استطاعت مصر بدورها المهم والإستراتيجي في إفريقيا أن تتوصل إلي وقف الحرب في جنوب السودان عن طريق وثيقة إعلان القاهرة التي تم توقيعها أمس بمبني المخابرات العامة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جمهورية أوغندا يوري موسيفني, وذلك في إطار جهود دعمها للسلام في القارة السمراء. واتفقت الأطراف علي قيام المخابرات العامة المصرية, بالتنسيق مع الأطراف المعنية بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وتمثل الوثيقة التي وقعت تحت رعاية الرئيس السيسي, وموسيفني مدخلا أساسيا لعودة اللاجئين والنازحين إلي مناطقهم الأصلية. من جانبه, أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق, أننا نتمني من جميع الأطراف المتنازعة في جنوب السودان أن تلتزم بهذه المبادرة وبما جاء بالوثيقة ويتعاون الجميع علي إعادة بناء الدولة الجديدة التي كادت أن تستقل وتخرج للوجود في يوليو2011 إلا أنها سقطت في براثم الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد أي طرف من الأطراف. وأشار هريدي في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إلي أن هذه الوثيقة تأتي في إطار قرارات مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي التي وضعت مبادئ لعودة الأمن والسلم في جنوب السودان. في غضون ذلك, قالت أيضا السفيرة مني عمر, مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية في تصريحات خاصة: إن توقيع الاتفاق لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان, أمس في القاهرة, يعد خطوة مهمة جدا وإيجابية للأطراف المتنازعة وإذا تم تنفيذها بما جاء في الاتفاق سيعود السلام إلي جنوب السودان ويخفف من معاناة المدنيين والنزوح المستمر بسبب الحروب المنتشرة بين المعارضة وبعضها والحكومة. كما أكد السفير أحمد حجاج, رئيس الجمعية الإفريقية, الأمين العام المساعد السابق لمنظمة التعاون الإفريقي لالأهرام المسائي أن إعلان القاهرة خطوة مهمة تظهر اهتمام مصر في مناطق النزاع في إفريقيا وتحرص علي جمع الفرقاء المتنازعة علي مائدة واحدة للتصالح من أجل تقدم بلادهم. وأشار إلي أن هذا الاتفاق الجديد يظهر ثقة الأطراف المتنازعة في مصر ودورها المهم في المنطقة وقدرتها علي تنفيذ الاتفاق إلا أن ذلك يستدعي تعاون هذه الأطراف مع الجانب المصري لتطبيق ما تم الاتفاق عليه. وكان قد تم أمس بمقر المخابرات العامة التوقيع علي وثيقة إعلان القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان, وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية, ورئيس جمهورية أوغندا يوري موسيفني, وذلك في إطار جهود دعم السلام ووقف الحرب في جمهورية جنوب السودان الشقيق. وكانت القاهرة قد استضافت اجتماعا خلال الفترة من13 وحتي16 نوفمبر الجاري للحركة الشعبية لتحرير السودان بشقيها الحكومي ومجموعة القادة السابقين وتم التوقيع بمقر المخابرات العامة علي وثيقة إعلان القاهرة.