حققت القمة المصرية السودانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره عمر البشير بالخرطوم أهدافها; حيث تم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي تم الاتفاق عليها خلال أعمال اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة, وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي, بالعلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين مصر والسودان, وما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط ثقافية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ, مؤكدا حرصه علي مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة لاسيما علي الصعيد التنموي, مثمنا نجاح اجتماعات لجان وآليات التعاون بين الوزارات من الجانبين, والاجتماعات التحضيرية للجنة الرئاسية, في التوصل إلي قرارات واتفاقات تخدم مصالح الدولتين وشعب وادي النيل. وفيما قرر الرئيس السوداني عمر البشير إلغاء حظر دخول المنتجات المصرية إلي السودان, رحب المجلس التصديري للحاصلات الزراعية والمجلس التصديري للصناعات الغذائية برفع السودان الحظر علي السلع والمنتجات المصرية بعد توقف دام قرابة العام بما يسهم في زيادة الصادرات المصرية في المرحلة المقبلة, مؤكدين أن تلك الثمار جاءت نتيجة الجهود التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي, متوقعين أن تعود حركة التصدير قبل نهاية العام الجاري. وأشار الرئيس البشير إلي ما يربط الشعبين من مصير مشترك, وما يجمع البلدين من علاقات تاريخية وممتدة, مشيدا بالتطورات الإيجابية التي شهدتها تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة, مؤكدا حرص بلاده علي تفعيل مختلف أطر التعاون المشترك مع مصر, واستثمار ما يتوفر لدي البلدين الشقيقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجا يحتذي به في الترابط والتعاون. وأكد الرئيسان أن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة علي صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين, وتأكيدا للخط الصاعد في العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح شعبي وادي النيل, والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر, ويؤكد الثقة الآخذة في التنامي بين البلدين. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, حرصه علي الاستمرار في دفع وتعزيز مسيرة العلاقات الثنائية بين مصر والسودان الشقيق. جاء ذلك في كلمة الرئيس خلال جلسة المحادثات الموسعة التي عقدت أمس, ضمن فعاليات الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة المصرية السودانية علي المستوي الرئاسي المنعقد حاليا بالخرطوم. وأشار الرئيس إلي أن حفاوة الاستقبال التي لقيها والوفد المصري تعكس مدي متانة وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وأوضح الرئيس أن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة الرئاسية المصرية السودانية يعد تتويجا لجهد مشترك وعمل دءوب استمر وتم تنسيقه بشكل كامل من مسئولي الجانبين في إطار الرؤية الإستراتيجية المشتركة أو الشراكة بين البلدين والتي تم التوقيع عليها في.2016 وأشار الرئيس السيسي, إلي أن الاجتماعات المثمرة التي عقدها مسئولو البلدين قبل انعقاد هذه الجلسة الموسعة قد أظهرت التقارب في وجهات النظر ومدي الفهم المتبادل بين مسئولي الدولتين, كما أكدت وأظهرت الحزم المؤكد لبلدينا الشقيقين علي استكمال مسيرة تعاوننا المشترك لما فيه من خير ومصلحة شعبي وادي النيل العظيم. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي, موجها حديثه للرئيس السوداني عمر البشير: نؤكد فخامة الرئيس علي أن هذا الفهم المتبادل والتقارب في وجهات النظر يعكس حقيقة واضحة أكدها التاريخ المشترك الطويل للبلدين, وأثبتها الواقع الحالي وزادها وضوح مستقبلهما المشرق, ألا وهي تحقيق مصالح شعبينا وبلدينا, وهذا التطابق الذي يجعل من استقرار وأمن السودان الشقيق جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.. ويجعل من تنمية ورخاء مصر أحد الأسس الرئيسية لأمن ورخاء الشعب السوداني الشقيق. وأضاف الرئيس السيسي: وإعمالا لهذا التوجه شهدت الفترة الماضية خطوات متعددة نحو تفعيل ما سبق وما تم الاتفاق عليه من مشروعات, وإذ يجري العمل حاليا بشكل حثيث من أجل تنفيذ مشروع الربط الكهربائي, كما تم التباحث حول إقامة مشروع لربط خطوط السكك الحديدية, وهي مشروعات إستراتيجية طال انتظارها. وتابع الرئيس السيسي: والحقيقة بتنفيذ هذه المشروعات ستكون هناك نقلة نوعية في العلاقات وتيسير حركة الأفراد وانتقال السلع والبضائع بين البلدين, وهذا ما نتطلع إليه, ويكون دافعا قويا لإقامة المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة. وأشار السيسي, إلي أن مسيرة العمل المشتركة بين البلدين تؤكد أنها انطلقت منذ فجر التاريخ وتزداد كل يوم قوة عن اليوم السابق, وهذا يعظم ويزيد من تشابك المصالح ويحقق فرص التكامل بين البلدين, بما يعود بالنفع والرخاء علي شعبي وادي النيل, لافتا إلي أن ذلك سيشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف سيرا علي هذا النهج. وفيما يخص التعاون الاقتصادي والتجاري, قال الرئيس السيسي خلال كلمته الحقيقة.. ما نواجهه من تحديات اقتصادية وما يمر به العالم من تقلبات في هذا الخصوص يدفعنا إلي التفكير في سبل تعاوننا علي هذا الصعيد, ونحن تحدثنا فخامة الرئيس أثناء لقائنا الثنائي علي أن يكون لدينا طموح يركز أولا علي تحقيق ما يكفي لتلبية احتياجات الشعبين المصري والسوداني قبل التفكير في الانطلاق إلي الأسواق العالمية. وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان, قائلا: حزمة الاتفاقات التي سيتم التوقيع عليها خلال هذا الاجتماع اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان علي المستوي الرئاسي تشكل أرضية صلبة في تعزيز علاقاتنا في مختلف المجالات, وتمثل بذلك قيمة مضافة حقيقية وجديدة لما سبق وأن أبرمه البلدان من اتفاقيات في مختلف المجالات, وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان. وأضاف الرئيس السيسي: الحقيقة.. العالم اليوم لا يعتد إلا بالتكتلات, لا ينظر ولا يحترم ولا يقدر إلا التكتلات الاقتصادية الكبري, وهذا يفرض علينا دائما أن نتحدث بصوت واحد من أجل مواجهة تلك التحديات. وأوضح أن مصر والسودان تمتلكان الموارد والإمكانيات التي تؤهلهما لذلك, وهو ما يندر وجوده في دولتين متجاورتين. وقال: المقومات التي نتحدث عنها بين مصر والسودان يندر وجودها بين دولتين آخريين, فإذا استطعنا من خلال التعاون والمشروعات المختلفة أن نلبي احتياجات شعبي وادي النيل بمصر والسودان سيكون أمرا عظيما جدا. وقال الرئيس السيسي, مخاطبا الرئيس البشير: الحقيقة فخامة الرئيس أن تعزيز التبادل التجاري والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين بلدينا سيعود بالنفع المتبادل علي الشعب المصري والسوداني, وسيسهم في رفع قيمة الاستثمارات المتبادلة بما يوفر مزيدا من فرص العمل لأبناء وادي النيل, وهذا أمر نحن نثق أنه سيكون في صدارة اهتمامات السودان خلال المرحلة القادمة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: نحن لدينا ثقة كبيرة جدا في أن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة اليوم, سيكون بمثابة انطلاقة إضافية جديدة علي صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين بلدينا الشقيقين وبما يسهم في تحقيق مصالح شعبي وادي النيل, ويزيل أي معوقات أمام الانطلاق لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء ويؤكد الثقة المتنامية في مواقف وسياسات كل من الدولتين تجاه الأخري. وفي ختام كلمته, عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شكره للرئيس السوداني عمر البشير علي حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة.