في قرية من قري مركز إسنا بمحافظة الأقصر نشأ علاء خ. الشهير ب الزبال متمرسا علي الإجرام, فلم تكن هناك جريمة بقريته أو في محيطها إلا وكان الزبال عاملا أساسيا في وقوعها رافعا شعار الترويع والرعب داخل كل بيت , ولما لا وهو الذي هجر بيت أهله وعصي والده معلنا التمرد علي الحياة الكريمة التي حاول الأب توفيرها لأسرته قدر إمكاناته. وعلي الرغم من أن الظروف كانت مهيأة لهذا الزبال لكي يعمل عملا شريفا يكسب منه لقمة عيش حلال, فإنه أصر علي أن ينتهج سلوكا مختلفا عن أقرانه من الصبيان ليفرض عليهم سطوته وجبروته ومع مرور السنوات كبر الصبي وسار في طرق مسدودة انتهت به في السجن, وبالفعل ارتكب الزبال من الجرائم ما لا يستطيع شاب في عمر الزهور أن يرتكبها, الأمر الذي دفعه إلي التنقل ما بين القري والاختفاء في مزارع الموز تارة وفي زراعات القصب تارة أخري للهروب من عيون رجال المباحث. ومع مطاردات مباحث تنفيذ الأحكام المستمرة لضبطه بعد صدور عدة احكام ضده فكر في الانتقال إلي محافظة أسوان, حيث التقي صديقه القديم أحمد م. م الذي يكبره في العمر بنحو10 سنوات ليشكو له همومه وآلامه وكان الشيطان ثالثهما الذي أغراهما بأن المال الحرام ينتظرهما في إدفو, وبينما هما جالسان في جلسة مزاج والدخان الأزرق يحلق فوقهما, دارت رأس الزبال وتفتق ذهنه بخطة إجرامية تستهدف سرقة كابلات الضغط العالي, حيث تم تجهيز سيارة نصف نقل ومعدات وآلات حادة للبدء في تنفيذ العملية في الموعد المحدد مستغلين أحد دروب الصحراء الشرقية للدخول إلي قرية الكلح بإدفو بعيدا عن أكمنة الطريق الزراعي, وفجأة وبلا مقدمات استيقظ أهالي مركز إدفو الشمالية علي انقطاع التيار الكهربائي فظنوا أنه أمر عادي وسرعان ما سيعود مرة أخري بعد إصلاح العطل الذي ربما يكون قد ضرب واحدا من المحولات, ولكن ومع مرور الوقت وحلول الظلام, لم يجد أهل القري أمامهم سوي اللجوء إلي مسئولي قطاع الكهرباء بإدفو الذين فوجئوا بأن هذه الشكوي ليست الوحيدة التي تلقوها, الأمر الذي تحرك معه الفنيون إلي محل البلاغ ليصطدموا بواقعة سرقة كميات كبيرة من كابلات الضغط العالي مما دفعهم إلي إخطار اللواء فتح الله حسني مساعد الوزير لأمن أسوان بالواقعة فأمر بسرعة ضبط مرتكبيها. وخلال ساعات, توجهت قوة من مباحث المركز إلي القرية ورصد رجال المباحث سيارة ربع نقل حمراء اللون تحمل لوحة معدنية رقم ص ق ب4316 تقف عن بعد ومحمل عليها كمية كبيرة من الكابلات استعدادا للفرار إلي إحدي المحافظات المجاورة عن طريق المدقات الجبلية, فقاموا بمطاردتها لاستيقافها وفحصها, لتتفاجأ القوة بوابل من الأعيرة النارية قد صوبت تجاهها فبادلتهما رجال الأمن النيران ليعلن الزبال وصديقه الاستسلام وبحوزتهما6 لفافات كبيرة من الكابلات وبندقية خرطوش.