لقاء الوداع

ضاقت بها الحياة بعدما فرق الموت بينها وبين زوجها الأول الذي انتقلت من قرية أسرتها للعيش معه بمسكنه بإحدي قري مركز طوخ حالمة بتكوين أسرة كبيرة تتزين بالبنين والبنات ولكن إرادة الله لم تحقق آمالها حيث حرمت من نعمة الذرية التي كانت السبب في شعورها بالغربة داخل مسكنها.
وبمرور الوقت تزوجت م والتي كانت في منتصف عقدها الثالث للمرة الثانية ولكن هذا الزواج لم يستمر كثيرا حيث انفصلت بعد عدة أشهر بسبب الخلافات العائلية فزادت نقمة المرأة علي حياتها وتوترت علاقتها بعائلتها بسبب رفضها العودة للإقامة بمنزلهم بمركز بنها وفضلت الاستقرار بعيدا عنهم. كانت م تتكسب رزقها من بعض الأعمال البسيطة وتنقلت كثيرا بين المحال والمصانع مقابل راتب ضئيل تنفقه علي متطلباتها الأساسية حتي تعرفت علي أحد العمال معها وتوطدت علاقتهما ببعض حتي وقع في حبها وكانت زيجتها الثالثة وقد دخلت في بدايات عقدها الرابع ويئست من الإنجاب ففضلت العيش مع زوجها حياة هادئة ولكن الحياة لم تستمر كثيرا بعدما فرق الموت بينها وبين زوجها للمرة الثانية.
أسودت الدنيا في عين المرأة الأربعينية وملت من حياتها البائسة حتي تعثرت قدماها في أحد جيرانها بالمنطقة يدعي أشرف. أ فهو رجل أربعيني يعمل سائقا كان يراقب أحوالها من بعيد خاصة أن لديه مشاكل أسرية انتهت بالانفصال عن زوجته والعيش وحيدا داخل شقته.
تعددت الأحاديث بين المرأة والسائق يشكي كل منهما حاله للآخر حتي توطدت العلاقة بينهما وتطورت العلاقة بينهما سريعا فكانا يلتقيان خارج المنطقة محل سكنهما بعيدا عن أعين جيرانهم وفي إحدي المرات اتفقا علي اللقاء داخل منزل السائق وفي الوقت المحدد حضرت م إلي شقة السائق علي قدميها لتخرج ملفوفة في كوفرته جثة هامدة.
بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف عقب تلقي العميد فوزي عبد ربه مأمور مركز طوخ بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة مجهولة الهوية لامرأة وسط الأراضي الزراعية بقرية زاوية بلتان.
وبانتقال المقدم أحمد سامي رئيس مباحث مركز طوخ وبإجراء مناظرة للجثة تبين أن المتوفاة ترتدي ملابسها وهي عبارة عن عباية ريفية ولا توجد بها أي آثار لإصابات ظاهرية.
وبإخطار العميد علاء فاروق مدير إدارة البحث الجنائي بالواقعة تم عرض البلاغ علي اللواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية الذي أمر بسرعة كشف غموض الواقعة والقبض علي الجناة.
تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف العميد علاء فاروق مدير إدارة البحث الجنائي بمشاركة المقدم أحمد سامي رئيس مباحث المركز حيث تبين أن المجني عليها تدعي م. م42 سنة وبعرضها علي الطب الشرعي كشف أن المجني عليها أصيبت بنزيف شديد مما أدي إلي حدوث الوفاة.
وباستكمال فريق البحث خطته من خلال فحص علاقات المجني عليها وآخر رؤية لها من شهود العيان فتبين أن المجني عليها تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها كما توصل فريق البحث إلي أن المجني عليها تعرفت علي أحد جيرانها بالمنطقة يعمل سائقا ويدعي أشرف أ.48 سنة وارتبط معها بعلاقة غير شرعية.
وبإجراء التحريات السرية حول المشتبه فيه توصل فريق البحث إلي شاهد رؤية للسائق ومعه ابن شقيقه ويدعي يسري. ا في ساعة متأخرة من الليل يحملان شيئا ملفوفا في كوفرته.
وبعرض التحريات علي النيابة العامة تم استصدار إذن ضبط وإحضار للمشتبه فيه حيث توجهت مأمورية إلي محل إقامته وتم القبض عليه وبمواجهته اعترف بعلاقته بالمجني عليها وارتكابه الجريمة مقرا أنه كانت تربطه علاقة غير شرعية بالقتيلة موضحا أنه يوم الواقعة تقابل مع المجني عليها واصطحابها إلي منزله وقام بمعاشرتها حيث أصيبت بنزيف فأصيب بحالة ارتباك ولم يعرف ماذا يفعل حيث تركها بالمنزل مما أدي إلي وفاتها وأوضح أنه قام بالاتصال بابن شقيقه يسري. أ سائق للتخلص من الجثة حيث حضر له وقاما بلفها داخل كوفرته ورميها بمكان العثور عليها.
وبمواجهة المتهم الثاني اعترف بمساعدة عمه في التخلص من الجثة فتم تحرير المحضر اللازم وإحالة الواقعة إلي النيابة العامة التي صرحت بدفن جثة المجني عليها وتسليمها لذويها وحبس المتهمين4 أيام علي ذمة القضية.