رغم الانتكاسات غير المسبوقة التي شهدها تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا في الفترة الأخيرة, فإن الهجوم الإرهابي الذي تبناه أمس علي كنيسة في مدينة كويتا جنوبباكستان خلال القداس, والذي أسفر عن مقتل8 وإصابة أكثر من45 آخرين, أثار حالة من الرعب والحذر في أوروبا التي توعدها قبل أيام بشن تفجيرات انتحارية خلال أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة. وهناك مخاوف كبيرة من لجوء عناصر داعش إلي إستراتيجية الذئاب المنفردة والتي هدد التنظيم من قبل باستخدامها في أوروبا. ورغم اعتراض قوات الأمن لأحد الانتحاريين خارج الكنيسة وقتله, لكن الانتحاري الثاني تمكن من عبور المدخل الرئيسي للكنيسة وفجر نفسه, ويشارك عادة نحو250 شخصا في القداس, لكن العدد ارتفع إلي نحو400 شخص نظرا لاقتراب عيد الميلاد. وبقلق متزايد وتحركات مكثفة تستعد دول أوروبا لاحتفالات الكريسماس وسط مخاوف من استهدافها بعمليات إرهابية منفردة, ردا علي الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم في سورياوالعراق. وتعيش القارة العجوز حالة من القلق بعد تهديدات التنظيم بتحويل احتفالات الكريسماس إلي برك من الدماء خاصة أن هناك دولا كفرنساوبلجيكا تعلم بوجود عدد من المتطرفين بداخلها. وفي محاولة منها لمواجهة كابوس داعش الذي يطاردها قررت بلجيكا تمديد بقاء عناصر الجيش في الشوارع والميادين, والذين يقدرون ب1000 جندي, وجاء القرار استجابة لتوصيات من أجهزة المخابرات, كما رفعت حالة التأهب الأمني إلي رقم3 وهي أقل بدرجة واحدة من حالة الطوارئ. وتحرص فرنسا أيضا علي نشر المزيد من القوات الأمنية, إضافة إلي عناصر من الاستخبارات والشرطة السرية, بجانب المئات من رجال الجيش الذين يتمركزون عند المنشآت الحيوية والمناطق الحساسة, لمعاونة رجال الشرطة في مهام حفظ الأمن, وذلك علي الرغم من التحذيرات المتكررة من خطورة تلك الخطوة التي تضعف قوة الجيش وخبرته القتالية في حالة وقوع حرب حقيقة. ويأتي ذلك فيما أحبطت إسبانيا خطة لهجمات انتحارية في ليلة رأس السنة واعتقلت صومالي الأصل من مؤيدي تنظيم داعش, وتعكف البلاد حاليا علي وضع خطة محكمة للتصدي لأي هجمات انتحارية تعكر صفو الاحتفالات. وفي محاولة منه لبث الرعب في نفوس الأوروبيين تعهد تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ هجمات في أوروبا من خلال صورة نشرها علي منصاته الإلكترونية مكتوب عليها بأربع لغات قريبا في أعيادكم.
