هنا القاهره الساحرة الآسره الهادره الساهره الساتره السافره هنا القاهره الزاهره العاطره الشاعره النيره الخيره الطاهره هنا القاهره الساخره القادره الصابره المنذره الثائره الظافره صدي الهمس في الزحمه و الشوشره اسي الوحده في اللمه و النتوره هنا الحب و الكدب و المنظره هنا الغش في الوش والافترا. بهذه الكلمات عبر الشاعر الراحل سيد حجاب عن مدينة القاهرة بجمالها وتناقضاتها التي تغري المبدعين دائما للكتابة عنها وعن علاقتهم بها, وفي فيلمه آخر أيام المدينة اختار المخرج تامر السعيد فن السينما ليقدم صورة عن مدينة القاهرة التي انغمس في شوارعها وتفاصيلها وقام بصياغتها في رؤية سينمائية شبهها الناقد الأمريكي جاي وايسبرج في مجلة فارايتي بقصيدة شعر عن القاهرة, وبعد حصوله علي الجائزة الكبري في مهرجان نيو هوريزون في بولندا قالت لجنة التحكيم الدولية في تقريرها عنه أنه سيمفونية مؤثرة وشخصية عن حياة المدينة تأخذ المشاهد في رحلة تربط ما هو شخصي وحميم بالعالم الذي نحيا فيه الآن, لأنه فيلم يأتي مباشرة من القلب. يقول المخرج تامر السعيد إنه يعتبر نفسه جزءا من هذه المدينة لأنه يعيش في وسط البلد منذ سنوات طويلة وبطل الفيلم يمثله هو شخصيا والشقة التي يعيش فيها في الفيلم هي شقته الخاصة, مشيرا إلي أنه بدأ العمل في الفيلم في2006 منطلقا من تساؤل حول مدي إمكانية تقديم فيلم مدته ساعتين فقط عن هذه المدينة الضخمة والكيان الكبير بطبقاته المتعددة وتراكماته الكبيرة, ولكن بدون تسطيح للفكرة أو تنميط. ويضيف أردت أن أصور القاهرة بالطريقة التي أشعر بها تجاهها بمساحاتها الرمادية ما بين الأبيض والأسود فهي مساحات ليست واضحة أو محددة لكنها تعبر عن علاقتنا بالمدينة وبكل شيء, وتأثيرها علينا وعلي حياتنا ومشاعر الغربة والوحدة التي نشعر بها أحيانا في وسط هذا الكيان الكبير, وصياغة كل هذا في رؤية سينمائية عن القاهرة في فيلم مخلص للسينما ونصحني الارت دريكتور صلاح مرعي بأن استسلم للمدينة وأتركها هي التي تقودنا في العمل ونأخذ منها لأنه من الصعب أن نتحكم فيها وأن نحاول تطويع احداثها لصالح الفيلم, ويؤكد أن الفيلم يحمل المشاعر والاحاسيس التي لا يستطيع أن يحكيها بالكلمات وذكريات من حياته الخاصة التي يمثلها خالد في الفيلم مثل علاقته بوالدته ووالده وأزمة وفاة شقيقته. ويشير إلي أن أبطال الفيلم هم اصدقائه في الحقيقة والقصص والحكايات في الفيلم هي قصصهم الخاصة التي تعبر عن حالة فقد تؤثر علي كل واحد منهم علي حدا, ومنهم اللبناني باسم فياض وهو مدير تصوير الفيلم ايضا الذي يفتقد مدينته بيروت, وكذلك مريم صالح التي تعاني من أزمة فقد والدها في حريق مسرح بني سويف, وحنان يوسف التي ترفض التخلي عن منزلها في الاسكندرية, وحيدر المخرج العراقي وغيرهم, وأغلبهم تعرف عليه عن طريق علاقتهم بالأفلام وتدور بينهم حوارات تشبه الحوارات الموجودة في الفيلم عن الحياة وعلاقتهم بها والهجرة والسفر وأين تقف مسئوليتهم. ويقول أرفض فكرة الحدود لأن الانسانية فشلت في الوصول للحد الأدني من المساواة وأتمني أن يساهم عملي في تحطيم فكرة الحدود ولهذا السبب فضلت في فيلم اخر أيام المدينة أن أزيل الحدود بين ما هو روائي وما هو تسجيلي وبين المدن العربية المختلفة لأن مشاعر الحزن والشجن في هذه المنطقة من العالم واحدة, مؤكدا أنه يعتبر فيلمه فيلما عن الصداقة بالدرجة الأولي لهذا ينتهي بهدية صديق لصديقه, وهو نموذج للحياة لذلك هو غير مكتمل لأن حياتنا غير مكتملة ودائما بها شيئا ناقصا ولحظات معلقة. مر الفيلم بمراحل عمل طويلة امتدت علي مدار10 سنوات حيث تم تصويره بالكامل قبل ثورة25 يناير وانتهي التصوير تحديدا قبل الثورة ب3 أسابيع, ولكن مراحل المونتاج لم تبدأ إلا في عام2012, وواجه الفيلم الكثير من الصعوبات بداية من الانتاج, حيث يقول تامر أنه عرض الفيلم علي الكثير من المنتجين لكنهم رفضوه لطبيعته المختلفة وبعضهم نصحه بتركه والعمل علي فيلم أخر لهذا قرر أن يخوض تجربة الإنتاج بنفسه لأول مرة واسس شركة مع بطل الفيلم خالد عبد الله. شارك فيلم اخر أيام المدينة حتي الأن في أكثر من100 مهرجان في انحاء العالم, وحصل علي العديد من الجوائز منها جائزة الكاليجاري في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي شهد عرضه العالمي الأول, وأحسن إخراج من مهرجان بوينس ايريس السينمائي الدولي, والجائزة الكبري من مهرجان نانت للقارات الثلاث في فرنسا بالإضافة الي جائزة لجنة تحكيم الشباب في نفس المهرجان, والجائزة الكبري لمهرجان نيو هوريزون في بولندا, وأحسن فيلم في مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربي بالولايات المتحدةالأمريكية, وجائزة النقاد في مهرجان اسطنبول السينمائي بتركيا, وجائزة برونزية من مهرجان في روسيا. وعلي الرغم من عدم عرضه في مصر حتي الأن إلا أنه تم توزيعه وعرضه في10 دول في انحاء العالم وهي انجلتراوفرنسا وبولندا والولايات المتحدةالأمريكيةوروسيا وألمانيا ولبنان والإمارات والمغرب وتونس.