حدث غريب ذلك الذي طالعتنا به وسائل الإعلام في كلية الطب جامعة المنصورة حين غادر طلاب الفرقه السادسة قاعة الاختبار احتجاجا علي صعوبة الامتحان؟؟. منذ متي أيها السادة وفي جامعاتنا ذلك السلوك الشاذ والغريب ؟ وماهذا التسيب الذي يحدث؟ وما مصدر ثقة هؤلاء الطلاب في ايجابية تصرفهم؟ الحق أقول انه لولا ثقة هؤلاء في استجابة الجامعة لاحتجاجهم مافعلوا؟. أتساءل هنا هل يجرؤ أحدهم علي فعلته في أي دولة أخري؟ لماذا هانت بلادنا علي مجموعة من طلائع شباب الأطباء يفترض فيهم حسن قراءتهم للواقع ؟ ولماذا هذا السلوك غير المسئول؟. ألا يعلمون أن للجامعه الحق في اعتبارهم راسبين بل يجب تحويلهم الي مجالس التأديب؟. فقد كان بامكانهم تسجيل احتجاجهم بشكل أكثر تحضرا واستدعاء أستاذ المادة والتوقيع علي احتجاج مكتوب بشكل جماعي تبدو فيه الأمور أفضل مما ألت اليه, أما مغادرتهم لقاعة الاختبار بهذا الشكل فتندرج تحت مظلة التسيب والسيولة التي أصابت كثيرا من فئات المجتمع منذ ست سنوات. والغريب في الأمرأن يخرج علينا الأستاذ الدكتور عميد الكلية بكل هدوء نافيا نفيا قاطعا احتمال اتخاذ الجامعة والكلية أي اجراء ضد هؤلاء الطلاب كما لو كان ينفي تهمة عن نفسه متعللا بانهم مثل أبنائه وبأن منهم أبناء زملائه. وهنا نتساءل اذا كانوا كذلك فلماذا لم يتم مراعاة ذلك عند وضع الاختبار حتي لايتعرض عميد الكليه لما تعرض له من حرج. وهل لولا أن من بينهم ابناء الزملاء لأختلف الأمر وتعددت اجراءاته؟ ياسيادة العميد ان لم تتخذ الاجراءات القانونية في هذا الشأن ثق أنه سيتكرر الأمر في قادم السنوات ولسوف تنتقل العدوي الي جامعات وكليات أخري اسوة بكليتكم, لاتنحي القانون من أجل مجاملات ومواءمات وقتية لان هذا الحدث الفريد من نوعه سيرتبط باسمكم وباسم كليتكم وسيظل مضربا للمثل وسبقا جامعيا في عدم سيادة القانون, وسيكون وصمة في تاريخ جامعة المنصوره العريقه التي أشرف بتخرجي فيها. فمن سلك سلوكا فعليه تحمل عواقبه, فالقانون هو الرباط بين الطالب والجامعه والجميع يعملون تحت مظلة هذا القانون ويعلمون بنوده. تذكرون سيادتكم ماحدث في جامعات مصر منذ سنوات قليله حيث سادت حالة من السيوله والفوضي في ظل احداث مرت بها البلاد وغاب عنها القانون: ولكم كانت مريرة معاناة ادارات الجامعات واعضاء هيئة التدريس ومازلت. أن التسامح في شأن الفوضي سيكون وخيم العواقب مهما كانت اسبابه وسيؤدي الي كسر هيبة الكليه والجامعه في نظر الفوضويين. وعلي النقيض من ذلك سيكون تطبيق القانون نبراسا للجامعه وقادتها وستضرب بذلك مثلا رائعا في الموضوعيه وأحترام القانون. وعلي ابنائنا الطلاب تقدير قيمة مؤسستهم واعلاء الشعور بالمسئولية وتقدير دور اساتذتهم في بناء كيانهم العلمي وعدم الانسياق وراء حماس زائف لاطائل من ورائه. لاتسيئوا الي جامعتكم والي انفسكم والي مهنتكم وليكن احتجاجكم اكثر وعيا وتقبلوا اجراءات الجامعه مهما كانت في شأنكم واخيرا نحن بصدد ظاهرة يتم تخليقها فماذا نحن فاعلون؟ وماذا لو تكرر الأمر وليس من الفاعلين ابناء زملاء؟ علينا وأد تلك الظاهره في مهدها وعدم السماح لها بالتكوين أو النشوء.