أولا: في الإسلام: اتفقت الشرائع السماوية في الجملة علي خصال تتفق مع الفطرة السوية للمرأة السلمة وأهمها في الشريعة الإسلامية تغطية الأنثي لشعر رأسها, وستر كل جسدها, أمام الأجانب عدا الوجه والكفين, وتضافرت أدلة نصية وغيرها علي ذلك منها: القرآن الكريم: قول الله سبحانه : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها31 الأحزاب وجه الدلالة: أن الله عز وجل نهي المرأة عن إبداء أي إظهار الزينة, واستثني ما ظهر منها, وهي الوجه والكفان, فدل علي أن غيرهما عورة, وهي ما يحرم كشفه من الجسم, وهي ما يجب ستره وعدم إظهاره من الجسم ويحرم النظر إليه قول الله تبارك وتعالي: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي33 الاحزاب. وجه الدلالة: يجب تجنب المرأة الزينة وتغير الهيئة إلي ما يكون داعية لنظر الرجال والاستمالة. السنة النبوية: قوله صلي الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة حائض أي بالغة إلا بخمار قوله صلي الله عليه وسلم: سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات, علي رؤوسهن كأسنمة البخت وجه الدلالة: دلت الأخبار الصحيحة علي احتشام المرأة المسلمة في سائر أوضاعها وأحوالها. ثانيا: الشرائع السماوية: الشريعة اليهودية: فرضت اليهودية علي المرأة ضرورة وضع غطاء علي رأسها بهدف حشمتها وسترها, في نصوص منها: وضع العروس عند زفافها برقعا أو نقابا علي وجهها من قبيل الاحتشام عن رفقة أنها رفعت عينيها فرأت إسحاق فنزلت علي الجمل وقالت للعبد: من هو الرجل الماشي في الحقل للقائنا, فقال العبد: هو سيدي, فأخذت البرقع وتغطت. ونصوص أخري تدل بمجموعها علي أن الأصل: عدم كشف رأس المرأة. الشريعة المسيحية: تحض المسيحية المرأة بفعل الاحتشام, وكل ما يوجب احترامها, وذلك في نصوص منها: وأنا كل امرأة تصلي وتتنبأ, ورأسها غير مغطي فتشين رأسها... لا يليق أن يلبس الرجل غطاء علي رأسه لأنه يكون علامة الخضوع, وإنما بالنسبة للمرأة, فهو آية عفتها وحشمتها, ويليق بالمرأة أن تتقنع, وهي في محافل الرجال لتظهر الخضوع. بالإضافة إلي تفاسير اللاهوتين المسيحيين بإيجاب تغطية شعر المرأة لأنه يرمز إلي ثلاثة أمور: إظهار الطاعة وقبولها قيادة الرجل. إظهار النقاء في حياتها ورفضها أنواع الدنس والشر, سواء في تعاملاتها أو مظهرها الخارجي. غطاء شعر المرأة خاصة في الصلوات رمز صلتها وارتباطها بالله, وهو دليل الحكمة والعقل والبصيرة لديها. ثالثا: العصور القديمة: دلت دراسات وأبحاث علمية علي أن المرأة في شتي العصور القديمة كانت تغطي شعر رأسها في عهود: الفراعنة والآشوريين والإغريق, وعصر بوذا, وتشريع مانو, وبلاد فارس, والرومانيين, والعصور الوسطي الجاهلية عند العرب وقال عنترة بن شداد: جفون العذاري من خلال البراقع أحد من البيض الرقاق القواطع وتأسيسا علي ما ذكر: فالنصوص في الشرائع السماوية, وتراث العصور القديمة كلها, تدل بمجموعها علي مشروعية تغطية شعر رأس المرأة, وتتفق الشريعة الإسلامية بنصوصها القطعية ورودا ودلالة, والقاعدة الأصولية الفقهية: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ.