شيعت عصر أمس جنازة الإعلامية سامية صادق من مسجد السيدة نفيسة, والتي غيبها الموت صباح أمس إثر جلطة دماغية دخلت بسببها يوم السبت الماضي العناية المركزة بمستشفي مصر الدولي, لترحل عن عالمنا بعد4 أيام من مرضها, ومن المقرر أن يقام العزاء غدا الجمعة بجامع الحامدية الشاذلية بالمهندسين. وتعد سامية صادق واحدة من الرائدات الإذاعيات, ولدت في1 مارس1929, حصلت علي ليسانس آداب قسم إنجليزي عام1950, ودبلوم معهد الإذاعة عام1952, ودبلوم عالي من مركز الدراسات الاجتماعية بشيكاغو عام.1980 قدمت سامية عددا من البرامج الإذاعة خلال مشوارها الذي بدأته عام1959 في الإذاعة المصرية منها فنجان شاي, وحول الأسرة البيضاء ونجوم الصحافة وما يطلبه المستمعون, كما تولت عددا من المناصب منها مدير إدارة المنوعات ورئيس البرنامج العام, حتي رأست التليفزيون. ونعي عدد من الإعلاميين الراحلة مؤكدين أنها كانت من أفضل الأصوات التي عملت بالإذاعة وكانت برامجها مميزة, كما أكدوا أنها علي المستوي الإنساني كانت تهتم بمن حولها وعلي علاقة طيبة بالجميع. وقال حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: إن الإعلامية سامية صادق رحلت بعد رحلة عطاء طويلة في العمل الإذاعي والتليفزيوني قدمت خلالها العديد من أشكال العمل الإعلامي المتميز بإخلاص ومهنية وخلال رئاستها للتليفزيون المصري قدمت أفكارا ورؤي أسهمت في تطوير العمل الإعلامي واستفاد منها أجيال عديدة فهي إحدي رواد العمل الإعلامي المصري. ووجه زين فور علمه خلال تواجده بتونس الرعاية الطبية بالهيئة بإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بالمستشفي التي توفت بها الإعلامية الكبيرة سامية صادق. وأوضح الإعلامي حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين أن الراحلة كانت بالنسبة له الأستاذة ونموذج لجمال الصوت وروعة الأداء أما علي المستوي الإنساني فكانت راقية وإنسانة تهتم بالآخرين, وتابع قائلا: أذكر عندما عملت بالإذاعة كانت تعلم أنني كتبت قصة قصيرة فطلبت مني واحدة من هذه القصص وقدمتها في برنامجها الأسرة البيضاء, وكان البرنامج ذا هدف جميل, وبعد ذلك استمرت العلاقة الإنسانية بيننا. وأضاف: لا يستطيع أحد أن ينكر أنها أثرت العمل الإذاعي والتليفزيوني بالشكل المباشر من خلال برامجها أو بالقيادة من خلال رئاستها لإدارة المنوعات ثم البرنامج العام, حتي وصلت لرئاسة التليفزيون وأنا في حالة حزن كبيرة منذ سماعي خبر رحيلها. ووصفت الإعلامية فريدة الزمر, سامية صادق بكروان الإذاعة والتي كانت تتميز بالصوت الجميل الذي أحبه المستمعون, كما أنها كانت رئيس التليفزيون فترة طويلة وأري أن هذه الفترة كانت فترة ذهبية وكانت علاقتنا طيبة فهي علاقة رئيس بمرءوسيه لم يتح لنا الوقت أن نكون صداقة, لكن كانت أحسن من تولي رئاسة التليفزيون, ولها برامج لا يمكن نسيانها منها فنجان شاي, حول الأسرة البيضاء فلها علامات بالإذاعة وهي إعلامية لن يجود الزمان بمثلها. وقال الإعلامي عمر بطيشة رئيس الإذاعة الأسبق: كانت أستاذتي وتولت تدريبي في أول التحاقي بالإذاعة عام1965 وعلمتني كيف أعد وأقدم برامج المنوعات وكيفية النطق والأداء الرشيق والسليم باعتبارها صاحبة أجمل صوت وأداء في تاريخ الإذاعة علي الإطلاق وأسندت إلي تقديم برامجها في أثناء غيابها بإجازاتها المختلفة, لذلك كنت دائما استعين بها في مقدمات برامجي أي التترات مثل برنامج يوميات الأسبوع وبرنامج لقاء الفن وغيرها. وحينما رشحت لتعمل رئيسا للتليفزيون أخذت رأيي في أن تتولي رئاسة الإذاعة أم التليفزيون وطلبت منها البقاء في الإذاعة لكنها فضلت التليفزيون; حيث أحدثت طفرة في التليفزيون المصري وأنتجت مسلسلات نقدية جريئة مثل فيها حاجة غلط بطولة حسن عابدين كما أنتجت عددا من الأغنيات والموشحات وزينتها بصوتها مثل عجبا لغزال وأحدثت طفرة في برامج الأطفال فأنتجت برنامج البرلمان الصغير الذي كان محاكاة لمجلس الشعب كما ضبطت الإيقاع بالتليفزيون وفرضت الانضباط علي المذيعين والبرامج لشخصيتها الإدارية القوية وكانت من القيادات التي تحرص علي كرامتها وسمعتها وسمعة الإعلام المصري, ورغم معاناتها المرضية وحياتها بكلية واحدة منذ40 عاما إلا أنها لم تقصر في عملها دائما.