عندما تقترب من حارة الصالحية المتفرعة من شارع خان الخليلي, يلفت انتباهك صوت مطرقة يأتي من الجوار, سريعا ما تكتشف أنك أمام حرفة من نوع خاص الأسطي محمد أبو سريع جالسا علي كرسي من الخشب وأمامه طاولة فوقها بعض الأواني النحاسية وفي يده مطرقة.. ويعتبر أبو سريع أحد أشهر أبناء مهنة النقش علي النحاس. نشاط ذلك الرجل الخمسيني وإمساكه بالمطرقة يوحي لك بأنه لا يتجاوز الثلاثين عاما, فهو يعمل من أجل مهنة يحبها علي وشك الانقراض; حيث احترفها منذ45 عاما. ورث عن والده مطرقة وأقلاما من المعدن وشريطا من النحاس والفضة وهي الأدوات التي يستخدمها أبو سريع للنقش وتطعيم الأواني النحاسية, قائلا: بالرغم من أنها أدوات بسيطة لكن لا أحد يستطيع أن يستخدمها بإتقان إلا إذا كان محبا لهذه المهنة وإيمانه بأنها فن. لديه قناعة بأن وظيفته ليست وسيلة لكسب الرزق إنما هواية يحاول من خلالها الحفاظ علي مهنة تراثية من الانقراض. الشكل ده بيخلص بعد3 أيام.. قالها أبو سريع وهو يشير إلي الطبق النحاسي أمامه, موضحا أنه يعمل بحرص شديد علي طرق أواني النحاس والفضة. وتابع بلهجة حزينة أن الصناعة اليدوية تهددت بالانفراض لتراجع السياحة وارتفاع أسعار الفضة والنحاس, وأن منتجاتنا في الغالب لا يقبل عليها مصريون بل سياح أجانب, هو ما أثر علينا بالسلب. أضاف أن طبق ال25 سم المطعم بالنحاس يبلغ سعره600 جنيه والمطعم بالنحاس والفضة1500 جنيه, وسعر ال20 سم المطلي من النحاس ب450 جنيها بينما يبلغ سعر المطعم من النحاس والفضة1200 جنيه, نتيجة ارتفاع أسعار الفضة والنحاس.