دماء في فناء المدرسة

اشتهر بطيبته ودماثة أخلاقه وسط جيرانه وبمحيط سكنه وفرضت عليه طبيعة عمله كحارس بإحدي المدارس الخاصة بمدينة نصر التعامل مع الطلاب بود حتي أحبه أهالي الطلبة وكانوا يعتبرونه بمثابة جد لأطفالهم الصغار.
اعتاد عم محمد الحارس الأمين المبيت داخل أسوار المدرسة لتأمينها من اللصوص فكان الأهالي الذين يقيمون بمنطقة السفارات يطمئنون علي سيارتهم وشققهم بعد أن دأب الرجل المسن علي السهر لساعات طوال الليل أمام المدرسة حيث ارتبط بعلاقات حميمة مع أغلب حراس العقارات المجاورة لمدرسة عمله.
كان عم محمد يعود إلي أسرته في نهاية الأسبوع الدراسي للاطمئنان عليهم علي أن يعود بعد انتهاء راحته الأسبوعية إلي مقر عمله حيث كانت حياته تسير بشكل هادئ.
وفي إحدي الليالي حالكة السواد وأثناء مبيته داخل حجرته الخاصة بالمدرسة سمع أصواتا وتحركات خارج الغرفة التي يقيم بها فتقدم ببطء لاستبيان الأمر وفوجئ عم محمد بأربعة أشخاص فوق رأسه حاول الصراخ طلبا للمساعدة من حراس العقارات المجاورة إلا أن اللصوص لم يمهلوه وقتا حيث قاموا بتكميمه وتوثيقه ولم يسعفه كبر سنه في مواجهة عنفوان اللصوص الذين انهالوا علي رأسه بآلة حادة ليسقط علي الأرض وسط بركة من الدماء جثة هامدة بينما فر اللصوص مسرعين في ظلام الليل خشية افتضاح أمرهم دون أن يتمكنوا من سرقة المدرسة.
كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء نبيل سليم يفيد بورود بلاغ إلي المقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول بوقوع هجوم مسلح علي مدرسة ومقتل محمد بهنسي63 سنة الخفير المكلف بحراستها داخل المدرسة بمنطقة حي السفارات.
وبانتقال رجال مباحث القسم بقيادة النقيب مهند الباجوري معاون المباحث وإجراء المعاينة لمسرح الجريمة تبين توثيق المجني عليه وتكميمه بشريط لاصق ووجود عدة إصابات بمنطقة الرأس.
تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواءين محمد منصور مدير مباحث العاصمة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية باشره العميد محمود هندي رئيس مباحث قطاع الشرق والعقيد عمرو إبراهيم مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم مدينة نصر أول بقيادة المقدم وائل غانم رئيس المباحث حيث تم وضع خطة مكبرة اعتمدت علي محاولة الوصول إلي شهود رؤية وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط المدرسة والمناطق المجاورة ورفع البصمات من مكان الحادث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين حيث توصلت التحريات الأولية أن وراء ارتكاب الواقعة تشكيلا عصابيا مسلحا حاول سرقة محتويات المدرسة.
تم تحرير محضر وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي قررت انتداب خبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات من موقع الجريمة ورجال الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي علي المجني عليه لبيان سبب الوفاة واستعجال تحريات رجال البحث الجنائي حول الواقعة وتكثيف الجهود لضبط الجناة.