قال الشيخ أحمد ترك مدير بحوث الدعوة والتدريب بوزارة الأوقاف إن ما ينفذ من خطة تدريب الأئمة التي تقدم بها لايتعدي20% وأكثر من80 % منها ينتظر الدعم للتطبيق ورغم ذلك بدأ المجتمع يشعر بنقلة في الخطاب الديني. وأضاف ترك إن حجم الميزانية المخصصة لتدريب الدعاة13 مليون جنيه لم يصرف منها علي برامج التطوير إلا2 مليون جنيه فقط, وأكد أن تدريب60 ألف إمام لا يستغرق أكثر من ثلاث سنوات اذا توافرت الإمكانيات لتدريب الأئمة تدريبا علميا لتتحول المساجد لصدادات قوية للأفكار السامة. وأوضح ان مواجهة التشدد تتطلب استراتيجية معلنة لإبعاد المتشددين عن دوائر صنع القرار في المؤسسات الدينية والثقافية والشبابية وجميع المواقع المؤثرة في الرأي العام, مع إعطاء رسائل تحصينية في الخطابات الدينية والثقافية والعلمية والفكرية لحماية النشء عن طريق خطاب ديني يراعي احتياجات الشباب ويكشف الوسائل التي تستخدمها الجماعات الارهابية لتجنيدهم. ما الذي ينقص الخطاب الديني؟ الخطاب الديني يحتاج أن يكون خطابا ثقافيا علميا فكريا بجانب كونه خطابا دينيا بمعني إن هناك احتياجات مادية وآليات جديدة بجانب المنابر السو شيال ميديا التي صارت من أهم أدوات التواصل الاجتماعي بجانب المنابر,كما أن الخطاب الديني ايضا يحتاج أن يكون خطابا واقعيا وليس شعائريا فقط. من واقع معايشتك للأئمة ما الذي يحتاجون إليه حتي ترتقي الدعوة؟ يحتاجون إلي كادر يوفر لهم دخلا يتوافق مع المهمة الدعوية المكلفين بها لأن الإمام يصعب عليه العمل في مهنة أخري غير الدعوة فلابد من التفرغ لرسالته, فلو أدي الدعاة مهمتهم بصورة جيدة لأسهم ذلك في حل معظم المشكلات, فلدينا أكثر من100 ألف مسجد من الممكن أن يكونوا صدادات قوية ضد التطرف والتشدد, بل من الممكن أن يساعدوا في إعادة القيم والاخلاق مرة أخري. هل يحتاج الإمام للكادر فقط حتي تنضبط العملية الدعوية؟ يحتاج أيضا إلي إعادة هيكلة في النواحي الإدارية حتي يشعر بالأمان الإداري فهناك ثغرات في عمل الأئمة والمفتشين ومديري الإدارات تحدث ترهلا إداريا. ماهي الملامح الرئيسية لخطة التدريب؟ التدريب كان تقليديا دينيا والآن تحول إلي تثقيف ووعي وبناء مهارات,لدينا علي مستوي الوعي محاضرات في الأمن القومي تتناول المخاطر والمكائد التي تتعرض لها مصر بجانب التدريب علي مهارات التنمية البشرية حتي يكون الخطاب الديني حائط صد ضد التطرف والإرهاب,كما تشتمل الخطة علي محاضرات حوارية وورش عمل حول تصحيح المفاهيم المغلوطة بجانب الزيارات الميدانية للمعالم الثقافية والتراثية والدينية للتعرف عليها عن قرب والتعامل معها والاستفادة منها كمكتبة الإسكندرية. وهل هي كافية؟ نحتاج برامج تدريبية أخري علي ال سوشيال ميديا ومركزا للدعم النفسي والتربوي,ومعملا للغات. متي نشعر بنتائج تلك الجهود؟ أثر التدريب في الفترة الاخيرة ظهر علي الأئمة الذين تدربوا لكن نحتاج لتنفيذ باقي بنود خطة التدريب التي تقدمت بها للوزارة, فلم أنفذ منها سوي20 % منها فقط و80% من الخطة في انتظار الدعم. ما حجم ميزانية تدريب الأئمة؟ حجم الميزانية13 مليون جنيه صرف منها علي كل برامج التطوير2 مليون جنيه فقط!,وتقدمت بلائحة للتدريب جديدة منذ عامين ولم يتم اعتمادها من الوزارة بعد لتطوير برامج التدريب, كما تقدمت أيضا بمشروع لإنشاء أكاديمية لتدريب الدعاة في مبني وزارة الأوقاف الكائن بمدينة6 أكتوبروحتي الآن لم يتم الموافقة عليه. هل الميزانية كافية لتدريب جميع الأئمة؟ لو توافرت الامكانيات ممكن نقوم بتدريب60 ألف إمام خلال3 سنوات كحد أدني تدريبا علميا صحيحا شاملا جميع الجوانب التي تخرج إماما مطابقا للمواصفات. ما تقييمكم لدور الأئمة في المرحلة الحالية؟ من خلال تعاملي عن قرب مع الأئمة شعرت بأن لديهم طاقة جبارة يحتاجون فقط لإمكانيات متي توافرت لهم تحولت هذه الطاقة الهائلة لدعم كبير لصالح الوطن عن طريق العمل الدعوي في المساجد. وكيف يمكن مواجهة التشدد في الخطاب الديني؟ مقاومة التشدد والتطرف يجب أن تكون عن طريق استراتيجية محددة ومعلنة علي مستويين قريب وبعيد, علي المستوي القريب لابد من إبعاد المتشددين عن دوائر صنع القرار في المؤسسة الدينية وغيرها من المؤسسات الثقافية والشبابية وجميع المواقع المؤثرة في الرأي العام,وعلي المستوي البعيد لابد من إعطاء رسائل تحصينية في الخطابات الدينية والثقافية والعلمية والفكرية لحماية الأجيال والشباب عن طريق خطاب ديني يراعي احتياجات الشباب ويعطي رسالة توعية ضد التطرف في المسائل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتجنيد الشباب كموضوع الجهاد وتكفير المجتمع,ونحتاج لبرامج متنوعة لتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة والرد عليها لقطع الطريق علي جميع مخططاتهم التي تستهدف تجنيد الشباب لتنفيذ أجندات خارجية ضد مصالح الوطن. مشكلة الإلحاد كيف يمكن مواجهتها؟ إذا استطعنا الوصول إلي الشباب وأنصتوا إلينا وفتحنا معهم حوارا بدون سقف حول الإلحاد والموضوعات التي تشغلهم فكريا فإن ذلك سيقلل من المشكلة بل ويقضي عليها. كيف تعود الطاعات علي بدن وروح الصائم؟ بالمداومة علي فعل الطاعات فهي أفضل علاج لتحصين المسلم وقلبه لما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل فعندما يداوم المسلم مثلا علي السنن وهي12 ركعة في اليوم والليلة فلاجزاء له إلاالفردوس الأعلي وعندما يواظب علي الأذكار وعلي صلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن وحسن الخلق وحسن الجوار ورعاية الأيتام وفعل الخيرات فمعظمها من اسباب راحة الجسد وسعادة القلب, وفرحة الروح. إذن ما الذي يجب علي المسلم أن يتحلي به في رمضان؟ باختصار عليه أن يتحلي بحسن الخلق, فعلي مستوي لسانه فحديثه لا يكون إلا في الخير, وعلي مستوي الخير أن يعمله وأن يكون سباقا لماورد أن النبي صلي الله عليه وسلم كان أجود أسبق من الريح المرسلة في الصيام فكان واجبا علي المسلم أن يكون أسبق من الريح المرسلة في فعل الخيرات, كذلك يجب علي المسلم أن يتقن عمله في شهر رمضان بحيث يشعربمراقبة الله تبارك وتعالي التي هي مقصود الصيام, بحيث يقاد من ضميره وليس من مصلحته,فهي فرصة أن نقاد جميعا من ضمائرنا وأن تكون هي التي تحركنا وليست مصالحنا,فإذا استطعنا تحقيق ذلك لا شك انها تكون بمثابة ثورة جديدة في مجال الأخلاق وهذا مانحتاج إليه. كيف يكون الصوم فرصة للثورة علي النفس؟ الصوم فرصة للثورة علي الشهوات وعلي مطالب النفس والشيطان وهي فرصة ينبغي استثمارها ولا يجب التفريط فيها. متي يكون الصوم مقبولا؟ الصوم المقبول الذي يكون من عبد خاشع يطيع الله تبارك وتعالي فيصوم ليس فقط عن البطن والفرج وإنما يعبد الله عز وجل بقلبه قبل جوارحه, فالعبادة مستويات الأول عبادة الجوارح مع غفلة في القلب,والثاني عبادةيقظة في القلب, والثالث عبادة الجوارح مع حضور قلب, ثم شهود قلب, وهذه هي درجة الإحسان لقوله صلي الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.