ترددت نادية في الزواج من وليد الشاب الذي لا يعمل رغم حصوله علي مؤهل عال لسابق معرفتها به خاصة أنه شاب مدلل من والدته وأسرته وأن علاقته بوالدته غير طبيعية وأنه يقدسها واعتاد أن ينفذ كل ما تطلبه منه في الحال. وبعد ضغط من أسرتها وافقت عليه لان والدها يري فيه عريسا جاهزا ماديا من مرات والده. وافقت نادية وتمت الخطبة وحاولت التأقلم علي الوضع وتقبل العريس والتعامل معه باعتباره مطلبا أسريا ربما يرون فيه ما لا تراه والعريس يهمه استكمال الزواج علي خير والفوز بالفتاة الجميلة دون النظر إلي أنها أصبحت شريكة حياته وأن من حقها ان تعرف كل شيء عنه وان يكون لها رأي مؤثر بالنسبة له. مرت فترة الخطبة ثقيلة علي الطرفين انتظارا لإتمام الزواج لاستعداد جميع الأطراف للحدث وبعد تأثيث عش الزوجية علي أفضل ما يكون تم الزواج في حضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء وكان الكل يتحدث في الفرح عن الزواج الموفق دون معرفة ما في النفوس. بعد مرور عدة أيام بدت فيها السعادة علي الزوجين للأهل والأقارب, حاولت نادية التعايش مع الواقع بعد ان لاحظت ان زوجها يجلس مع والدته التي تسكن في الطابق الأول للمنزل معظم الوقت وانه كثيرا ما تتغير معاملته لها كلما عاد من عندها معتقدة انه يتلقي تعليمات سلبية منها مما تسبب في توترها باستمرار وتشاؤمها من نزوله الي والدته. بمرور الوقت توترت العلاقة بين الزوجين فكان لابد من المواجهة فحدثت مشادات كلامية كثيرة انتهت بمشاجرات في بعض الأحيان وغضب نادية عند أسرتها ثم سرعان ما تعود بعد تدخل والدتها لعلاج المشاكل بينهما ونصحها لابنتها بالصبر والتعايش مع الوضع القائم خاصة أنها تحمل طفلا بين أحشائها. جاء الطفل ليملأ حياة نادية بهجة وسعادة وتذرعت بالصبر من أجله واستمر هذا الوضع عدة سنوات امتنعت فيها عن الإنجاب مكتفية بطفلها الذي كبر ودخل المرحلة الابتدائية. وكان الإحساس بعدم وجود رجل في حياتها إحساسا قاتلا فجاءت عليها أوقات كثيرة بكت فيها حزنا علي حياتها وعمرها الذي مر دون حياة حقيقية, وبين الفينة والأخري حاولت أن تقنع نفسها بأنها أفضل من أخريات, فابنها وإن كان يري أباه مرة واحدة في اليوم أفضل من عدم وجود أب علي الإطلاق. بمرور السنين كانت نادية استنفدت كل الحجج أمام نفسها فحالتها النفسية أصابتها ببعض الأمراض وكان البكاء يحل عليها بصوت مرتفع فاقتنعت أسرتها أخيرا بأنها لو استمرت في حياتها مع هذا الرجل ربما تصاب بمرض خطير يودي بحياتها فشجعوها علي طلب الطلاق. رفض الزوج رفضا شديدا محاولا استمالتها خوفا علي فقدان الابن إلا أنها أصرت علي طلب الطلاق وتكرر هذا الموقف ثلاث مرات علي مدي عامين حاول فيهما وليد التقرب من زوجته إلا انه كان قد سقط من نظرها من الأساس لكنها كانت تتحمل بضغط من الجيران واقارب الزوج هذه المرات بعد ان رفعت أسرة نادية يدها عن التدخل في خلافاتهما وترك حرية التصرف لها. ذات يوم تعرضت نادية لظروف صحية تطلبت إجراء جراحة عاجلة فتركها زوجها بحجة ان ظروفه المادية لا تسمح بإجراء الجراحة فتدخلت أسرتها ونقلتها الي مستشفي خاص لإجراء العملية علي نفقتهم ولم تعد بعدها نادية الي المنزل وأثناء ذلك وبعد نجاح العملية تم الاتفاق بين نادية وأسرتها علي ضرورة خلع الزوج لتيقنهم أنه سيرفض طلاقها بمحض إرادته فاصطحب والد نادية الذي كان اكبر المؤيدين لزواجها من وليد في البداية ابنته الي محكمة الأسرة لرفع دعوي خلع تاركين له الجمل بما حمل.