بعد أن تلقي النظام القطري ومعاونوه من المرتزقة ضربات اقتصادية وسياسية من الدول المقاطعة( مصر, السعودية, الإمارات, البحرين) جراء تدخله في شئونها بطريقة سافرة, نراه يسعي للانتقام بطريقة طفولية لا تحسب عواقب الأمور, وبات يعمل أي شيء حتي لو ضحك عليه العالم. النظام القطري خسر مكانته وموقعه واحترامه, لذا هو يتصرف كأنه بلا كرامة, ومن يسقط في وحل السياسة الشريرة يكون هذا مصيره, كل ما في الأمر أن يحافظ علي مكاسب وامتيازات حتي لو خسر شعبه, حتي لو خسر جيرانه حتي لو خسر العالم. هنا تعرف- يقينا- أن الذي يرسم السياسة المحلية والإقليمية والدولية ليسوا قطريين وإنما مجموعة مرتزقة يهمهم مصالحهم الخاصة, وحالما يسقط النظام يذهب كل عربي مرتزق إلي تركيا حاضنة الإخوان, أو إلي بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا إذا كان يملك جنستها, أما أن يذهبوا إلي أوطانهم فلا نظن. لم نتوقع مطلقا أن يأتي يوم, ويدير سياسية قطر مجموعة من المطلوبين العرب الهاربين من أوطانهم, ولا نتوقع أن يحميها مجموعة من الأتراك, ولا يدعمها لوجستيا مجموعة من الفرس الناقمين علي الخليج, بات الأمر لدي القطري فيلم ميلودراما أكثر من كونه حقيقة.. الشعب القطري لم يقل كلمته, ولو قالها لتغير الحال غير الحال, وخوفا من الشعب القطري الأصيل, يضطر( الحمدان) أن يحيطا نفسيهما بالإخوان والفرس والأتراك حتي يحافظا علي امتيازاتهما التي احتكراها طوال عشرين سنة, وخوفا من الهزيمة النكراء والنهاية المأساوية يعملان كل ما هو سيئ ليبقي النظام متحكما في مفاصل الدولة, وإذا ما سقط يوما ما, فقد فتح كل مجاري الأودية للطوفان ليغرق الشعب القطري معه. هل هذا كل ما يريده النظام القطري الحاكم؟ أن يتفرغ سياسيا لمهاجمة جيرانه بأقذع السبل, عبر حملات موجهة دنيئة, لا تصدر من رجل كريم يعرف حق الجار, هل نهايته أن يفتح موازنته لمرتزقة العرب والعالم؟ هل هذا ما تفتقت عنه عبقريته السياسة؟ بقدر ما يشتري النظام القطري ذمم الآخرين, بقدر ما يخسر ولاء الشعب القطري, وإن غدا لناظره لقريب.