شهدت مدينة منوف قصة طالبين عاشا سنوات الدراسة معا وربطتهما الجيرة ووقعا في حب بعضهما. ورغم انه لايزال بالمرحلة الثانوية, لكنه أبي إلا أن يكون الفارس الذي يفي بالعهد, وطرق باب أسرة فتاته يطلب يدها ويخبرهم أنه لا يملك إلا قلبه وسيجعل منه قصرا لها تسكنه ومن نبضاته ماء وزادا لها, وجاء رفض والدها بمثابة سكين مزق حلمهما وخنجر أدمي قلبهما, فقررا الخلاص لتتحد روحهما بالموت بعد أن ضاقت بحبهما الحياة, فقام بشراء القرص الشهير ب حبة الغلة, ويخط بموته صرخة غضب ضد قرار الأسرة, وتلحقه الفتاة ليصبحا حديث الساعة لتكرار ذلك المشهد وتصاعد وتيرة الانتحار لذات الأسباب. تعالت أصوات المساجد تعلن وفاة طالب الثانوي, وتحشد الجموع لدفنه بمقابر الأسرة, أصاب الجميع من جيرانه وأصدقائه ذهول وصدمة, ولكن مفاجأة أخري كانت بانتظارهم زادت من المشهد قتامة ومأساوية, فزميلته التي تقطن علي بعد أمتار قليلة كانت هي الأخري ترقد جثة هامدة بعد تناولها السم, لتنكشف حقيقة الرابط بين الاثنين. تلقت مديرية أمن المنوفية بلاغا من مستشفي شبين الكوم الجامعي باستقباله م. ا. ا. ع سن19 طالب ومقيم شارع الترعة بمدينة منوف جثة هامدة, وبالانتقال والفحص وجمع التحريات وسؤال والده ا. ا. ع سن45 موظف بالسكة الحديد ومقيم بذات العنوان, قرر أنه عقب عودته من عمله فوجئ بشعور نجله بحالة إعياء شديدة نتيجة تناوله مادة سامة قرص غلة بطريق الخطأ, نقل علي إثرها إلي مستشفي منوف العام وتم تحويله إلي مستشفي شبين الكوم الجامعي وتوفي عقب وصوله, تحرر عن الواقعة المحضر رقم2740 إداري قسم منوف. وتم تشيع الضحيتين إلي مرقدهما الأخير في مشهد حزين علي شابين احترقا قبل أن يزهرا, تاركين سؤالا حائرا في صدور المشيعين وأهالي البلدة, علي من تقع مسئوليةروحيهما التي أزهقت.