تختتم اليوم فعاليات أعمال الندوة التي نظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين, والتي بحثت القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا, من خلال نقاشات مستفيضة شارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب. ومن المقرر أن تشمل توصيات الندوة وضع آليات للوصول إلي رؤي مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا, ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم, كمواطنين فاعلين ومؤثرين, مع الحفاظ علي هويتهم وخصوصيتهم الدينية. وتنبه الندوة إلي ضرورة تجاوز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين, وصولا إلي فهم مشترك, يقوم علي رؤية موضوعية وأسس علمية, بعيدا عن النظرة الاتهامية التي تروجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام, علاوة علي أهمية الاستفادة من بعض تجارب التعايش الناجحة, مثل مبادرة بيت العائلة المصرية والتجربة السويسرية. وشهدت جلسات اليوم الثاني مناقشات ساخنة وحضورا قويا لزعماء ورؤساء عدة دول سابقين, وحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, رئيس مجلس حكماء المسلمين, حيث قال فالديس واتلز الرئيس السابق لجمهورية لاتفيا: إن محاولات تغيير المعتقدات والثقافة ستواجه بالمقاومة لأن العقل البشري متشبث بها, واستمرار هذه المحاولات سيؤدي إلي قتل هذا العقل الذي تكمن فيه تلك المعتقدات, بما يهدد الحياة الإنسانية, مضيفا أنه يجب احترام جميع الأديان وألا يحاول دين قهر الآخر, وأن يفهم الجميع أن الأديان مكملة لبعضها البعض لأنها تخرج من مشكاة واحدة, ولذا يجب التعاون بعيدا عن نظرية صراع الحضارات. ولفت فضيلة الدكتور شوقي علام, مفتي الديار المصرية, إلي أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر, كان سباقا إلي دمج المجتمع المصري بكل طوائفه من خلال تجربة بيت العائلة المصرية الرائدة التي تستحق أن تكون نموذجا عالميا للتعايش المجتمعي, مشيدا بجولات فضيلة الإمام الخارجية التي صححت المسار ورسخت سبل الحوار والسلام العالمي.