لليوم الثاني علي التوالي تتواصل فعاليات الندوة الدولية الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل, والتي تنعقد برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالقاهرة بمشاركة عدد كبير من المتخصصين وزعماء دول, حيث تؤكد اهتمام الإسلام بالحوار مع الآخر, ونشر ثقافة السلام وحوار الحضارات, وتبحث القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا للوصول إلي رؤي مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا, ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم, كمواطنين فاعلين ومؤثرين, مع الحفاظ علي هويتهم وخصوصيتهم الدينية. وانتفض المشاركون أمس خلال المناقشات برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف, رئيس مجلس حكماء المسلمين, ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة التي ألصقت الأعمال الإجرامية بدين الوسطية زورا وبهتانا, حيث انتقد الطيب خلال كلمته ما سماه الصمت الرهيب في الشرق علي الإرهاب والذي تسبب في إلحاق تهم الإرهاب بالإسلام, مؤكدا اقتناعه الكامل بأن الشرق كأديان وحضارات ليست له أي مشكلة مع الغرب سواء مفهومه المسيحي أو مفهومه كحضارة علمية علمانية مادية. وقال: إن تعقب أسباب الإرهاب, والبحث عن علله القصوي ليس محله الإسلام ولا الأديان السماوية, أما محله الصحيح فهو الأنظمة العالمية التي تتاجر بالأديان والقيم والأخلاق والأعراف في أسواق السلاح والتسليح وسياسات العنصرية البغيضة والاستعمار الجديد. وقال فضيلة الإمام الأكبر: إن القرآن يعلمنا أن التعارف هو قانون العلاقات بين الأمم والشعوب, مبينا أن انفتاح الأزهر علي كل المؤسسات الدينية الكبري في أوروبا حديثا, والتجاوب الجاد المسئول من قبل هذه المؤسسات الغربية أقوي دليل علي إمكان التقارب بين المجتمعات الإسلامية في الشرق والمجتمعات المسيحية في الغرب, وأن هذا التقارب حدث ويمكن أن يحدث. وأكد أن المشكلة تكمن في هذه القوة العالمية التي يملؤها الشعور بالغطرسة وبحق السيطرة علي الآخرين وتسخيرهم لتحقيق مصالحها ومنافعها الخاصة, انطلاقا من الشعور بأنها الحضارة الأرقي والأنقي, وصاحبة الحق المطلق في سيادة الشعوب وقيادتها.. معتبرا هذه عين الذرائع التي تذرع بها الاستعمار القديم وبرر بها انقضاضه علي مقدرات الشعوب وثرواتها. من جانبه, قال إيف ليتريم, رئيس الوزراء البلجيكي السابق: إن هناك عدة عوامل أدت لزيادة التعصب الديني في الفترة الأخيرة, ولا حل لهذا التعصب سوي التعليم والتثقيف, والاعتماد علي مشروعات ملموسة بين القيادات الدينية يسهل تنفيذها علي أرض الواقع. وقال: إنه يجب تعزيز الحوار بين الأديان لمواجهة الجدل والخلاف الحالي, وإتاحة الفرصة للتعبير والتعاون والعمل مع المسلمين داخل المجتمع الغربي, حيث إنه لا بديل عن ذلك. بينما ذكر فيليب فويانوفيتش, رئيس دولة الجبل الأسود السابق, أن الإسلام هو ثقافة وحضارة تقوم علي رفض العنف واحترام الآخر, موضحا أن الرسالة السامية للأديان السماوية قد يساء استخدامها نتيجة الفهم الخاطئ من بعض المنتسبين للأديان, وهو ما حدث بالفعل مع الإسلام, مطالبا المجتمع المسلم والأئمة بمواجهة هذه الإساءة ومجابهة الإرهاب من منطلق رسالتهم الوسطية القائمة علي التعاليم الصحيحة للإسلام. وشدد رئيس الجبل الأسود السابق, علي ضرورة تعزيز الحوار بين الأديان لأنه يساعد علي التناغم والتعاون داخل المجتمعات, ويعزز قيم التسامح والسلام, مؤكدا أن السلام هو الرسالة الأساسية للإسلام, مضيفا أن الإسلام هو من أكثر الأديان تقديرا علي مستوي العالم.