لاتزال ظاهرة حرق قش الأرز تؤرق مواطني محافظات الدلتا بعد أن فشلت حملات الأجهزة التنفيذية في القضاء عليها, علي الرغم من جميع المحاولات التي تبذل في تجميعه وكبسه للاستفادة منه في إنتاج العلف والأسمدة. ففي الدقهلية يستمر حرق قش الأرز علي الرغم من الحملات التي تشنها إدارات البيئة بمختلف المراكز حيث يستغل بعض الفلاحين يوم الجمعة, في حرق القش لغياب الرقابة البيئية بمساحات كبيرة من الأراضي مما يتسبب في نزول الشبورة, مما ينتج عنه ضعف الرؤية, لتصاعد الأدخنة علي الطرق الرئيسية والفرعية و ينجم عنه الكثير من الحوادث. فيما تتوالي الشكاوي علي غرفة عمليات جهاز شئون البيئة وغرفة عمليات المحافظة بسبب تأثير الحرائق علي المرضي والمسنين, خاصة في المناطق القريبة من الأراضي الزراعية يقول صلاح عبده مزارع إن هناك بعض الفلاحين يتجهون لحرق القش بسبب ارتفاع تكلفة نقل القش خارج أراضي الزراعية, مشيرا إلي أن الفلاح بحاجة إلي إخلاء الأرض للبدء في زراعة المحاصيل الشتوية وبالتالي فإنه يستسهل حرق القش بالأرض. فيما يواصل فرع جهاز شئون البيئة بالدقهلية برئاسة الدكتور هشام ربيع رصد عمليات حرق قش الأرز بنطاق المحافظة مما أسفر عن ارتفاع عدد المحاضر التي تم تحريرها منذ بدء الموسم إلي1809 محاضر. وأفادت تقارير البيئة بأن القمر الصناعي رصد أكثر من90 حالة حرق قش الأرز ومخلفات وبواقي كبس القش في قري ومدن المحافظة, وتم توجيه فرق من البيئة للتعامل معها وإطفائها وتم تحرير المحاضر اللازمة ضد المخالفين وذلك في مناطق تابعة لمراكز المنصورة وأجا والسنبلاوين. بينما أكد المهندس محمد عبدالله وكيل زراعة الدقهلية أن نسبة ما تم تجميعه من قش أرز من إجمالي حصاد المحصول حتي الآن بلغ95.19% من إجمالي المساحة المزروعة. وفي محافظة البحيرة التي تبلغ المساحة المزروعة بالأرز بها أكثر من180 ألف فدان سنويا ينتج عنها أكثر من500 ألف طن من قش الأرز, ورغم تحرير العديد من المحاضر للمخالفين إلا أن ذلك لم ينجح في علاج المشكلة, وتنتظر المحافظة البدء الفعلي في تنفيذ مشروع إنتاج الورق من قش الأرز, المزمع تنفيذه بالمنطقة الصناعية برشيد بالشراكة بين مؤسسة الأهرام وإحدي الشركات الصينية العاملة في هذا المجال, الذي يعد من أكبر المشروعات بمصر والشرق الأوسط علي مساحة128 فدانا وفق أحدث النظم والتقنيات العالمية, بتكلفة تتجاوز المليار دولار, للقضاء تماما علي ظاهرة حرق قش الأرز. ويؤكد المهندس سمير الحلاج وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة انه يتم التصدي بشدة لكل من يحاول حرق قش الأرز, مع تحرير المحاضر اللازمة, موضحا أن المديرية اتخذت جميع التدابير اللازمة لذلك, مع تخصيص رقم واتس آب يضم كافة القيادات التنفيذية بالمحافظة لمراقبة ومتابعة أعمال المنظومة أولا بأول والتحرك الفوري حال استدعاء الأمر مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية, مشيرا إلي ان المديرية نجحت في الحد من حرق قش الأرز هذا العام. وكشف الحلاج أنه تم تحرير أكثر من920 محضرا حتي الآن للمخالفين بجميع قري ومراكز المحافظة من خلال اللجان الليلية والنهارية المشكلة من الزراعة وجهاز شئون البيئة والوحدات المحلية والشرطة. أما في محافظة كفر الشيخ فللمشكلة وجه آخر فمع انحسار ظاهرة حرق قش الأرز الي حد ما, بدأت تنتشر ظاهرة حرق حطب القطن, حيث يقوم بعض المزارعين بعد جني محصول القطن بحرق الحطب, مما يؤدي إلي استمرار التلوث البيئي بمعظم مراكز المحافظة. يقول حسن يوسف شيخ قرية أن أسهل وسيلة للتخلص من مخلفات المحاصيل عند الفلاحين هو حرقها, مشيرا إلي أنه بعد الانتهاء من موسم حصاد الأرز واستمرار حرائق القش طوال الشهرين الماضيين يقومون حاليا بحرق حطب القطن, مطالبا وزارتي البيئة والزراعة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين. من جانبه أكد المهندس فايد الشاملي مدير عام البيئة بالمحافظة انه تم تحرير آلاف المحاضر ضد المخالفين, ورغم أن الغرامات لا تقل عن ألفي جنيه للمحضر الواحد إلا أن المخالفات لا تنتهي.