40 عاما هي عمر إبداعات السيناريست الكبير وحيد حامد, تحديدا منذ عام1977 بكتابته سيناريو مسلسل أحلام الفتي الطائر الذي قام ببطولته الزعيم عادل إمام وأخرجه محمد فاضل, ومنذ هذا التوقيت نجح وحيد حامد في أن يفرض وجهة نظره, ليبدع عاما تلو الآخر, ويقدم أعمالا تتنبأ بأحداث كثيرة, مثل عمارة يعقوبيان, اللعب مع الكبار, وغيرها من الأعمال المهمة التي شكلت وجدان أجيال متعاقبة, ومؤخرا حرص مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته ال14 علي تكريم حامد ومنحه جائزة تكريم إنجازات الفنانين. الأهرام المسائي حاورت وحيد حامد عقب تكريمه في مهرجان دبي فتحدث عن رأيه في عدد من القضايا التي باتت تزعجه وأثرت بشكل كبير علي الفن, وكان من بينها مسألة تدخل النجوم بشكل غير عادي في سيناريو الأعمال الفنية مؤكدا أنه طوال تاريخه لم يسمح لأي فنان بأن يحذف حرفا من نص كتبه, بينما بات الأمر الآن في يد النجم, كما تحدث عن مسألة ورش السيناريو والتي أكد رفضه لها حيث يشارك أكثر من مؤلف بوضع تفاصيل العمل ليصبح مثل جلابية المجذوب حسب ما أكد. وأعرب حامد خلال الحوار عن إعجابه الشديد بالفيلم المصري بلاش تبوسني مؤكدا أنه يناقش قضية مهمة وهو رفض بعض الفنانات مشاهد الحب في الأعمال الفنية, مشيرا إلي أنه واجه مثل هذا الأمر في مسلسل بدون ذكر أسماء حينما رفضت إحدي الفنانات مشهد حب فكان رده عليها اجلسي في بيتك أفضل, وتفاصيل أخري كشف عنها المؤلف الكبير في هذه السطور: وجهت كلمة أثناء تكريمك بأن هناك العديد من صناع السينما كانوا سببا في تكريمك.. من هم ؟ أولا: قبل بدء الدورة كنت أجهز لبعض الكلمات لكي ألقيها علي المسرح عقب تكريمي وكان شرط إدارة المهرجان ألا تتعدي الدقيقة, لكن الكلمة التي حضرتها كانت ستستغرق دقيقتين, وعندما صعدت علي المسرح وجدت من سبقوني في التكريم يرتجلون كلماتهم وهنا فكرت لماذا لا أرتجل مثلهم, وبالتالي ارتجلت الكلمة وكانت الأصدق, أما بالنسبة لمن أثروا في فعندما كنت صغيرا في بداية مشواري الفني كان ينقصني العديد من الخبرات وقد اكتسبتها من خلال تعاوني مع بعض الفنانين وصناع السينما من المخرجين ومن أهم هؤلاء الأشخاص الفنان الراحل محمود مرسي, وكذلك كل مخرج تعاونت معه استفدت منه معلومات حتي وإن كانت بسيطة وهكذا مع الممثلين, كما تعاونت مع عمالقة التمثيل في أفلام الزمن القديم ففي الإذاعة تعاونت مع صلاح منصور وسناء جميل وعبد الوارث عسر وعبد العزيز أبو الليل وسميحة أيوب ومحسنة توفيق وعبد الله غيث وكل هؤلاء تعلمت منهم الكثير. نعاني في الوقت الحالي من أزمة السيناريو حسب ما يؤكد العديد من النجوم فما تعليقك علي ذلك؟ سيبك من الكلام الفارغ ده ومن يقول أنه لديه مشكلة في السيناريو يجب أن نرد عليه بطل تتدخل في الورق فيجب علي كل متخصص أن يعمل في مجاله فقط, فالمؤلف مؤلف والمخرج مخرج والممثل ممثل ومن ضمن الأسباب التي جعلتني أكمل مشواري الفني حتي الآن بهذه الصلابة هو أنني لم أسمح لأي ممثل أو ممثلة أن يغير كلمة لي في السيناريو الذي أكتبه فالفنان الذي يرجع المشكلة للورق فهو لا يعلم شيئا. أما بالنسبة للنجوم الكبار ليس لديهم مشكلة فهم كبار في تصرفاتهم حتي عندما نرسل السيناريو لأي منهم إذا لم يعجبه فيعتذر في الحال دون تعديل أما للأسف السائد الآن أن الممثل لا يعتذر عن السيناريو بل يقبل به ويتعاقد عليه ويتقاضي أجره ثم يلوي ذراع المنتج والمؤلف بحجة إضافة تعديلات بسيطة وهذا لا يجوز, فالسيناريو الذي لم يعجبه يجب أن يعتذر عنه بكل شجاعة. ولكن النجوم الشباب هم من يختارون الأبطال أيضا؟ لا يجوز ذلك إطلاقا. هل يعتبر ذلك سببا في تدهور حال السينما المصرية؟ بالطبع, فهذا سبب من الأسباب أما بالنسبة للكتابة فأكبر خطر يهددها هو ورش السيناريو فعندما تعلمنا السيناريو من أساتذتنا الكبار لم يكن هناك ورش فكيف يقوم بتأليف العمل ثلاثة أشخاص أو أكثر وكل واحد منهم له رؤيته الخاصة والموقف السياسي والاجتماعي فهناك أشياء حياتية نختلف فيها هنا يصبح العمل مثل جلابية المجذوب فمهمة الفن هو الارتقاء بالمستوي العام للمجتمع سواء في مصر أو أمريكا ومناقشة قضايا المجتمع. حرصت علي مشاهدة فيلم بلاش تبوسني في عرضه الأول فما رأيك فيه؟ أعجبني لأنه يطرح قضية تكاد تكون مصرية فقط, لأن بدعة الممثلات المحجبات واللاتي يرفضن القبلات أثناء الأعمال الفنية في مصر فقط, ويجب أن نقول لهن اجلسن في البيت فطبيعة المهنة كذلك كما أن هذا الفيلم به نقطة إيجابية اقتبسها من تيمات شهيرة لأفلام الزمن القديم, إلي جانب اعتماده علي جملة عندما سمعتها ابتسمت كثيرا لأنها مقتبسة من فيلم النوم في العسل عندما قال عادل إمام لزوجته دلال عبد العزيز لو منفعش النهاردة يبقي بكرة وبالتالي فقد سخر بموضوعية شديدة من البدعة التي حلت علي الفن المصري كما أنني أندهش من المذيعات اللاتي يطرحن أسئلة للفنانات وهي هل سوف ترتدي مايوه في الأفلام؟ ولذلك سبب تحمسي للفيلم هو مناقشته فكرة جريئة في صورة فنية. هل قابلك شيء مثل هذا خلال عملك؟ حدث ذلك بالفعل خلال مسلسل بدون ذكر أسماء فهناك ممثلة رفضت السيناريو لأنه كان هناك بينها وبين ممثل آخر مشهد حب وبالتالي قلت لها اجلسي في المنزل أفضل لأنني المؤلف. هناك من يرون مروان حامد من الشباب الذين لهم مستقبل في صناعة السينما هل تتابع عمله وتنصحه؟ لا أتدخل في حياة مروان إطلاقا وأنا آخر شخص أعرف أخباره فمثلا فيلمه الأخير الأصليين لم أشاهده حتي الآن لأنني كنت مريضا عند عرضه في دور العرض السينمائي, ولم أستطع الذهاب للسينما لأنني لا أتحمل الاستراحات وأتمني أن يجلب لي الفيلم فالسيناريو الوحيد الذي قرأه لي وكان لابد أن يقرأه لأنه مخرجه هو عمارة يعقوبيان. ماذا تتمني بعد مشوارك الفني الطويل؟ أتمني رؤية أجيال جديدة تحمل قضية ولا يتصارعون علي انتهاز الفرص فقديما كان الخباز يتقن صناعة الرغيف ويحزن إذا كان معوجا أما الآن فلا يوجد من ينجز عمله بإخلاص. هل بالفعل هناك جزء ثالث من الجماعة؟ ربنا يسهل. وماذا عن فيلم سري للغاية؟ لا أريد الإفصاح عن تفاصيل الفيلم في الوقت الحالي لكن مازال العمل جاريا عليه وأتركه كمفاجأة للجمهور. وحيد حامد: تدخل النجوم في السيناريو تسبب في تراجع مستوي النصوص الدرامية دبي إنجي سمير انتقد المؤلف وحيد حامد تدخل النجوم الشباب في سيناريوهات الأعمال الفنية, مؤكدا أن من يدعون وجود أزمة في النصوص حججهم واهية لا صحة لها, وأن السبب الأساسي وراء تراجع مستوي النصوص الدرامية يرجع إلي تدخل النجوم وفرض وجهات نظرهم, بالإضافة إلي موضة ورش الكتابة والتي أعتبرها أكبر خطر يواجه الكتابة للأعمال الفنية, حيث تخرج هذه الورش أعمالا أشبه بجلباب المجذوب. وأضاف السيناريست الكبير, والذي حصل مؤخرا علي جائزة تكريم إنجازات الفنانين من مهرجان دبي السينمائي الدولي, والذي تختتم فعاليات دورته ال14 مساء اليوم, أنه علي مدار تاريخه والذي يمتد إلي أربعين عاما, كان حريصا علي عدم تدخل أي فنان بالتعديل في السيناريو وهو ما جعله يكمل مشواره الفني حتي الآن بهذه الصلابة. كما انتقد حامد خلال حواره الذي أجرته معه الأهرام المسائي, من يطالبون بالسينما النظيفة, مؤكدا أن إحدي الفنانات رفضت السيناريو لما يتضمنه من مشهد حب بينها وبين فنان آخر, ليعترض علي طلبها ويطلب منها الجلوس في منزلها أفضل.