد لمواجهة الهجرة غير الشرعية وهو الهاجس الذي يؤرق ألمانيا وأوروبا, ومصر من الدول التي واجهت هذه الظاهرة بإجراءات تشريعية وأمنية وتعزيز خفر السواحل, مشيرا إلي أن هذا الملف سيكون محوريا في مباحثات الزعيمين السيسي وميركل; حيث سينقل الرئيس السيسي تطور مصر الأشمل في مواجهة هذه الظاهرة من خلال تدابير اقتصادية وتنموية وليست عسكرية وأمنية, وإتاحة قنوات للهجرة الشرعية تحول دون استمرار تلك التدفقات. أكبر إنجاز إيجابي من جانبه, يقول السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن أكبر إنجاز إيجابي للغاية بين الجانبين هو إنشاء ألمانيا لثلاث محطات كهرباء تنتج إجمالي الذي ننتجه من الكهرباء, واحدة في العاصمة الإدارية والثانية في بلبيس والثالثة في بني سويف, وهو يمثل إنجازا عملاقا مشتركا, وتتكلف كل محطة2 مليار يورو, ويديرها الألمان لفترة ويقومون بتدريب5 آلاف شخص بين عمال ومهندسين, مشيرا إلي أن مشروعات محطات الكهرباء بدأت بعد مؤتمر شرم الشيخ2015, وهو إنجاز ضخم يحل مشكلة الكهرباء في مصر حلا جذريا ومن الممكن أن نبدأ في التصدير, وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا ستتركز علي بحث مزيد من الاستثمارات, وأشار إلي أن الأنفاق العملاقة تحت قناة السويس الألمان مشاركون فيها بالمعدات الحديثة والخبرة. وبالنسبة للتعليم, يؤكد السفير رخا أن هناك4 مدارس ألمانية في مصر منها مدرستان موجودتان منذ80 سنة وهناك مدرسة بالإسكندرية إلي جانب الجامعة الألمانية. وأوضح أن السياحة الألمانية إلي مصر منتظمة, وأن شريحة كبيرة من الطبقة المتوسطة مغرمون بالبحر الأحمر وشرم الشيخ ويأتون إليها في الصيف. وأضاف أن الألمان لديهم خبرات كثيرة في مجال الثروة الحيوانية والزراعة المتقدمة ويمكننا الاستفادة منها. تنوع مجالات التعاون يقول د.أشرف سنجر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن العلاقات المصرية الألمانية شهدت تطورا كبيرا منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الحكم نظرا لتنوع سبل التعاون بين البلدين. ويشير إلي أن ألمانيا تنظر لمصر علي أنها دولة مستقرة, وتسعي لدعم الدولة المصرية كدولة حديثة متطورة في مجالات عدة; حيث قدمت ألمانيا للقوات المسلحة المصرية أسلحة حديثة في مجال البحرية; حيث شهد2017/8/8 استلام البحرية المصرية غواصات ألمانية حديثة, موضحا أن ألمانيا تحرص علي نقل التكنولوجيا العسكرية لمصر, مشيرا إلي أن الدول الكبري مثل: ألمانيا لا تعطي سلاحا متطورا إلا بعد التأكد من أنه للدفاع وليس الهجوم. وفي مجال الاستثمارات, يقول: إن التبادل التجاري يصل إلي4 مليارات يورو بين البلدين, مشيرا إلي أن الاستثمارات الألمانية المباشرة في الاقتصاد المصري بلغت641 مليون دولار في1080 مشروعا متعددا, والاستثمار المصري في ألمانيا بلغ35.5 مليون دولار مما يعكس التبادل الإيجابي بين البلدين, بينما بلغت المحفظة المالية الجارية نحو1.6 مليار يورو وهي مجمل الاستثمارات المصرية والألمانية. ويضيف أن ألمانيا قدمت150 مليون يورو قروضا ميسرة من خلال توقيع اتفاق مع د. سحر نصر لدعم سوق العمل والمشاريع متناهية الصغر. علاقات قوية وإستراتيجية من جانبه, يقول السفير محمد العشماوي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن العلاقات المصرية الألمانية قوية جدا, وألمانيا من أوائل الدول التي تعاونت معها مصر منذ بدء العلاقات الدبلوماسية مع العالم الخارجي, مشيرا إلي أنها علاقات قديمة وإستراتيجية في العصر الحديث.